( ذكر مكر أهل التعطيل لمن خالفهم بأذى اللسان والبدن ) ودعوا عبادك أن يطيعوهم فمن*** يعصيهم ساموه شر هوان وقضوا على من لم يقل بضلالهم*** باللعن والتضليل والكفران وقضوا على أتباع وحيك بالذي***هم أهله لا عسكر الفرقان وقضوا بعزلهم وقتلهم وحبـ***ـسهم ونفيهم عن الأوطان حفظ
الشيخ : يقول المؤلف رحمه الله تعالى:
" ودعوا عبادك أن يطيعوهم *** فمن يعصيهم ساموه شر هوان "
يعني: هؤلاء النفاة دعوا الناس إلى طاعتهم، وقالوا: اسلكوا مسلكنا، فمن عصاهم ساموه شر هوان، إما بأيديهم، وإما بألسنتهم، وإما بتسليط الولاة عليهم، انتقاما منهم نسأل الله العافية.
" وقضوا على من لم يقل بضلالهم *** باللعن والتضليل والكفران "
يقولون مثلا: لعنة الله على فلان يقول إن لله يدين حقيقتين، ما تقولون في هذا الضال الذي يثبت لله جارحة؟! ما تقولون بهذا الكافر الذي جعل الله جسما؟! وما أشبه ذلك، العامي إذا سمع مثل هذا الكلام لا سيما من شيخ معمم واسع الكم، ماذا يقول؟ يقول: صحيح، هؤلاء ضلال، هؤلاء كفار، هؤلاء مستحقون للعن، فلهذا وصفهم المؤلف تماما وصفا تاما، قال:
" وقضوا على أتباع وحيك بالذي *** هم أهله لا عسكر الفرقان "
قضوا على أتباع وحيك بالذي هم أهله، ماذا قضوا على أتباع الوحي؟ بالتضليل والكفران، وهم أحق بالكفر والضلال، هذا معنى كلام المؤلف، هم أحق، وليسوا عسكر القرآن أحق.
" وقضوا بعزلهم وقتلهم *** وحبسهم ونفيهم عن الأوطان "
كل هذا يصدرونه أحكاما للولاة، يقول: هذا مفسد احبسه، هذا ساعٍ في الأرض فسادا اقتله، هذا لا يمكن بقاؤه في هذا البلد انفه، وهكذا، ونحن ولله الحمد في عافية من هذا، لكنه في زمان المؤلف وما قبله كل ما ذكره موجود، ليس من باب المبالغة.