تعليق الشيخ على قول شيخ الإسلام ابن تيمية : " وهؤلاء جميعهم يفرون من شيء، فيقعون في نظيره وفي شر منه مع ما يلزمهم من التحريف والتعطيل، ولو أمعنوا النظر لسووا بين المتماثلات، وفرقوا بين المختلفات، كما تقتضيه المعقولات، ولكانوا من الذين آوتوا العلم، الذين يرون أن ما أنزل إلى الرسول، هو الحق من ربه، ويهدي إلى صراط العزيز الحميد , ولكنهم من أهل المجهولات المشبهة بالمعقولات يسفسطون في العقليات ويقرمطون في السمعيات ". حفظ
الشيخ : قال : " وهؤلاء جميعهم يفرون من شيء فيقعون في نظيره " بل " وفي شر منه ، مع ما يلزمهم من التحريف والتعطيل " طيب .
المؤلف رحمه الله قال كلاماً عاماً قال إنهم يفرون من شيء فيقعون في نظيره بل في شر منه ، أيضا مع محضور آخر " مع ما يلزم من التحريف والتعطيل " .
نضرب مثلاً يا جماعة لهؤلاء :
الذين قالوا إننا نسلب عن الله النقيضين ، ونقول لا موجود ولا معدوم ، وش فروا منه .؟ فروا من التشبيه ، قالوا إن قلنا موجود شبهناه بالموجودات ، معدوم شبهناه بالمعدومات ، نقول أنتم وقعتم في مثل ما فررتم منه ، بل أشد ، بل شر منه ، أنتم لو أنكم قلتم إنه موجود لكنتم شبهتموه بأمر ممكن ، لأن الموجودات ممكنة وقد تكون واجبة ، لكن الآن شبهتموه بشيء ممتنع غير ممكن .
كذلك الذين قالوا نؤمن بوجوده ونقول أنه موجود لكن بشرط الإطلاق ، ولا نثبت له صفة ثبوتية ، نقول لهم أيضا أنتم وقعتم في شر مما فررتم منه ، فروا من أنهم إذا أثبتوا الصفة شبهوه بالموجدات .
نقول لهم أيضاً أنتم إذا نفيتم الصفة ، وقلتم أنه موجود مطلق بشرط الإطلاق ، أو جعلتم الصفة هي عين الموصوف وأنها ليست شيئا زائداً على الموصوف ، أو جعلتم الصفات أيضا مترادفة ، وقعتم في شر مما فررتم منه ، لأن الوجود المطلق لا وجود له ، شيء موجود وجودا مطلقا عاريا عن الصفات لا وجود له ، بل كل موجود لابد له من ... .
ومعلوم أيضاً أن الصفة غير الموصوف ، ولا أحد من الناس العقلاء يقول إن الصفة هي عين الموصوف أبداً .
وكذلك نعلم بالضرورة أن الصفة والصفة الأخرى بينهما تباين ، ما هي مترادفات ، العلم غير القدرة ، والقدرة غير السمع ... إلخ .
فأنتم الآن فررتم من شيء ووقعتم في شر منه ، بالإضافة إلى أنهم حرفوا النصوص ، أو ما حرفوها .؟ حرفوا النصوص ، الله يثبت لنفسه هذا الشيء ، وهم ينفونه عن الله ، واضح .؟
فإذا نقول : كل هؤلاء من الطوائف الثلاث نخاطبهم جميعاً فنقول : ما فررتم منه وقعتم في شر منه ، ولهذا كلمة المؤلف في قوله : " بل في شر منه " بل هذه للإبطال .
الطالب : ... .
الشيخ : ... إذا نعم ما فيها إضراب ، وقعوا في مثله وفي شر منه .
كذلك أيضا نقول أنتم كلكم وقعتم في شر مما فررتم منه ، وزدتم على ذلك أيضاً تحريف النصوص والتعطيل ، التحريف والتعطيل ، أهل السنة والجماعة ولله الحمد ما وقعوا في هذه الشرور ، لا حرفوا ولا عطلوا ولا وقعوا في شر مما فروا منه ، بل ما فروا ... .
قال المؤلف : " ولو أمعنوا النظر لسووا بين المتماثلات ، وفرقوا بين المختلفات كما تقتضيه المعقولات " صحيح أو لا .؟ يعني لو أن الإنسان أمعن النظر - في كل شيء يا جماعة ليس في أسماء الله وصفاته - لو أمعن النظر ونظر بدقة لوجد أن المتماثلات متساوية ، لسووا بين المتماثلات ، ووجدوا أيضاً أن المختلفات متفرقة أو لا .؟ مثال ذلك بالنسبة للصفات :
معلوم أن الخالق غير المخلوق ، هكذا .؟ فإذا أثبت الخالق لنفسه صفة من الصفات يجب أن تكون الصفة غير الصفة التي تكون في المخلوق ، فأنت إذا أثبت لله صفة ما هي على صفة المخلوق ، هل في ذلك من محظور .؟
الطالب : لا .
الشيخ : ما في محضور ،كما أنك إذا أثبت لله ذاتا ليست كذوات المخلوقين فأنت على حق ، وكذلك أيضاً في الصفات .
يقول : " ولكانوا من الذين آوتوا العلم ، الذين يرون أن ما أنزل إلى الرسول صلى الله عليه وسلم هو الحق من ربه ، ويهدي إلى صراط العزيز الحميد ، ولكنهم من أهل المجهولات المشبهة بالمعقولات " رحمه الله ، شف من أهل المجهولات يعني ضد المعلومات " المشبهه بالمعقولات " لأنهم هم يزعمون أن العقل ما كانوا عليه ، ولذلك قلت لكم من قبل أن هؤلاء يحكمون أي شيء .؟ العقل والنظر دون الأثر والنقل .
فهم لو أنهم رجعوا إلى الكتاب والسنة لكانوا من أهل العلم ، لكنهم حكموا عقولهم فصاروا من أهل الجهل .
" يسفسطون في العقليات، ويقرمطون في السمعيات " هذه كلمات يمكن صعبة عليكم ، "يسفسطون " السفسطة عبارة عن إنكار المحسوس ، بمعنى أن الإنسان يشك في كل شيء ، نقول له مثلاً هذا كتاب من ورق ، فيقول لا أدري ولعله من ورق ، نقول هذه سفسطة .
تقول له هذه هي الشمس ، يقول يمكن هذا القمر ، فيمكن الليلة ليلة البدر ، وهذا القمر .
أحياناً يقولون عن بعضهم أنه ينكر نفسه فينام فإذا أصبح قال لعلَّي فلان ، حتى أنه ما ينام بعضهم إلا وقد ربط نفسه بخيط ، لأجل علامة على أنه هو الذي نام أولا ، يخشى أن يكون هو فلان الثاني.
وبعضهم يسّلم على بعض ويقول لعلي سلمت على نفسي ... لأني أنا هو ذاك . الحاصل هذه سفسطة في العقليات .
أما القرمطة في السمعيات ، فإنها كما سبق لنا ، فإنها كما سبق لنا أن قلنا أن القرامطة الذين يتبعون حمدان قرمط ، هؤلاء أنكروا النصوص ، وقالوا أن للنصوص إيش .؟ ظواهر وبواطن ، وأن ظواهر النصوص هذه للعامة ، وأن بواطن النصوص للخاصة .