القراءة من قول المصنف مع التعليق عليه ومقابلة النسخ: " فسؤال الله والتوسل إليه بامتثال أمره ، واجتناب نهيه ، وفعل ما يحبه ، والعبودية والطاعة ، هو من جنس فعل ذلك ؛ رجاء لرحمة الله ، وخوفا من عذابه ، وسؤال الله بأسمائه وصفاته كقوله : " أسألك بأن لك الحمد أنت الله المنان بديع السماوات والأرض " ، و " بأنك أنت الله الأحد الصمد ، الذي لم يلد ولم يولد ، ولم يكن له كفوا أحد " ونحو ذلك يكون من باب التسبب ، فإن كون المحمود المنان يقتضي منته على عباده ، وإحسانه الذي يحمده عليه . وكونه الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد يقتضي توحده في صمديته ، فيكون هو السيد المقصود ، الذي يصمد الناس إليه في كل حوائجهم ، المستغني عما سواه ، وكل ما سواه مفتقرون إليه لا غنى بهم عنه ، وهذا سبب لقضاء المطلوبات ، وقد يتضمن معنى ذلك : الإقسام عليه بأسمائه وصفاته . حفظ
القارئ : الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد، وعلى آله وأصحابه أجمعين
أما بعد : فقد قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى في اقتضاء الصراط المستقيم: " فسؤال الله والتوسل إليه بامتثال أمره، واجتناب نهيه، وفعل ما يحبه، والعبودية والطاعة، هو من جنس فعل ذلك، رجاءً لرحمة الله، وخوفا من عذابه، وسؤال الله بأسمائه وصفاته كقوله "
الشيخ : قوله رحمه الله : " ومن جنس فعل ذلك رجاء لرحمة الله وخوفاً من عذابه " إشارة إلى أن الإنسان إذا تعبد لله تعالى بهذا القصد فإنه مثاب ومحمود، وهذه طريقة النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم، قال الله تعالى : (( محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم تراهم ركعاً سجداً يبتغون فضلاً من الله ورضواناً )).
ولقد ضل من ضل من الصوفية الذين قالوا : تمام العبادة أن تعبد الله لله، يعني: لا تريد إلا الله عز وجل، فيقال: سبحان الله! لو قلنا بهذا لكان جميع ما يذكر في الآيات من ثواب الله عز وجل عبثاً لا فائدة منه، فالإنسان يرجو ثواب الله يرجو الجنة، ومن نعيم الجنة النظر إلى وجه الله عز وجل ورضى الله عن العبد. نعم.
القارئ : " وسؤال الله بأسماءه وصفاته كقوله : أسألك بأن لك الحمد أنت الله المنان بديع السماوات والأرض، و بأنك أنت الله الأحد الصمد، الذي لم يلد ولم يولد، ولم يكن له كفوا أحد، ونحو ذلك يكون من باب التسبب، فإن كونه المحمود المنان يقتضي منته على عباده "
الشيخ : عندي: منَّه، بدون تاء، أشار إليها ؟
القارئ : لا ما أشار إليها.
الشيخ : اجعلها نسخة.
القارئ : " يقتضي منه على عباده، وإحسانه الذي يحمده عليه. وكونه الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد يقتضي توحده في صمديته، فيكون هو السيد المقصود، الذي يصمد إليه الناس في حوائجهم، المستغني عما سواه، وكل ما سواه مفتقرون إليه لا غنى بهم عنه، وهذا سبب لقضاء المطلوبات، وقد يتضمن معنى ذلك : الإقسامُ عليه بأسمائه وصفاته ".