شرح قول الناظم: لما قضوا من منى كل حاجة.....وسالت بهم تلك البطاح تقدمــــــوا إلى الكعبة البيت الحرام عشية....وطافوا بها سبعا وصلوا وسلمــوا ولما دنا التوديع منهم وأيقنوا.....بأن التداني حبله متصــــــــــــــرم ولم يبق إلا وقفة لمودع.....فالله أجفان هناك تسجـــــــــــــــــــــــم حفظ
الشيخ : " ولمَّا تقضَّوْا مِن مِنًى كلَّ حاجةٍ *** وســـالتْ بهمْ تلكَ البِطـاحُ تقدَّموا
إلى الكعبةِ البيتِ الحَرامِ عشيةً *** فطافُوا بها سبْعًا وصَلوْا وسَلَّمُوا
ولمَّا دَنا التوْدِيعُ منهمْ وأيْقنُوا *** بأنَّ التــــدَانِي حبْـلُهُ مُتَصَـــــــرِّمُ
ولمْ يبقَ إلا وقفــةٌ لِمُــــــوَدِّعٍ *** فلِلهِ أجفـــانٌ هنـــاكَ تُسَجَّـــــــــمُ "
.
هذا طواف الوداع كأن المؤلف يريد أن يسوق صفة الحج على صفة ما فعله رسول الله صلى الله عليه وسلم فإن النبي صلى الله عليه وسلم لما رمى الجمرات يوم الثالث عشر بعد الزوال نزل إلى مكة وأقام في الأبطح في المحصب. فصلى الظهر والعصر والمغرب والعشاء ثم رقد رقدة ولما كان في آخر الليل أذن بالرحيل فارتحلوا من الأبطح إلى مكة وطاف للوداع ثم صلى الصبح هناك، ثم ركب راجعا إلى المدينة صلوات الله وسلامهُ عليه لأنه قضى حاجته وانتهى الحج وانتهى. وهو ما جاء إلا للحج.