شرح قول الناظم: أولئك أتباع النبي وحزبه ..... ولولاهم ما كان في الأرض مسلم، هل يجوز أن تقول لولا فلان لكان كذا حفظ
الشيخ : ثم قال في وصفِ هؤلاء السابقين كلهم : " أولئكَ أتباعُ النبيِّ وحِزْبُهُ " ، أي طائفته الذين يتحزبون إليه وينصرونه.
" ولوْلاهُمُ ما كان في الأرضِ مُسْلِمُ " يعني أنهم هم السبب الذين نشر الله بهم الإسلام. وهنا أطلق المؤلف قوله : " ولولاهم " ، لأن استعمال " لولا " في السبب الحقيقي الشرعي أو الحسي جائز سواء ذكر معها الله عز وجل الذي هو مسبّب الأسباب أم لم يذكر.
والمحذور أمران :
أحدهما : أن يضاف هذا الشيء إلى غير سببه الشرعي أو الحسي هذا لا يجوز .
مثل أن يقول القائل : لولا الولي فلان لحصل كذا وكذا ، و الولي ماهو حاضر أو ميت هذا لا يجوز.
أو المحذور الثاني أو الأمر الثاني من المحذور، أن يقرنها مع الله بواو يقتضي التسوية بحرف يقتضي التسوية كقولك " لولا الله وكذا " ، فهذا لا يجوز وإن كان السبب صحيحا حتى وإن كان السبب صحيحا.
لو قلت مثلا وقد غرقت وأخرجك إنسان من الغرق لو قلت :لولا الله وفلان لهلكت .
هذا لا يجوز لأنك قرنت الله مع غيره بحرف يقتضى التسوية ، هذان هما المحذوران! ما هما؟ أن يضيف الشيء إلى سبب الى غير سبب شرعي أو حسي.
ثانياً : أن يضيفه إلى سبب صحيح لكن مقرونا مع الله بحرف يقتضي التسوية كالواو.
أما لو ذكر السبب الصحيح الشرعي أو الحسي وحده ، فهذا لا بأس به أو ذكره مع الله مقرونا بالواو. فهذا؟
الطالب : ...
الشيخ : ذكره مع الله مقرونا بـثم ، مقرونا بـثم فلا بأس به كما لو قال : لولا الله ثم ألاحظ أننا قلنا السبب الصحيح .
أما لو جاء بسبب غير صحيح فإنه لا يصح ولو قرنه بـ ثم كما لو قال : لولا الله ثم الولي فلان الميت أو الغائب. هذا لا يجوز. أعرفتم الآن ؟
ابن القيم رحمه الله في هذه الأبيات قال : " لولاهم " فأضافه إلى سبب صحيح غير مقرون مع الله بالواو ، غير مقرون مع الله بالواو نعم؟