القراءة من قول المصنف مع التعليق عليه ومقابلة النسخ: " وأما قوله في حديث أبي سعيد : " أسألك بحق السائلين عليك ، وبحق ممشاي هذا " ، فهذا الحديث رواه عطية العوفي ، وفيه ضعف . لكن بتقدير ثبوته : هو من هذا الباب ، فإن حق السائلين عليه سبحانه ، أن يجيبهم ، وحق المطيعين له أن يثيبهم ، فالسؤال له ، والطاعة سبب لحصول إجابته وإثابته ، فهو من التوسل به ، والتوجه به ، والتسبب به ، ولو قدر أنه قسم لكان قسما بما هو من صفاته ؛ لأن إجابته وإثابته من أفعاله وأقواله . فصار هذا كقوله صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح : " أعوذ برضاك من سخطك ، وبمعافاتك من عقوبتك ، وأعوذ بك منك ، لا أحصي ثناء عليك ، أنت كما أثنيت على نفسك " والاستعاذة لا تصح بمخلوق ، كما نص عليه الإمام أحمد وغيره من الأئمة ، وذلك مما استدلوا به على أن كلام الله غير مخلوق ، ولأنه قد ثبت في الصحيح وغيره ، عن النبي صلى الله عليه وسلم : أنه كان يقول " أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق " قالوا : والاستعاذة لا تكون بمخلوق ، فأورد بعض الناس لفظ ( المعافاة ) فقال جمهور أهل السنة : المعافاة من الأفعال ، وجمهور المسلمين من أهل السنة وغيرهم يقولون : إن أفعال الله قائمة به ، وأن الخالق ليس هو المخلوق ، وعلى هذا جمهور أصحاب أحمد والشافعي ومالك ، وهو قول أصحاب أبي حنيفة ، وقول عامة أهل الحديث ، والصوفية ، وطوائف من أهل الكلام والفلسفة . حفظ
القارئ : " وأما قوله في حديث أبي سعيد : (أسألك بحق السائلين عليك، وبحق ممشاي هذا ) فهذا الحديث رواه عطية العوفي، وفيه ضعف، لكن بتقدير ثبوته هو من هذا الباب، فإن حق السائلين عليه سبحانه أن يجيبهم، وحق المطيعين له أن يثيبهم، فالسؤال له والطاعة سبب لحصول إجابته وإثابته، فهو من باب التوسل به، والتوجه به، والتسبب به ".
الشيخ : ومن هذا أيضاً قول بعض العامة إذا دعا قال : بحق لا إله إلا الله، بحق لا إله إلا الله، لا يريدون أن لا إله إلا الله لها حق، لكن يريدون بحق ثواب لا إله إلا الله، وثواب لا إله إلا الله من فعل الله عز وجل، فيكونون توسلوا بفعل الله سبحانه وتعالى. نعم.
القارئ : " ولو قدّر أنه قسم لكان قسما بما هو من صفاته، لأن إجابته وإثابته من أفعاله وأقواله، فصار هذا كقوله صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح : ( أعوذ برضاك من سخطك، وبمعافاتك من عقوبتك، وأعوذ بك منك، لا أحصي ثناء عليك، أنت كما أثنيت على نفسك ) والاستعاذة لا تصح بمخلوق ".
الشيخ : إعادة الفعل هنا أعوذ أحسن من عدم الإعادة، ونحن نسمع كثيراً من الذين يقنتون بهذا الدعاء يقولون : أعوذ برضاك من سخطك، وبمعافاتك من عقوبتك، وبك منك، والعامي لا يعرف ايش معنى بك منك، لكن إذا قال: أعوذ بك منك، فيستعيذ بالله من الله عز وجل، لأنه لا مفر منه إلا إليه.
