( بيان تناقض عقول المعطلة في صفة واحدة بل يتناقض الرجل الواحد في صفة واحدة وبيان العقل السليم يوافق النصوص ) جاءوا بشبهات وقالوا إنها*** معقولة ببدائه الأذهان كل يناقض بعضه بعضا وما*** في الحق معقولان مختلفان حفظ
الشيخ : " جاؤوا بشبهات وقالوا إنها *** معقولة ببدائه الأذهان "
جاؤوا بشبهات يدعون أنها حجج وبينات، وأنها معقولة ببدائه العقول.
" كل يناقض بعضه بعضا وما *** في الحق معقولان مختلفان "
يعني: أن هؤلاء الذين قالوا إن المرجع إلى العقل في باب الصفات، كل يناقض الآخر، يقول أحدهم: هذه الصفة واجبة لله، ويقول الثاني: هذه مستحيلة على الله، ويقول الثالث: هذه جائزة على الله، بل إن الإنسان الواحد منهم يتناقض، فتجده في بعض كتبه يقر هذه الصفة ويرى أنها واجبة لله، وفي بعض كتبه ينكر هذه الصفة ويقول هذه ممتنعة على الله ومستحيلة، لأنهم إنما يعتمدون على شبهات لا على حقائق.
" وقضوا بها كذبا عليك وجرأة *** "
نعم.
" *** وما في الحق معقولان مختلفان "
يعني: أن الحق لا تختلف فيه العقول، لأنها تتفق عليه، فإذا اختلفت العقول في شيء دل على أنه باطل، لأن العقول السليمة لا تختلف في الحق.