شرح قول الناظم: إلى الجمرة الكبرى يريدون رميها.... لوقت صلاة العيد ثم تيممـــوا منازلهم للنحر يبغون فضله......وإحياء نسك من أبيهم يعـــــــــظم فلو كان يرضي الله نحرنفوسهم....لدانوا به طوعا وللأمر سلمـــوا كما بذلوا عند الجهاد نحورهم....لأعدائه حتى جرى منهم الـــــــدم ولكنهم دانو بوضع رؤوسهم......وذلك ذل للعبيد وميســـــــــــــــم (الكلام على مناسك الحج وبيان أن الحلق أنه تعظيم لله وفضل الجهاد في سبيل الله ) حفظ
الشيخ : " فباتُوا بمَشعَرِ الْـ *** ـحَرَامِ وصَلَّوْا الفجْرَ ثمَّ تقدَّموا
إلى الجَمْرةِ الكُبرَى يُريدون رَمْيَها " إلى آخره.
أظنُّ أن هذا واضح : أنهم باتوا في مِنى ، ثم أتوا المشعر الحرام ، ووقفوا فيه إلى أن يسفروا جدا ، ثم تقدموا إلى الجمرة الكبرى وهي جمرة العقبة يرمونها لوقت صلاة العيد ثـم تيمّموا منازلهم للنّحـر.
" يَبغـــــونَ فضلَهُ *** وإحياءَ نُسْكٍ مِن أبيهمْ يُعَظَّــمُ "
ثمَّ قال :
" فلوْ كان يُرضِي اللهَ نَحْرُ نفوسِهمْ *** لدانُوا بهِ طوْعًا وللأمرِ سلَّمُوا
كما بَذلُوا عندَ الجِهـادِ نُحـــورَهُمْ *** لأعدائِهِ حتَّى جرَى منهمُ الدَّمُ
ولكنَّهمْ دانُــوا بوضْــعِ رؤوسِـهمْ *** وذلِكَ ذلٌّ للعبيــــــــدِ ومِيْــسَمُ ".
يعني أن هؤلاء نزّلوا شعور رؤوسهم تعظيما لله ، فإن حلق الرأس لا شك أنه تعظيم. بل إن العسكر الآن إذا مرّ بهم من يعظمونهم خلعوا ما فوق رؤوسهم من القلنسوات تعظيما له. فهذا تعظيم لله ولو رضي الله منهم أن يحلقوا نفوسهم لحلقوها ، يعني لذبحوا أنفسهم. انظر إلى إبراهيم عليه الصلاة والسلام لما أمره الله تعالى أن يقتل ابنه ، يذبحه ماذا صنع ؟ اه؟
امتثل ، مع أنّه ليس له ابن سواه ، وقد جاءه على كبر ، ولكنه امتثال لأمر الله ، استسلم ، إلا أن رحمة الله عز وجل أدركته ، فأوحى الله تعالى إليه ، أن يفديه بذبح عظيم ، وآتاه أجره كاملا ، وبنو إسرائيل لما قيل لهم في التوبة (( اقْتُلُواْ أَنفُسَكُمْ )) قتلوا أنفسهم ، أخذوا السكاكين واجتمعوا ثم صار بعضهم يقتل بعضا تحقيقا للتوبة.
المؤمنون لو أنّ الله رضي منهم أن يقتلوا أنفسهم لكانوا يقتلونها ، يعني لو قال لك ربُّك : اقتل نفسك ، فمقتضى الإيمان أن تقول : سمعا وطاعة وتقتل نفسك ، ثمّ ضرب المؤلّف مثلا قال :
" كما بَذلُوا عندَ الجِهادِ نُحورَهُمْ *** لأعدائِهِ حتَّى جرَى منهمُ الدَّمُ " نعم.
المؤمن حقا المحب لله المعظم له لا يهمه أن يقدّم نحره لعدوه وعدو ربه ، إعلاء لكلمة الله عز وجل فهم بذلوا نحورهم لأعدائه حتى جرى منهم الدم ، حتى إن الواحد منهم إذا طعن قال : " فزت ورب الكعبة "، نعم. ويرى أنّ هذا فوز ، وهو والله فوز ، لأنه ينتقل من حياة الصقب، الصخب والندم والتعب والحزن والتنغيص والتكدير إلى دار فيها ( ما لا عين رأت ، ولا أذن سمعت ، ولا خطر على قلب بشر ) (( وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَمْوَاتاً بَلْ أَحْيَاءٌ )) عند من؟ عند الله (( عِندَ رَبِّهِمْ )) وهذه الربوبية الخاصة ، إضافة خاصة لم ينلها إلا من كان مثلهم أو أعلى منهم (( عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ )) حي يرزق ، روحــهم ( أرواحهم في أجواف طير خضر ) كما هو من فضله ( تسرح في الجنة وتأكل حيث شاءت ثم تأوي إلى قناديل معلّقة تحت العرش ). هذا فضل عظيم. لمّا خرجت أنفسهم من هذه الأجساد الذائبة الترابية جعلت في أجساد طير أخضر يسرح في الجنة حيث شاء. فلذلك قتـلهم في سبيل الله فوز لهم فوز لهم (( فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ * يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ )). طيب.
