شرح قول الناظم: فجزها ممرا لا مقرا وكن بها.....غريبا تعش فيها حميدا وتســــــــــــلم أوابن سبيل قال في ظل دوحة.....وراح وخلى ظلها يتقســـــــــــــــم أخا سفر لا يستقر قراره......إلى أن يرى أوطانه ويســــــــــــــــــلم فيا عجبا كم مصرع وعظت به.....بنيها ولكن عن مصارعها عمــــــــوا ( الحذر من الركون إلى الدنيا وبيان ثمرة الإيمان بالقضاء والقدر ) حفظ
الشيخ : طيب يقول :
" فجُزْها مَمَرًّا لا مقرًّا وكنْ بِها *** غريبًا تَعِشْ فيها حمَيِدًا وتَسْلَمُ "
صحيح. هذه نصيحة من ابن القيم رحمه الله أن نجوز هذه الدنيا على أنها ممر لا مقر وأن نكون فيها غرباء كالغريب الذي لا يريد الاستيطان. فإنك تعيش حميدا وتسلم. لكن البلاء لكن البلاء كل البلاء أن يتخذها الإنسان مقرّا وموطنا، لأنه إذا اتخذها مقرّا وموطنا غفل عن الآخرة بلا شك، بأن يرى أن هذه موطنه مع أنه يوم القيامة (( يَقُولُ يَا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي )). ويقول الله عز وجل : (( وَإِنَّ الدَّارَ الْآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ )). هي الحياة العظيمة الحقيقية. ولهذا جاءت (( لَهِيَ الْحَيَوَانُ )) أي الحياة الكاملة. وهنا يقول : " تَعِشْ فيها حمَيِدًا وتَسْلَمُ ".
" أو ابنَ أو ابنَ سبيلٍ قالَ في ظِلِّ دَوْحَةٍ *** وراحَ وخلَّى ظِلَّها يَتَقَسَّمُ "
اللهم قوِّنا على ذلك .
" أخا سَفَرٍ لا يستقرُّ قَرارُهُ *** إلى أنْ يَرى أوطانَهُ ويُسَلِّمُ
فيا عجبًا كمْ مَصْرَعٍ وُعظت كم مصدر كم مصرع وُعظت به أو وَعَظَتْ بِهِ *** بنِيها ولكنْ عن مَصارعِها عَمُوا "
صحيح. من العجب أن المصارع مصارع الدنيا التي وعظت به بنيها كثيرة. ولكن عن مصارعها عموا. ولنأخذ أمثلة من هذا :
ما أكثر ما نرى من الأغنياء يعودون فقراء، بينما يتكفف الناس إليهم أيديهم صاروا يتكففون الناس! مثل هؤلاء الموت خير لهم من الحياة، لأنهم ذاقوا الذل بعد العز .
كم من إنسان قوي العضلات في عنفوان شبابه، ونظر في وجهه، أصيب بحادث أهزله بعد السمن، واغبرَّ وجهه بعد النظارة، وصار من رآه يرق له، ويحزن عليه! هذا صحيح ؟نعم.
كم من إنسان بنى وأمَّل وذهب خياله إلى زمن بعيد، ولكنه لم يسكن ما بنى!
كم من إنسان غرس وحرث، يُؤمِّل أن يستمتع بثمرات ما غرس وما زرع، ولكن يحال بينه وبينها! وخذ من هذه الأمثلة الكثيرة.
كم من أناس نحن علمناهم في عصرنا وسمعنا عنهم في ما سبقنا كانوا كثرة مجتمعين أخ مع أخيه مع أبنائهم مع بناتهم مع أهليهم مجتمعين في بيت أو في بيوت متقاربة. لكنهم على أكثر ما يكون من الأنس والفرح والسرور. فإذا بهم يتفرقون بموت أو مصائب أو فقر أو عدو أو غير ذلك. أليس هذا واقعا ؟ بلى، واقعا و كثيرا. إذن لماذا لا نتعظ ؟
يجب علينا أن نتعظ بما تعظ به الدنيا بنيها. كيف نتعظ ؟ ليس الاتعاظ معناه أن نبكي إذا ذكرنا هذه الأحوال. الاتعاظ أن نتخذ منها عبرة، وأن هذه الدنيا ليست ليست دار مقر. وليست دار نعيم مقيم. وأن الآخرة هي دار المقر وهي دار النعيم المقيم، فنأخذ من هذه الدنيا ما نجعله ثمنا للآخرة ما نجعله ثمنا للآخرة. كأنما تقدم الثمن لسلعة منتظرة لسلعة منتظرة. وحينئذ تربح الدنيا والآخرة تربح الدنيا والآخرة. ولا أحد ألذ وأنعم عيشا وأطيب قلبا وأهدأ بالا ، لا أحد مثل المؤمن العامل للصالحات. (( مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً )). أنا أقول لكم هذا مع أني مقصر. لكن أرجو أن يكون في كلامي خير وبركة لي ولكم .
يجب أن نلاحظ الأمر بدقة ونعرف ماذا صنعنا؟ أين الإيمان الذي يحل في القلب حتى يتساوى عند حتى تتساوى عنده أقدار الله عزّ وجل؟ الخير والشر من الله، يطمئن إليه. وإن كان الشر لا ينسب إلى الله تعالى. لكنه من قضائه، أي من مقضياته. فتجد الإنسان مطمئنا إن أصابته سراء شكر، ولم يحمله ذلك على الأشر والبطر وإن أصابته ضراء صبر ولم يحمله ذلك على الجزع والتسخط وكراهة قضاء الله عز وجل. بل يعلم أن الله له الحكمة في ما قضى وقدر، فيطمئن القلب، ويبقى دائما مسرورا، والله لا أحد أنعم من الإنسان المؤمن بالقضاء والقدر على الوجه الصحيح المطلوب أبدا. أي نعم.
