شرح قول الناظم: ومزنة صيف طاب منها مقيلها.....فولت سريعا والحرور تضـــــــــــــــرم ومطعم ضيف لذ منه مساغه......وبعد قليل حاله تلك تعلــــــــــــــــــــم كذا هذه الدنيا كأحلام نائم.....ومن بعدها دار البقاء ستــــــــــــــــقدم ( قصر الدنيا وحقيقتها واغتنام المؤمن الأعمال الصالحة فيها ) حفظ
الشيخ : قال :
" وَمُــزْنَــةِ طــيْــفٍ طَــابَ منها مَــقِيــلُــهــا - صيف طــيْــفٍ طَــابَ منها مَــقِيــلُــهــا *** فــوَلَّــت سَــرِيــعاً ، والــحرُورُ تَــضَرَّمُ "
هذا الإنسان في الفلاة في حر شديد ــ صيف ــ ، أظله الله تعالى بمزنة - قطعة من الغمام - بيضاء باردة. والمزن كما نعرف جميعا يستقر وإلا يمشي ؟ يمشي. هذه المزنة أظلته ساعة من الزمن ثم راحت، فبقي عنده الحرور يتضرم. هكذا الدنيا أيضا وقد شبهها الرسول عليه الصلاة والسلام بأنها مثل الإنسان الذي قال في ظل دوحة ثم ثم قام وتركها. قال فيها حتى صار آخر النهار وبرد الجو ثم قام فتركها.
قال : " ومَــطْــعَمِ ضَــيْــفٍ ضَــيْــفٍ لـــذَّ مِـــنْهُ مسَاغُهُ *** وبَــعْدَ قَــليــلٍ حَــالُــهُ ، تِــلكَ تُــعْــلَــمُ
كَـــذَا هَـــذهِ الــدُّنــيَــا كأحْـــلامِ نَــائـمٍ *** ومِــنْ بَــعْــدِها دَارُ الْــبقــــاءِ سَــتَقْدمُ "
والعجب أن هذا وصفها وهذه حقيقتها، ثم الإنسان لا يدري متى يرتحل منها. هذا الغريب أن تكون في نفوسنا إلى هذا الحد من الغلاء. ونحن لا ندري أي ساعة نجيب داعي الله عز وجل. ما يدري الإنسان. كل إنسان والله ما يستطيع أن يحكم بأنه سيدرك غدا ( إذا أصبحت فلا تنتظر المساء وإذا أمسيت فلا تنتظر الصباح ). وهذه حقيقة ليست أحاديث مجالس. هذه حقيقة واقعة يا جماعة واقعة. هل منكم أحد يستطيع أن يجزم بأنه سيعيش إلى غد ؟ أبدا. إذن مهما طابت الدنيا والله ليس فيها خير إلا ما كان منها مزرعة للآخرة فنعم الدار هي كما قال الرسول عليه الصلاة والسلام في المال : ( نعم المال الصالح عند الرجل الصالح ) ، ( خيركم من طال عمره وحسن عمله ). إذا كان الإنسان يعدها مزرعة للآخرة لا يقول قولا و لا يفعل فعلا ولا يدع شيئا إلا وهو يريد التقرب به إلى الله حتى مكالمة إخوانه والأنس إليهم يبتغي بذلك وجه الله، حينئذ تكون مزرعة للآخرة بل تكون جنة مقتطعة ومقدمة من الآخرة كما قال أحمد بن تيمية ـــ رحمه الله ـــ شيخ الإسلام لما أدخلوه في الحبس قال : " ما يفعل أعدائي بي ؟ " يعني أي شيء يفعلون ؟ نعم؟ " إن جنتي في صدري "، جنته في صدره رحمه الله علم وإيمان ونور وطمأنينة هذه هي الجنة ... الفضل. والله ما هي بالجنة البستان التي إذا خرج الإنسان وإلا نخيل تهتز وفواكه وغيرها. هذه جنة جسد. لكن جنة القلب لا يعدلها شيء. قال : " جنتي في صدري إن حبسي خلوة ونفيي سياحة وقتلي شهادة ". الله أكبر! شوف اليقين العجيب. سبحان الله العظيم! هذا من يقين الرسل عليهم الصلاة والسلام لما خرج موسى بقومه واتبعهم فرعون بقومه وصاروا بين البحر وبين جنود فرعون، بين فرعون وجنوده، ماذا قال أصحاب موسى (( قالوا إنا لمدركون )) خلاص البحر أمامنا إن خضناه غرقنا، وفرعون بجنوده خلفنا إن أدركنا أهلكنا فقال بطمأنينة : (( كلا )) لسنا مدركين (( إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ )). الله أكبر! شوف اليقين في هذه الشدة. فأوحى الله أن يضرب البحر، فضربه فانفلق في الحال ويبس في الحال (( فَاضْرِبْ لَهُمْ طَرِيقًا فِي الْبَحْرِ يَبَسًا )). فخرجوا كلهم عن آخرهم، ودخل فرعون بجنوده عن آخرهم فأوحى رب العزة والجلال إلى هذا البحر أن انطبق، فانطبق على فرعون وجنوده فغرقوا وأولئك نجوا. الله أكبر! اللهم ارزقنا الإيمان واليقين ، يعني من يصل إلى هذه الدرجة إلا من منَّ الله عليه باليقين التام. فأنا أقول أن الإنسان ينبغي له أن يجعل هذه الدنيا مزرعة للآخرة لينتفع منها .
-الأذان يؤذن-.
الشيخ : الله اكبر ... آت محمدا الوسيلة والفضيلة وابعثه مقاما محمودا واغفر اللهم لوالدي وللمسلمين ...
السائل : ...