قال : " ولكنَّهمْ دانُوا بوضْعِ رؤوسِهمْ *** وذلِكَ ذلٌّ للعبيــــــــدِ ومَيْــسَمُ "
أي علامة. ميسم : يعني علامة على الذل. أي نعم. انتهى؟ أقول انتهى الآن؟ باقي؟
الطالب : ... .
الشيخ : كلها الميمية
الطالب : ... .
الشيخ : أي طيب.
إلى الجَمْرةِ الكُبرَى يُريدون رَمْيَها " إلى آخره.
أظنُّ أن هذا واضح : أنهم باتوا في مِنى ، ثم أتوا المشعر الحرام ، ووقفوا فيه إلى أن يسفروا جدا ، ثم تقدموا إلى الجمرة الكبرى وهي جمرة العقبة يرمونها لوقت صلاة العيد ثـم تيمّموا منازلهم للنّحـر.
" يَبغـــــونَ فضلَهُ *** وإحياءَ نُسْكٍ مِن أبيهمْ يُعَظَّــمُ "
ثمَّ قال :
" فلوْ كان يُرضِي اللهَ نَحْرُ نفوسِهمْ *** لدانُوا بهِ طوْعًا وللأمرِ سلَّمُوا
كما بَذلُوا عندَ الجِهـادِ نُحـــورَهُمْ *** لأعدائِهِ حتَّى جرَى منهمُ الدَّمُ
ولكنَّهمْ دانُــوا بوضْــعِ رؤوسِـهمْ *** وذلِكَ ذلٌّ للعبيــــــــدِ ومِيْــسَمُ ".
يعني أن هؤلاء نزّلوا شعور رؤوسهم تعظيما لله ، فإن حلق الرأس لا شك أنه تعظيم. بل إن العسكر الآن إذا مرّ بهم من يعظمونهم خلعوا ما فوق رؤوسهم من القلنسوات تعظيما له. فهذا تعظيم لله ولو رضي الله منهم أن يحلقوا نفوسهم لحلقوها ، يعني لذبحوا أنفسهم. انظر إلى إبراهيم عليه الصلاة والسلام لما أمره الله تعالى أن يقتل ابنه ، يذبحه ماذا صنع ؟ اه؟
امتثل ، مع أنّه ليس له ابن سواه ، وقد جاءه على كبر ، ولكنه امتثال لأمر الله ، استسلم ، إلا أن رحمة الله عز وجل أدركته ، فأوحى الله تعالى إليه ، أن يفديه بذبح عظيم ، وآتاه أجره كاملا ، وبنو إسرائيل لما قيل لهم في التوبة (( اقْتُلُواْ أَنفُسَكُمْ )) قتلوا أنفسهم ، أخذوا السكاكين واجتمعوا ثم صار بعضهم يقتل بعضا تحقيقا للتوبة.
المؤمنون لو أنّ الله رضي منهم أن يقتلوا أنفسهم لكانوا يقتلونها ، يعني لو قال لك ربُّك : اقتل نفسك ، فمقتضى الإيمان أن تقول : سمعا وطاعة وتقتل نفسك ، ثمّ ضرب المؤلّف مثلا قال :
" كما بَذلُوا عندَ الجِهادِ نُحورَهُمْ *** لأعدائِهِ حتَّى جرَى منهمُ الدَّمُ " نعم.
المؤمن حقا المحب لله المعظم له لا يهمه أن يقدّم نحره لعدوه وعدو ربه ، إعلاء لكلمة الله عز وجل فهم بذلوا نحورهم لأعدائه حتى جرى منهم الدم ، حتى إن الواحد منهم إذا طعن قال : " فزت ورب الكعبة "، نعم. ويرى أنّ هذا فوز ، وهو والله فوز ، لأنه ينتقل من حياة الصقب، الصخب والندم والتعب والحزن والتنغيص والتكدير إلى دار فيها ( ما لا عين رأت ، ولا أذن سمعت ، ولا خطر على قلب بشر ) (( وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَمْوَاتاً بَلْ أَحْيَاءٌ )) عند من؟ عند الله (( عِندَ رَبِّهِمْ )) وهذه الربوبية الخاصة ، إضافة خاصة لم ينلها إلا من كان مثلهم أو أعلى منهم (( عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ )) حي يرزق ، روحــهم ( أرواحهم في أجواف طير خضر ) كما هو من فضله ( تسرح في الجنة وتأكل حيث شاءت ثم تأوي إلى قناديل معلّقة تحت العرش ). هذا فضل عظيم. لمّا خرجت أنفسهم من هذه الأجساد الذائبة الترابية جعلت في أجساد طير أخضر يسرح في الجنة حيث شاء. فلذلك قتـلهم في سبيل الله فوز لهم فوز لهم (( فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ * يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ )). طيب.
قال : " ولكنَّهمْ دانُوا بوضْعِ رؤوسِهمْ *** وذلِكَ ذلٌّ للعبيــــــــدِ ومَيْــسَمُ "
أي علامة. ميسم : يعني علامة على الذل. أي نعم. انتهى؟ أقول انتهى الآن؟ باقي؟
الطالب : ... .
الشيخ : كلها الميمية
الطالب : ... .
الشيخ : أي طيب.