شرح قول الناظم: ولو تبصر الدنيا وراء ستورها.....رأيت خيالا في منام سيصــــــــــــرم كحلم بطيف زار في النوم وانقضى الـ....منام وراح الطيف والصب مغرم وظل أرته الشمس عند طلوعها.....سيقلص في وقت الزوال ويفصـــــــم ( بيان حال الدنيا وذكر أمثلة لها وموقف المؤمن منها ) حفظ
الشيخ : " ولَوْ تُبْــصِــرُ الـــدُّنيا وَرَاءَ سُــتُورِها *** رَأيْـــتَ خــيــالاً فِــي مَــنَامِ سَــيُصْـرَمُ
كَحِلْمٍ بِطَيْفٍ زَارَ فِي الْنَّومِ ، وانْقضى *** وانقضى الْمَنَامُ ، وَرَاحَ الطَّيْفُ ، والصَّبُ مُغْرَمُ
وظِـــلٍّ أرَتْـــه الشمْسَ عِــنْدَ طُلُوعِهَا *** سَــيُقْــلَصُ أويَقلِص فِـي وَقْتِ الزَّوالِ ، ويَفْصَمُ
وَمُزْنَــةِ صـيْفٍ طَــابَ منها مَــقِيلُهــا *** فــوَلَّــت سَــرِيــعاً ، والــحُرُورُ تَــضَرَّمُ
ومَــطْــعَمِ ضَــيْــفٍ لـــذَّ مِـــنْهُ مسَاغُهُ *** وبَــعْدَ قَــليــلٍ حَــالُــهُ ، تِــلكَ تُــعْــلَــمُ
كَـــذَا هَـــذهِ الــدُّنــيَــا كأحْـــلامِ نَــائـمٍ *** ومِــنْ بَــعْــدِها دَارُ الْــبقــــاءِ سَــتَقَـدَّمُ "
الله أكبر! هذه هي حال الدنيا، شبهها المؤلف بعدة أمثلة
" كحلم بطيف زار في النوم وانقضى وانقضى المنام وراح الطيف والصب مُغرم". الإنسان رأى في المنام شيئا أحبه أيّا كان، من بشر أو غيره، ثم انقضى النوم، وقلبه متعلق بما رأى، لكن أنى له ذلك، هكذا الدنيا كأنها أحلام نائم. وأنت الآن إذا تدبرت الأمر، تدبر لما كنت صغيرا مع زملائك في السوق تفرح وتمرح ولا تذكر شيئاً، تذكر من عندك في البيت أين ذهبوا وأين راحوا، نعم تذكر كل ما مضى تجد أنه كالحلم، راح وكأنه لم يكن ، كأنها أحلام رأيتها في البارحة أو في أقرب نومةٍ نمتها وذهبت ، اعتبر المستقبل بالماضي هذا المستقبل الذي تراه أمامك وكأنه آلاف السنين كأنك ستبقي آلاف السنين هذا سوف يزول كما زال ما مضى (( كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَهَا لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا عَشِيَّةً أَوْ ضُحَاهَا )) (( كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَ مَا يُوعَدُونَ لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا سَاعَةً مِّن نَّهَارٍ )) إلا ساعة ، ساعة من نهار هكذا الدنيا. كذلك أيضا :
" كظِـــلٍّ أرَتْـــه الشمْسَ عِــنْدَ طُلُوعِهَا *** سَــيَقْــلَصُ فِـي وَقْتِ الزَّوالِ ويُفْصَمُ " أو سيُقلص.
الظل طيب وبارد ولذيذ تريه الشمس الرائي إذا طلعت. ثم كلَّ ماذا ؟ ينقص عند الزوال يضمحل ويزول. هكذا أيضا الدنيا عند الزوال تزول عند الزوال تزول. دار كهذه هل يليق بالعاقل فضلا عن المؤمن أن يجعلها في قلبه أغلى من دار البقاء ؟
الجواب : لا والله. ما يليق بعاقل فضلا عن مؤمن أن يجعلها في قلبه أغلى من دار البقاء أو ينظر إليها نظرة راغب راغب فيها زاهد في الآخرة ، لأنه يرى ، يرى أمه وأباه وأخته وأخاه وولده وزوجه كلهم كانوا معه على ظهر هذه الدنيا ثم ثم زالوا ثم زالوا وراحوا ودعوا خلصوا من الدنيا، ما بقي إلا الا الجزاء فقط ، كأن لم يكونوا على هذه الدنيا.
" بين يرى الإنسان فيها مخبرا حتى يَرى حتى يُري خبراً من الأخبار" هو في الدنيا مخبر يتحدث كان فلان وكان فلان وصحبت فلانا وزارني فلان وزرت فلانا، يخبر عمن مضى، ثم سيكون هو الخبر. سيقال زرنا فلانا وزارنا فلان وجلسنا مع فلان وجلس معنا. وهو في قبره مرتهن بعمله. هذا هو الحقيقة الواقعة في هذه الدنيا.
