شرح قول الناظم: وبعت نعيما لا انقضاء له ولا....نظير ببخس عن قليل سيــــــــــعدم فهلا عكست الأمر إن كنت حازما....ولكن أضعت الحزم لو كنت تعلم وتهدم ما تبني بكفك جاهدا.....فأنت مدى الأيام تبني وتـــــــــهدم وعند مراد الله تفنى كميت....وعند مراد النفس تسدي وتلــــــــــحم حفظ
الشيخ : يقول : " وبِعْتَ نعيمًا لا انقضاءَ له ولا *** نظيرَ ببخْسٍ عن قليـــــــــــــــــــــــــلٍ سيُعْدَمُ "
صح وهو نعيم الجنة لا انقضاء له، ولا نظير له قال الله تعالى : (( فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ )). وقال النبي صلى الله عليه وسلم قال الله تعالى : ( أعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت ولا أُذن سمعت ولا خطر على قلب بشر ). وقال ابن عباس : ( ليس شيء في الدنيا، في الجنة مما في الدنيا إلا الأسماء ). رمان ورمان لكن فرق، فرق عظيم.
" فهلا عكستَ الأمرَ إنْ كنتَ حازمًا "
هلا هنا للتحضيض يعني يحضنا المؤلف رحمه الله على أن نعكس الأمر كيف نعكس ؟ نجود بشيء لا يضرنا بذله ونبخل بشيء مثله لا يُقَوَّم نعض عليه بالنواجذ. كذلك أيضا نبيع الشيء الخسيس الدنيء بشيءٍ لا نظير له ولا نفاذ.
" فهلا عكستَ الأمرَ إنْ كنتَ حازمًا *** ولكن أضعتَ الــحـزمَ لو كنتَ تعلَمُ
وتهدِمُ ما تَبنِي بكفِّك جاهدًا *** فأنتَ مَدى الأيامِ تبنِي وتَهْدِمُ "
.
صحيح ، هذا حال من أضاع نفسه يبني ويهدم. ماهو بالبناء الحسي، البناء المعنوي ، تجده هذه طاعة وهذه معصية هذا ظلم وهذا فساد وهذا صلاح وهذا عدل وهكذا. يبني ما يهدم ويهدم ما يبني دائما فهو يقول : " فأنت مدى الأيام تبنى وتهدم ".
" و عندَ مرادِ الله تفنَى كمَيِّتٍ " :
الله أكبر! عند مراد الله شرعا وإلا قدرا ؟
الطالب : شرعا
الشيخ : شرعا، عند مراد الله شرعا يعني عند الذي يريده الله منك شرعا تفنى كميت ، يعني لا تتحرك يأمرك الله فلا تأتمر ينهاك فلا تنتهي.
" وعندَ مُرادِ النفسِ تُسْدِي وتُلْحِمُ " السدى واللحمة هذا في الذين يأخذون الغزل وينسجونه. النسيج له سدى ولحمة سدى ولحمة وإذا جعل في النسيج السدى واللـحمة صار نسيجا محكما. فعند مراد النفس تنسج تماما من أحسن ما يكون. لكن عند مراد الله تفنى كميت.