الشيخ : الطـّيف : ما يطوف بالإنسان في النوم، مما يحبه من إنسان أو حيوان أو غيره. ... ما معنا مصطلح؟.
الطالب : ... .
الشيخ : ما في شيء؟ عجيب ... طيب اجل الآن ما وصلنا ... من قبل.
" وَمُــزْنَــةِ طــيْــفٍ طَــابَ منها مَــقِيــلُــهــا - صيف طــيْــفٍ طَــابَ منها مَــقِيــلُــهــا *** فــوَلَّــت سَــرِيــعاً ، والــحرُورُ تَــضَرَّمُ "
هذا الإنسان في الفلاة في حر شديد ــ صيف ــ ، أظله الله تعالى بمزنة - قطعة من الغمام - بيضاء باردة. والمزن كما نعرف جميعا يستقر وإلا يمشي ؟ يمشي. هذه المزنة أظلته ساعة من الزمن ثم راحت، فبقي عنده الحرور يتضرم. هكذا الدنيا أيضا وقد شبهها الرسول عليه الصلاة والسلام بأنها مثل الإنسان الذي قال في ظل دوحة ثم ثم قام وتركها. قال فيها حتى صار آخر النهار وبرد الجو ثم قام فتركها.
قال : " ومَــطْــعَمِ ضَــيْــفٍ ضَــيْــفٍ لـــذَّ مِـــنْهُ مسَاغُهُ *** وبَــعْدَ قَــليــلٍ حَــالُــهُ ، تِــلكَ تُــعْــلَــمُ
كَـــذَا هَـــذهِ الــدُّنــيَــا كأحْـــلامِ نَــائـمٍ *** ومِــنْ بَــعْــدِها دَارُ الْــبقــــاءِ سَــتَقْدمُ "
والعجب أن هذا وصفها وهذه حقيقتها، ثم الإنسان لا يدري متى يرتحل منها. هذا الغريب أن تكون في نفوسنا إلى هذا الحد من الغلاء. ونحن لا ندري أي ساعة نجيب داعي الله عز وجل. ما يدري الإنسان. كل إنسان والله ما يستطيع أن يحكم بأنه سيدرك غدا ( إذا أصبحت فلا تنتظر المساء وإذا أمسيت فلا تنتظر الصباح ). وهذه حقيقة ليست أحاديث مجالس. هذه حقيقة واقعة يا جماعة واقعة. هل منكم أحد يستطيع أن يجزم بأنه سيعيش إلى غد ؟ أبدا. إذن مهما طابت الدنيا والله ليس فيها خير إلا ما كان منها مزرعة للآخرة فنعم الدار هي كما قال الرسول عليه الصلاة والسلام في المال : ( نعم المال الصالح عند الرجل الصالح ) ، ( خيركم من طال عمره وحسن عمله ). إذا كان الإنسان يعدها مزرعة للآخرة لا يقول قولا و لا يفعل فعلا ولا يدع شيئا إلا وهو يريد التقرب به إلى الله حتى مكالمة إخوانه والأنس إليهم يبتغي بذلك وجه الله، حينئذ تكون مزرعة للآخرة بل تكون جنة مقتطعة ومقدمة من الآخرة كما قال أحمد بن تيمية ـــ رحمه الله ـــ شيخ الإسلام لما أدخلوه في الحبس قال : " ما يفعل أعدائي بي ؟ " يعني أي شيء يفعلون ؟ نعم؟ " إن جنتي في صدري "، جنته في صدره رحمه الله علم وإيمان ونور وطمأنينة هذه هي الجنة ... الفضل. والله ما هي بالجنة البستان التي إذا خرج الإنسان وإلا نخيل تهتز وفواكه وغيرها. هذه جنة جسد. لكن جنة القلب لا يعدلها شيء. قال : " جنتي في صدري إن حبسي خلوة ونفيي سياحة وقتلي شهادة ". الله أكبر! شوف اليقين العجيب. سبحان الله العظيم! هذا من يقين الرسل عليهم الصلاة والسلام لما خرج موسى بقومه واتبعهم فرعون بقومه وصاروا بين البحر وبين جنود فرعون، بين فرعون وجنوده، ماذا قال أصحاب موسى (( قالوا إنا لمدركون )) خلاص البحر أمامنا إن خضناه غرقنا، وفرعون بجنوده خلفنا إن أدركنا أهلكنا فقال بطمأنينة : (( كلا )) لسنا مدركين (( إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ )). الله أكبر! شوف اليقين في هذه الشدة. فأوحى الله أن يضرب البحر، فضربه فانفلق في الحال ويبس في الحال (( فَاضْرِبْ لَهُمْ طَرِيقًا فِي الْبَحْرِ يَبَسًا )). فخرجوا كلهم عن آخرهم، ودخل فرعون بجنوده عن آخرهم فأوحى رب العزة والجلال إلى هذا البحر أن انطبق، فانطبق على فرعون وجنوده فغرقوا وأولئك نجوا. الله أكبر! اللهم ارزقنا الإيمان واليقين ، يعني من يصل إلى هذه الدرجة إلا من منَّ الله عليه باليقين التام. فأنا أقول أن الإنسان ينبغي له أن يجعل هذه الدنيا مزرعة للآخرة لينتفع منها .
-الأذان يؤذن-.
الشيخ : الله اكبر ... آت محمدا الوسيلة والفضيلة وابعثه مقاما محمودا واغفر اللهم لوالدي وللمسلمين ...
السائل : ...
الشيخ : الطـّيف : ما يطوف بالإنسان في النوم، مما يحبه من إنسان أو حيوان أو غيره. ... ما معنا مصطلح؟.
الطالب : ... .
الشيخ : ما في شيء؟ عجيب ... طيب اجل الآن ما وصلنا ... من قبل.