فإذا كانت هذه الحقيقة الواقعة في هذه الدنيا فكيف نغالي فيها؟ وكيف نؤمن البقاء؟ وكيف نجعل ما نحصله منها أكثر في نفوسنا وأكبر مما نحصله للآخرة؟ وما ذلك إلا من جهلنا و ظلمنا.
كَحِلْمٍ بِطَيْفٍ زَارَ فِي الْنَّومِ ، وانْقضى *** وانقضى الْمَنَامُ ، وَرَاحَ الطَّيْفُ ، والصَّبُ مُغْرَمُ
وظِـــلٍّ أرَتْـــه الشمْسَ عِــنْدَ طُلُوعِهَا *** سَــيُقْــلَصُ أويَقلِص فِـي وَقْتِ الزَّوالِ ، ويَفْصَمُ
وَمُزْنَــةِ صـيْفٍ طَــابَ منها مَــقِيلُهــا *** فــوَلَّــت سَــرِيــعاً ، والــحُرُورُ تَــضَرَّمُ
ومَــطْــعَمِ ضَــيْــفٍ لـــذَّ مِـــنْهُ مسَاغُهُ *** وبَــعْدَ قَــليــلٍ حَــالُــهُ ، تِــلكَ تُــعْــلَــمُ
كَـــذَا هَـــذهِ الــدُّنــيَــا كأحْـــلامِ نَــائـمٍ *** ومِــنْ بَــعْــدِها دَارُ الْــبقــــاءِ سَــتَقَـدَّمُ "
الله أكبر! هذه هي حال الدنيا، شبهها المؤلف بعدة أمثلة
" كحلم بطيف زار في النوم وانقضى وانقضى المنام وراح الطيف والصب مُغرم". الإنسان رأى في المنام شيئا أحبه أيّا كان، من بشر أو غيره، ثم انقضى النوم، وقلبه متعلق بما رأى، لكن أنى له ذلك، هكذا الدنيا كأنها أحلام نائم. وأنت الآن إذا تدبرت الأمر، تدبر لما كنت صغيرا مع زملائك في السوق تفرح وتمرح ولا تذكر شيئاً، تذكر من عندك في البيت أين ذهبوا وأين راحوا، نعم تذكر كل ما مضى تجد أنه كالحلم، راح وكأنه لم يكن ، كأنها أحلام رأيتها في البارحة أو في أقرب نومةٍ نمتها وذهبت ، اعتبر المستقبل بالماضي هذا المستقبل الذي تراه أمامك وكأنه آلاف السنين كأنك ستبقي آلاف السنين هذا سوف يزول كما زال ما مضى (( كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَهَا لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا عَشِيَّةً أَوْ ضُحَاهَا )) (( كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَ مَا يُوعَدُونَ لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا سَاعَةً مِّن نَّهَارٍ )) إلا ساعة ، ساعة من نهار هكذا الدنيا. كذلك أيضا :
" كظِـــلٍّ أرَتْـــه الشمْسَ عِــنْدَ طُلُوعِهَا *** سَــيَقْــلَصُ فِـي وَقْتِ الزَّوالِ ويُفْصَمُ " أو سيُقلص.
الظل طيب وبارد ولذيذ تريه الشمس الرائي إذا طلعت. ثم كلَّ ماذا ؟ ينقص عند الزوال يضمحل ويزول. هكذا أيضا الدنيا عند الزوال تزول عند الزوال تزول. دار كهذه هل يليق بالعاقل فضلا عن المؤمن أن يجعلها في قلبه أغلى من دار البقاء ؟
الجواب : لا والله. ما يليق بعاقل فضلا عن مؤمن أن يجعلها في قلبه أغلى من دار البقاء أو ينظر إليها نظرة راغب راغب فيها زاهد في الآخرة ، لأنه يرى ، يرى أمه وأباه وأخته وأخاه وولده وزوجه كلهم كانوا معه على ظهر هذه الدنيا ثم ثم زالوا ثم زالوا وراحوا ودعوا خلصوا من الدنيا، ما بقي إلا الا الجزاء فقط ، كأن لم يكونوا على هذه الدنيا.
" بين يرى الإنسان فيها مخبرا حتى يَرى حتى يُري خبراً من الأخبار" هو في الدنيا مخبر يتحدث كان فلان وكان فلان وصحبت فلانا وزارني فلان وزرت فلانا، يخبر عمن مضى، ثم سيكون هو الخبر. سيقال زرنا فلانا وزارنا فلان وجلسنا مع فلان وجلس معنا. وهو في قبره مرتهن بعمله. هذا هو الحقيقة الواقعة في هذه الدنيا.
فإذا كانت هذه الحقيقة الواقعة في هذه الدنيا فكيف نغالي فيها؟ وكيف نؤمن البقاء؟ وكيف نجعل ما نحصله منها أكثر في نفوسنا وأكبر مما نحصله للآخرة؟ وما ذلك إلا من جهلنا و ظلمنا.