تعليق الشيخ على قول شيخ الإسلام ابن تيمية : " ولكن العقل يفهم من المطلق قدرا مشتركا بين المسميين , وعند الاختصاص يقيد ذلك بما يتميز به الخالق عن المخلوق والمخلوق عن الخالق . ولا بد من هذا في جميع أسماء الله وصفاته ، يفهم منها ما دل عليه الاسم بالمواطأة والاتفاق، وما دل عليه بالإضافة والاختصاص , المانعة من مشاركة المخلوق للخالق في شيء من خصائصه سبحانه وتعالى " . حفظ
الشيخ : يقول المؤلف رحمه الله : " ولكن العقل يفهم من المطلق قدرًا مشتركا بين المسميين ، وعند الاختصاص يقيد ذلك بما يتميز به الخالق عن المخلوق والمخلوق عن الخالق . ولا بد من هذا في جميع أسماء الله وصفاته ، يفهم منها ما دل عليه الاسم بالمواطأة والاتفاق، وما دل عليه بالإضافة والاختصاص ، المانعة من مشاركة المخلوق للخالق في شيء من خصائصه سبحانه وتعالى " ، يعني كذلك الصفات كالعلم مثلاً ، العلم موجود في الإنسان أو لا .؟ وموجود في الله عز وجل ، القدر المشترك من العلم يتفق فيه هذا وهذا ، أو لا وهو المعنى الكلي المطلق ، لكن هذا المعنى الكلي المطلق كما أشرنا إليه قريبا ليس له وجود في الخارج ، إنما وجوه في الذهن ، تفرض كأن علماً اشتركت فيه جميع العالمين ، ولكنه فرض ذهني ، والحقيقة أن الخارجي لابد أن يتميز كل علم عن الآخر .
عندما نقول الله تعالى عليم والإنسان عنده علم (( وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ )) . أو لا طيب هل علم الله مثل علم المخلوق .؟ لا ، ليس مثله أبدا ولا يمكن أن يدانيه ، بل إن علوم المخلوقين أيضا تختلف أو تتفق .؟ تختلف اختلافا ظاهراً ، فإذا كان كذلك فإنه لا يلزم من اتفاق المخلوق مع الخالق في الاسم أن يتفقان في الحقيقة . واضح هذا .؟
والغرض من هذا الكلام الطويل ، الغرض من هذا تفصيل إبطال قول الذين قالوا إن إثبات الصفة لله عز وجل وش يلزم منه .؟ على رأيهم يلزم منه التشبيه والمماثلة ، المؤلف يريد أن يقرر لأن هذا الأمر خطير جداً ، لا تظنوا أنه سهل ، خطير لأنه عقيدة ، عندما تعتقد بأن لك رباً لا يسمع ولا يبصر ولا يقول ولا يفعل ، أين الرب ؟ معناه ما فيه رب .
ولهذا إبراهيم عليه السلام قال لأبيه : (( يا أبت لِمَ تَعْبُدُ مَا لا يَسْمَعُ وَلا يُبْصِرُ وَلا يُغْنِي عَنْكَ شَيْئاً )) ، أولئك الفلاسفة والطوائف الثلاث الذين ذكرهم المؤلف يقولون إنهم يعبدون من لا يسمع ولا يبصر ولا يغني شيئا ، وهذا معلوم كفر .
الحاصل يا جماعة الآن ، الذي خلصنا منه في هذا الدرس هو أننا فهمنا أموراً ثلاثة :
أولا : أن كل حادث لابد له من محدث ، وكل ممكن لابد له من واجب أو لا .؟ والدليل على ذلك قوله تعالى : (( أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ )) فإن هذا استدلال بالحوادث على وجود الخالق . هذه واحدة .
ثانيا : أن اشتراك الشيئين في معنى من المعاني إنما يشتركان في أي شيء.؟ في المعنى المطلق المجرد عن الإضافة والاختصاصات . أو لا .؟ عندما تقول العرش شيء موجود والبعوضة شيء موجود اشتركا في هذا المعنى المطلق ، لكن عند الإضافة والتخصيص يفترقان ، فوجود العرش ليس كوجود البعوض ولا العكس .
الشيء الثالث : أن الله تبارك وتعالى سمى نفسه بأسماء وصفات بأسماء ، وللمخلوقين نظير هذه الأسماء ، ولا يلزم من اتفاقهما في المعنى الكلي العام أن يتفقان في هذا المعنى عند الإضافة والتخصيص . واضح . طيب الذي يريد أن يخرج يخرج الآن ، الدرس انتهى ، لكن الأخ عنده سؤال اللي يخرج ما فيه مانع .