قراء من شرح الشيخ خليل هراس على الواسطية : " ... قوله : ( ربنا الله الذي في السماء ) ... إلخ ؛ الحديث الأول والثاني صريح في علوه تعالى وفوقيته ؛ فهو كقوله تعالى : (( أأمنتم من في السماء )) . وقد سبق أن قلنا : إن هذه النصوص ليس المراد منها أن السماء ظرف حاو له سبحانه ؛ بل (( في )) إما أن تكون بمعنى " على " ؛ كما قاله كثير من أهل العلم واللغة ، و (( في )) تكون بمعنى " على " في مواضع كثيرة ؛ مثل قوله تعالى : { ولأصلبنكم في جذوع النخل } ، وإما أن يكون المراد من السماء جهة العلو ، وعلى الوجهين فهي نص في علوه تعالى على خلقه . وفي حديث الرقية المذكور توسل إلى الله عز وجل بالثناء عليه بربوبيته وإلاهيته وتقديس اسمه وعلوه على خلقه وعموم أمره الشرعي وأمره القدري ، ثم توسل إليه برحمته التي شملت أهل سماواته جميعا أن يجعل لأهل الأرض نصيبا منها ، ثم توسل إليه بسؤال مغفرة الحوب وهو الذنب العظيم ، ثم الخطايا التي هي دونه ، ثم توسل إليه بربوبيته الخاصة للطيبين من عباده ، وهم الأنبياء وأتباعهم ، التي كان من آثارها أن غمرهم بنعم الدين والدنيا الظاهرة والباطنة . فهذه الوسائل المتنوعة إلى الله لا يكاد يرد دعاء من توسل بها ، ولهذا دعا الله بعدها بالشفاء الذي هو شفاء الله الذي لا يدع مرضا إلا أزاله ، ولا تعلق فيه لغير الله . فهل يفقه هذا عباد القبور من المتوسلين بالذوات والأشخاص والحق والجاه والحرمة ونحو ذلك ؟ ! ... " . حفظ