تعليق الشيخ على قول شيخ الإسلام ابن تيمية : " وقوله : (( وكلم الله موسى تكليما )) وقوله : (( وناديناه من جانب الطور الأيمن وقربناه نجيا )) وقوله : (( ويوم يناديهم فيقول أين شركائي الذين كنتم تزعمون )) وقوله : (( إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون )) وقوله : (( هو الله الذي لا إله إلا هو عالم الغيب والشهادة هو الرحمن الرحيم * هو الله الذي لا إله إلا هو الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر سبحان الله عما يشركون * هو الله الخالق البارئ المصور له الأسماء الحسنى يسبح له ما في السموات والأرض وهو العزيز الحكيم )) . " . حفظ
الشيخ : " وقوله : (( وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا )) ، (( وَكَلَّمَ اللَّهُ )) كلّم فعل ماضي ، والله فاعل ، تكليما مصدر مؤكد ، قال العلماء - علماء اللغة - والتأكيد ينفي احتمال المجاز ، يعني إذا كانت الكلمة تحتمل المجاز ثم أكدت دلّ هذا على أنها ليست بمجاز ، هنا (( وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا )) تكليماً مصدر مؤكد ، مثل ما إذا قلت : ضربته ضربا وكتبته كتابة وأخذته أخذا ، يعني معنى ذلك أن الكلام هنا حقيقة أن الله كلم موسى ، كلاماً بحروف وأصوات .؟ نعم كلام حقيقي بحرف وصوت سمعه موسى عليه الصلاة والسلام .
لاحظوا أن الذين ينكرون أن الله يتكلم من الجهمية غيرهم وش يفسرون الآية .؟ يقول : (( وَكَلَّمَ اللَّهُ )) ... لا غير الذين يحرفون لفظه ، يبقونه على لفظه : (( وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى )) يقولون ومنهم الزمخشري في تفسيره يقول : "
(( وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى )) أي جرحه بمخالب الحكمة " وش نتصور حين يقول أن الله جرحه .؟ نعم نتصوره على وجه لا يليق به ، شف الآن فروا من شيء يظنوه باطلاً إلى شيء أثقل منه ، وش معنى : جرحه بمخالب الحكمة ، ما لها معنى ، يقول : نعم لأن الكلم يأتي بمعنى الجرح ، ومنه ما جاء في الحديث : ( ما من مكلوم يكلم في سبيل الله إلا جاء يوم القيامة وكلمه يثعب دما ، اللون لون دم والريح ريح المسك ) .
لكن يقال الكلم بمعنى الجرح صحيح ، لكن التكليم ليس بمعنى الجرح ، وحتى ولو كان بمعنى الجرح فهنا ممتنع ، ممتنع أن الله يجرح موسى.
طيب في ناس حرفوا الآية لفظاً ، وش قالوا فيها .؟ وكلّم اللهَ موسى ، عشان يكون المكلم موسى ، ولكنهم لو استطاعوا أن يحرفوا الكلمة هذه ما استطاعوا أن يحرفوا قول الله تعالى : (( وَلَمَّا جَاءَ مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ )) [الأعراف: من الآية]. يستطيعون يحرفون هذه .؟ ما يستطيعون .
طيب "
وقوله تعالى : (( وناديناه من جانب الطور الأيمن وقربناه نجيا )) ناديناه ونجيا ، النداء هو ما كان بصوت عال والمناجاة ما كان بصوت أقل ، واستدل المؤلف رحمه الله بهذا على أن الله يتكلم بكلام مسموع إما مناداة وإما مناجاة (( وقربناه نجيا )) .
" وقال : (( وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ )) " الفاعل الله " (( فيقول أين الشركاء الذين كنتم تزعمون )) " وهذا متى يكون .؟ يوم القيامة ، يتحداهم يقول وين الشركاء وين الأصنام التي تعبدونها مع الله .؟ هل تنفعكم ؟
لا (( إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ أَنْتُمْ لَهَا وَارِدُونَ * لو كان هؤلاء آلهة ما وردوها )) [الأنبياء].
" وقوله : (( إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئاً أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ )) " هذا أيضا فيها إثبات أن الله تعالى يقول بحرف (( أَنْ يَقُولَ لَهُ )) أين مقول القول .؟
الطالب : كن .
الشيخ : (( أَنْ يَقُولَ لَهُ كن )) كن هذه حروف ، من الكاف والنون (( فيكون )) .
وقال : " وقوله : (( هو الله الذي لا إله إلا هو الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر سبحان الله عما يشركون * هو الله الخالق البارئ المصور له الأسماء الحسنى يسبح له ما في السموات والأرض وهو العزيز الحكيم )) [ الحشر: من الآية] ".
لو أن المؤلف جاء بالآية التي قبلها ليكمل الآيات الثلاثة .
الطالب : جابها : " (( هُوَ اللَّهُ الَّذِي لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عالم الغيب والشهادة هو الرحمن الرحيم )) " .
الشيخ : كلكم .؟ ما هي عندي ... (( هُوَ اللَّهُ الَّذِي لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عالم الغيب والشهادة هو الرحمن الرحيم )) . أي نعم .
شف : (( هُوَ اللَّهُ الَّذِي لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عالم الغيب والشهادة )) .
أولاً : (( لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ )) فيها إثبات الألوهية و(( عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ )) العلم وعمومه (( هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ )) إثبات الرحمة .
(( هُوَ اللَّهُ الَّذِي لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ )) إثبات الملك (( الْقُدُّوسُ )) إثبات القدوسية وهي الطهارة والتنزه عن كل قذر (( السلام )) بمعنى السلامة من أين .؟ من كل عيب ونقص (( المؤمن )) معناه المصدق، مصدق لمن .؟ لكل ما هو حق ، ولذلك فهو تعالى يصدق برسالة رسله ، ويصدق بكل ما وعد به من ثواب وعقاب .
(( المهيمن )) معنى الهيمنة أي الحاكم الذي لا أحد يشاركه في حكمه (( العزيز )) الغالب (( الجبار )) ذو الجبروت ، وهي القوة ، (( المتكبر )) ذو التكبر وهو الترفع والتعالي ، ولهذا قال (( سبحان الله عما يشركون )) تنزيها له عن هذه الأصنام التي أشركوا بها معه ، (( هو الله الخالق )) الخالق معناه .؟
الطالب : الموجد .
الشيخ : الموجد للأشياء (( البارئ )) الذي خلقها على صفة معينة ، نعم (( المصور )) لذوات الصور على ما يريد سبحانه وتعالى (( له الأسماء الحسنى )) واللام هنا قدمت للإختصاص ، أي ليس أحد له أسماء حسنى كاملة إلا الله (( يسبح له ما في السموات والأرض وهو العزيز الحكيم )) إثبات العزة والحكمة .
كل هذه الصفحة التي قرأناها ، كلها تتضمن أي شيء .؟ الإثبات بالتفصيل .