القارئ : " والاستعاذة لا تصح بمخلوق،كما نص عليه الإمام أحمد وغيره من الأئمة "
الشيخ : هذا ليس على إطلاقه، لأنه جاءت الأحاديث الصحيحة بالاستعاذة بغير مخلوق كما قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( فمن وجد معاذاً فليعذ به ) وقال : ( يعوذ عائذ بهذا البيت ) يعني مكة، وغير ذلك، فالاستعاذة كالاستعانة، والاستعانة بالمخلوق فيما يقدر عليه جائزة، والاستعاذة به فيما يقدر عليه جائزة أيضاً، فتقول مثلاً أعوذ بك من فلان، إذا كان المستعاذ به قادراً على منعه. نعم.
القارئ : " وذلك مما استدلوا به على أن كلام الله غير مخلوق، ولأنه قد ثبت في الصحيح وغيره، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يقول ( أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق ) قالوا : والاستعاذة لا تكون بمخلوق، فأورد بعض الناس لفظ المعافاة، فقال جمهور أهل السنة : المعافاة من الأفعال، وجمهور المسلمين من أهل السنة وغيرهم يقولون : إن أفعال الله قائمةٌ به، وإن الخالق ليس هو المخلوق، وعلى هذا جمهور أصحاب أحمد والشافعي ومالك، وهو قول أصحاب أبي حنيفة، وقول عامة أهل الحديث والصوفية وطوائف من أهل الكلام والفلسفة، وبهذا يحصل الجواب عما أوردته المعتزلة ".
الشيخ : ومن هذا أيضاً قول بعض العامة إذا دعا قال : بحق لا إله إلا الله، بحق لا إله إلا الله، لا يريدون أن لا إله إلا الله لها حق، لكن يريدون بحق ثواب لا إله إلا الله، وثواب لا إله إلا الله من فعل الله عز وجل، فيكونون توسلوا بفعل الله سبحانه وتعالى. نعم.
القارئ : " ولو قدّر أنه قسم لكان قسما بما هو من صفاته، لأن إجابته وإثابته من أفعاله وأقواله، فصار هذا كقوله صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح : ( أعوذ برضاك من سخطك، وبمعافاتك من عقوبتك، وأعوذ بك منك، لا أحصي ثناء عليك، أنت كما أثنيت على نفسك ) والاستعاذة لا تصح بمخلوق ".
الشيخ : إعادة الفعل هنا أعوذ أحسن من عدم الإعادة، ونحن نسمع كثيراً من الذين يقنتون بهذا الدعاء يقولون : أعوذ برضاك من سخطك، وبمعافاتك من عقوبتك، وبك منك، والعامي لا يعرف ايش معنى بك منك، لكن إذا قال: أعوذ بك منك، فيستعيذ بالله من الله عز وجل، لأنه لا مفر منه إلا إليه.
القارئ : " والاستعاذة لا تصح بمخلوق،كما نص عليه الإمام أحمد وغيره من الأئمة "
الشيخ : هذا ليس على إطلاقه، لأنه جاءت الأحاديث الصحيحة بالاستعاذة بغير مخلوق كما قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( فمن وجد معاذاً فليعذ به ) وقال : ( يعوذ عائذ بهذا البيت ) يعني مكة، وغير ذلك، فالاستعاذة كالاستعانة، والاستعانة بالمخلوق فيما يقدر عليه جائزة، والاستعاذة به فيما يقدر عليه جائزة أيضاً، فتقول مثلاً أعوذ بك من فلان، إذا كان المستعاذ به قادراً على منعه. نعم.
القارئ : " وذلك مما استدلوا به على أن كلام الله غير مخلوق، ولأنه قد ثبت في الصحيح وغيره، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يقول ( أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق ) قالوا : والاستعاذة لا تكون بمخلوق، فأورد بعض الناس لفظ المعافاة، فقال جمهور أهل السنة : المعافاة من الأفعال، وجمهور المسلمين من أهل السنة وغيرهم يقولون : إن أفعال الله قائمةٌ به، وإن الخالق ليس هو المخلوق، وعلى هذا جمهور أصحاب أحمد والشافعي ومالك، وهو قول أصحاب أبي حنيفة، وقول عامة أهل الحديث والصوفية وطوائف من أهل الكلام والفلسفة، وبهذا يحصل الجواب عما أوردته المعتزلة ".