سؤال ما معنى العبارة عند الأشاعرة والحكاية عند الكلابية والفرق بينهما حفظ
السائل : شيخ ما هو الفرق بين العبارة والحكاية...؟
الشيخ : نعم، العبارة يعني معناه أن الله خلق هذه لتعبر عما في نفسه، والحكاية يعني كأنه يعني شيء يعني ما وصل إلى ما في نفس الله عز وجل، ولكنه حكي، كما يقال فلان يحكي فلانا، يعني يضاهيه، كأن هذا المسموع يحكي ما في نفس الله عز وجل، والفرق بينهما يعني جدا دقيق، الفرق دقيق، لكن العبارة أبعد عن كونه كلام الله من القول بأنه حكاية، الحكاية أقرب، لكن كلها أقوال باطلة، نعم؟ هاه؟
السائل : ...
الشيخ : أقول العبارة، هاه؟
السائل : ...
الشيخ : الثلاثة؟ طيب، الثلاث الأقوال.
أولا: قول المعتزلة، يقولون: إن القرآن كلام الله حقيقة، لكنه مخلوق، وأضيف إلى الله إضافة مخلوق إلى خالقه، كما أضيف بيت الله إلى الله وهو مخلوق، وأضيفت ناقة الله إلى الله وهي مخلوقة.
الأشعرية يقولون: لا، هذا المصحف ليس كلام الله، بل هو عبارة عنه، واتفق الجميع على أنه أيش؟ على أنه مخلوق، المعتزلة يقولون مخلوق، والأشاعرة يقولون مخلوق اللي هو القرآن. الكلابية أيضا يقولون: إنه مخلوق، وليس هو كلام الله، بل هو حكاية عنه، وكلها أقوال باطلة.
نعم، طيب. يقول المؤلف رحمه الله:
" هذا وما التالون عمالا به *** إذ استغنوا بقول فلان "
يعني: هؤلاء الذين يتلون الكتاب ويصفونه بأنه مخلوق ليتهم اقتصروا على هذا، بل إنهم لا يعملون به، وإنما يعملون بقول فلان وفلان، فجنوا عليه جنايتين، أولا: في أصله، والثانية في تطبيقه. يقول:
" إن كان قد جاز الحناجر منهم *** فبقدر ما عقلوا من القرآن "
يعني: إن كان القرآن قد جاوز حناجرهم، فإنما يجاوز حناجرهم من القرآن ما عقلوا منه فقط، يعني: أما العمل فالعمل لا، فإنه لا يصل، فهم يشبهون من بعض الوجوه مَن؟ الخوارج، بل مرّ علينا في كلام ابن القيم رحمه الله أنهم أشد من الخوارج، لأن الخوارج إنما يكفرون بالمعاصي، وأهل التعطيل يكفرون باتباع السنة، يقولون: إن المثبتة كلهم كفار، ومرّ علينا أيضا في نفس الفصل هذا أنهم يستحلون دماءهم وقتلهم، فيقول ابن القيم: الخوارج أهون منكم، لأن الخوارج لا يكفرون إلا أهل المعاصي، وأنتم تكفرون أهل التوحيد والإيمان. وثانيا: الخوارج إنما خرجوا على من عصى الله.