شرح قول الناظم: وبالسنة الغراء كن متمسكا.....وهي العروة الوثقى التي ليس تفصـــــم تمسك بها مسك البخيل بماله.....وعض عليها بالنواجذ تسلــــــــــــــــــم ( الحث على التمسك بالسنة ) حفظ
الشيخ : " وبالسُّنَّة الغرَّاء كنْ متمسِّكًا *** هي العُرْوةُ الوُثقى التي ليْس تُفْصَمُ "
السنة : ما ثبت عن النبي عليه الصلاة والسلام من قول أو فعل أو إقرار. تمسك بها عض عليها بالنواجذ فإنها هي الغراء ــ البيضاء ــ النقية التي ليس فيها ما يكشف ضوءها أو نورها لا من شبهة ولا من شهوة .
" تمَسَّكْ بها مَسْكَ البخيلِ بِمالِهِ *** وعَضَّ عليها بالنواجِذِ تسْلَمُ "
لو سئلنا من من أشد الناس أو ما هو أشد تمسكا على وجه الأرض؟ قلنا تمسك البخيل بالمال. البخيل يعثر وينشرح جلده ويسيل دمه ثم يلتفت ويقول شوف ثوبي عسى ما انشق نعم؟ لأنه يتمسك بماله أشد مما يتمسك ببدنه. ويذكر المثل السائر : " شوي وإلا في النِعْلة " نعم. إنسان عثر وانقطعت إصبعه قال " شوي والا في النعلة " يعني أنها في إصبعه أهون عليه من النعلة. وهكذا البخيل لا يمكن أبدا أن يفرط بشيء من ماله ، وما أجمل هذا التشبيه الذي قاله المتنبي أظن :
" وقفت بها " نعم ...
" بليت بلى الأطلال بليت بلى الأطلال إن لم أقف بها *** وقوف شحيح ضاع في الترب خاتمه "
" بليت بلى الأطلال " الأطلال : الآثار ، " إن لم أقف بها وقوف شحيح ضاع في الترب خاتمه ". الشحيح اللي ضاع في التراب خاتمه نعم يسهل عليه الذهاب و إلا لا؟ ما يذهب أبدا يحرث بالتراب يمكن لو يكاد يفتت كل ذرة من التراب لعل خاتمه يوجد فيها ، ما يمكن يمشي . فالمؤلف رحمه الله يقول : " تمَسَّكْ بها مَسْكَ البخيلِ بِمالِه " وهذا من باب التشبيه وإلا فلا سواء بين من تمسك بالسنة والبخيل ولا بين المال وبين السنة .