" فجُزْها مَمَرًّا لا مقرًّا وكنْ بِها *** غريبًا تَعِشْ فيها حمَيِدًا وتَسْلَمُ "
صحيح. هذه نصيحة من ابن القيم رحمه الله أن نجوز هذه الدنيا على أنها ممر لا مقر وأن نكون فيها غرباء كالغريب الذي لا يريد الاستيطان. فإنك تعيش حميدا وتسلم. لكن البلاء لكن البلاء كل البلاء أن يتخذها الإنسان مقرّا وموطنا، لأنه إذا اتخذها مقرّا وموطنا غفل عن الآخرة بلا شك، بأن يرى أن هذه موطنه مع أنه يوم القيامة (( يَقُولُ يَا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي )). ويقول الله عز وجل : (( وَإِنَّ الدَّارَ الْآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ )). هي الحياة العظيمة الحقيقية. ولهذا جاءت (( لَهِيَ الْحَيَوَانُ )) أي الحياة الكاملة. وهنا يقول : " تَعِشْ فيها حمَيِدًا وتَسْلَمُ ".
" أو ابنَ أو ابنَ سبيلٍ قالَ في ظِلِّ دَوْحَةٍ *** وراحَ وخلَّى ظِلَّها يَتَقَسَّمُ "
اللهم قوِّنا على ذلك .
" أخا سَفَرٍ لا يستقرُّ قَرارُهُ *** إلى أنْ يَرى أوطانَهُ ويُسَلِّمُ
فيا عجبًا كمْ مَصْرَعٍ وُعظت كم مصدر كم مصرع وُعظت به أو وَعَظَتْ بِهِ *** بنِيها ولكنْ عن مَصارعِها عَمُوا "
صحيح. من العجب أن المصارع مصارع الدنيا التي وعظت به بنيها كثيرة. ولكن عن مصارعها عموا. ولنأخذ أمثلة من هذا :
ما أكثر ما نرى من الأغنياء يعودون فقراء، بينما يتكفف الناس إليهم أيديهم صاروا يتكففون الناس! مثل هؤلاء الموت خير لهم من الحياة، لأنهم ذاقوا الذل بعد العز .
كم من إنسان قوي العضلات في عنفوان شبابه، ونظر في وجهه، أصيب بحادث أهزله بعد السمن، واغبرَّ وجهه بعد النظارة، وصار من رآه يرق له، ويحزن عليه! هذا صحيح ؟نعم.
كم من إنسان بنى وأمَّل وذهب خياله إلى زمن بعيد، ولكنه لم يسكن ما بنى!
كم من إنسان غرس وحرث، يُؤمِّل أن يستمتع بثمرات ما غرس وما زرع، ولكن يحال بينه وبينها! وخذ من هذه الأمثلة الكثيرة.
كم من أناس نحن علمناهم في عصرنا وسمعنا عنهم في ما سبقنا كانوا كثرة مجتمعين أخ مع أخيه مع أبنائهم مع بناتهم مع أهليهم مجتمعين في بيت أو في بيوت متقاربة. لكنهم على أكثر ما يكون من الأنس والفرح والسرور. فإذا بهم يتفرقون بموت أو مصائب أو فقر أو عدو أو غير ذلك. أليس هذا واقعا ؟ بلى، واقعا و كثيرا. إذن لماذا لا نتعظ ؟
يجب علينا أن نتعظ بما تعظ به الدنيا بنيها. كيف نتعظ ؟ ليس الاتعاظ معناه أن نبكي إذا ذكرنا هذه الأحوال. الاتعاظ أن نتخذ منها عبرة، وأن هذه الدنيا ليست ليست دار مقر. وليست دار نعيم مقيم. وأن الآخرة هي دار المقر وهي دار النعيم المقيم، فنأخذ من هذه الدنيا ما نجعله ثمنا للآخرة ما نجعله ثمنا للآخرة. كأنما تقدم الثمن لسلعة منتظرة لسلعة منتظرة. وحينئذ تربح الدنيا والآخرة تربح الدنيا والآخرة. ولا أحد ألذ وأنعم عيشا وأطيب قلبا وأهدأ بالا ، لا أحد مثل المؤمن العامل للصالحات. (( مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً )). أنا أقول لكم هذا مع أني مقصر. لكن أرجو أن يكون في كلامي خير وبركة لي ولكم .
يجب أن نلاحظ الأمر بدقة ونعرف ماذا صنعنا؟ أين الإيمان الذي يحل في القلب حتى يتساوى عند حتى تتساوى عنده أقدار الله عزّ وجل؟ الخير والشر من الله، يطمئن إليه. وإن كان الشر لا ينسب إلى الله تعالى. لكنه من قضائه، أي من مقضياته. فتجد الإنسان مطمئنا إن أصابته سراء شكر، ولم يحمله ذلك على الأشر والبطر وإن أصابته ضراء صبر ولم يحمله ذلك على الجزع والتسخط وكراهة قضاء الله عز وجل. بل يعلم أن الله له الحكمة في ما قضى وقدر، فيطمئن القلب، ويبقى دائما مسرورا، والله لا أحد أنعم من الإنسان المؤمن بالقضاء والقدر على الوجه الصحيح المطلوب أبدا. أي نعم.