شرح قول الناظم: ويأتي إله العالمين لوعده ... فيفصل ما بين العباد ويحــــــــــــــــــــكم ويأخذ للمظلوم إذ ذاك حقه ... فيا ويح من قد كان للخلق يظـــــــــــــــلم ( الكلام على الشفاعة وصفة نزول الله للفصل بين العباد ) حفظ
الشيخ : قال : " ويأتي إلَهُ العالمين لِوعْـــــدِهِ *** فيفْصِلُ ما بين العبادِ ويَحْكُمُ
ويأخذُ لِلمظلومِ ربُّكَ حَقَهُ *** فيا بُؤْسَ عَبْدٍ للخلائقِ يَظْلِمُ "
يأتي الله عزّ وجلّ للفصل بين عباده بعد أن يشفع النبي صلى الله عليه وسلم إلى ربه في خلقه. فإن الناس يلحقهم من الغم والكرب ما لا يطيقون ، فيتكلم بعضهم مع بعض " اطلبوا من يشفع لنا إلى ربنا ليريحنا من هذا الموقف " ، فيأتون إلى آدم ثم إلى نوح ثم إلى إبراهيم ثم إلى موسى ثم إلى عيسى ولا يجدون من هؤلاء من يشفع على اختلاف بينهم في أعذارهم إلا عيسى فلا يقدم عذرا ، لكنه يبين من هو أولى بها ، يقول : ( اذهبوا إلى محمد عبدٍ غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر ) وهذا داخل في قوله تعالى : (( عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا )). فيأتون إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فيقول : ( أنا لها ، ثم يذهب فيستأذن من الله ـــ عز وجل ـــ أن يشفع فيأذن الله له ، ثم يُقـال : ارفع رأسك وقُل تُسمع واشفع تُشفع ). فيشفع إلى الله أن يقضي بين عباده فيأتي الربُّ ـــ عزَّ وجلَّ ـــ للقضاء بين عباده (( وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا )). الملائكة كلها صافة كل سماء، ملائكة كل سماء ينزلون ، فينزل ملائكة السماء الدنيا ويحيطون بالخلق ثم الثانية من ورائهم ثم الثالثة من ورائهم إلى السابعة. ثم ينزل الربُّ ـــ عز وجل ـــ فيأتي للقضاء بين عباده نزولا لا نعرف كيفيته ، لكن نؤمن به ونعرف معناه. أما الكيفية فلا يمكن أن نعرف الكيفية لأنه تابع لذات الله ، وذات الله تعالى غير معلومة الكيفية كذلك صفاته. فيفصل بين العباد ويقضي للظالم من المظلوم. ثم ندب المؤلف ـــ رحمه الله ـــ البؤس للعبد الذي يظلم الخلائق لأنه يؤخذ من حسناته ويعطى للمظلوم فإن بقي من حسناته شيء وإلا أخذ من سيئات المظلومين فطرح عليه ثم طرح في النار.
ويأخذُ لِلمظلومِ ربُّكَ حَقَهُ *** فيا بُؤْسَ عَبْدٍ للخلائقِ يَظْلِمُ "
يأتي الله عزّ وجلّ للفصل بين عباده بعد أن يشفع النبي صلى الله عليه وسلم إلى ربه في خلقه. فإن الناس يلحقهم من الغم والكرب ما لا يطيقون ، فيتكلم بعضهم مع بعض " اطلبوا من يشفع لنا إلى ربنا ليريحنا من هذا الموقف " ، فيأتون إلى آدم ثم إلى نوح ثم إلى إبراهيم ثم إلى موسى ثم إلى عيسى ولا يجدون من هؤلاء من يشفع على اختلاف بينهم في أعذارهم إلا عيسى فلا يقدم عذرا ، لكنه يبين من هو أولى بها ، يقول : ( اذهبوا إلى محمد عبدٍ غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر ) وهذا داخل في قوله تعالى : (( عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا )). فيأتون إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فيقول : ( أنا لها ، ثم يذهب فيستأذن من الله ـــ عز وجل ـــ أن يشفع فيأذن الله له ، ثم يُقـال : ارفع رأسك وقُل تُسمع واشفع تُشفع ). فيشفع إلى الله أن يقضي بين عباده فيأتي الربُّ ـــ عزَّ وجلَّ ـــ للقضاء بين عباده (( وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا )). الملائكة كلها صافة كل سماء، ملائكة كل سماء ينزلون ، فينزل ملائكة السماء الدنيا ويحيطون بالخلق ثم الثانية من ورائهم ثم الثالثة من ورائهم إلى السابعة. ثم ينزل الربُّ ـــ عز وجل ـــ فيأتي للقضاء بين عباده نزولا لا نعرف كيفيته ، لكن نؤمن به ونعرف معناه. أما الكيفية فلا يمكن أن نعرف الكيفية لأنه تابع لذات الله ، وذات الله تعالى غير معلومة الكيفية كذلك صفاته. فيفصل بين العباد ويقضي للظالم من المظلوم. ثم ندب المؤلف ـــ رحمه الله ـــ البؤس للعبد الذي يظلم الخلائق لأنه يؤخذ من حسناته ويعطى للمظلوم فإن بقي من حسناته شيء وإلا أخذ من سيئات المظلومين فطرح عليه ثم طرح في النار.