تعليق الشيخ على قول شيخ الإسلام ابن تيمية : " كذلك سمى الله نفسه عليما حليما وسمى بعض عباده عليما فقال : (( وبشروه بغلام عليم )) يعني إسحاق وسمى آخر حليما فقال : (( فبشرناه بغلام حليم )) يعني إسماعيل وليس العليم كالعليم ولا الحليم كالحليم , وسمى نفسه سميعا بصيرا فقال : (( إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل إن الله نعما يعظكم به إن الله كان سميعا بصيرا )) وسمى بعض عباده سميعا بصيرا فقال : (( إنا خلقنا الإنسان من نطفة أمشاج نبتليه فجعلناه سميعا بصيرا )) وليس السميع كالسميع ولا البصير كالبصير , وسمى نفسه بالرؤوف الرحيم فقال : (( إن الله بالناس لرءوف رحيم )) وسمى بعض عباده بالرؤوف الرحيم فقال : (( لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم )) وليس الرؤوف كالرؤوف ولا الرحيم كالرحيم وسمى نفسه بالملك . فقال : (( الملك القدوس )) وسمى بعض عباده بالملك فقال : (( وكان وراءهم ملك يأخذ كل سفينة غصبا )) . (( وقال الملك ائتوني به )) وليس الملك كالملك . وسمى نفسه بالمؤمن المهيمن وسمى بعض عباده بالمؤمن فقال : (( أفمن كان مؤمنا كمن كان فاسقا لا يستوون )) وليس المؤمن كالمؤمن , وسمى نفسه بالعزيز فقال : (( العزيز الجبار المتكبر )) وسمى بعض عباده بالعزيز فقال : (( قالت امرأة العزيز )) وليس العزيز كالعزيز وسمى نفسه الجبار المتكبر وسمى بعض خلقه بالجبار المتكبر قال : (( كذلك يطبع الله على كل قلب متكبر جبار )) وليس الجبار كالجبار ولا المتكبر كالمتكبر ونظائر هذا متعددة .". حفظ
الشيخ : وبهذا تبين أن أصل ضلال الذين حادوا عن طريق المرسلين وأنكروا أن يكون الله متصفا إما بالثبوت مطلقا أو بالثبوت والعدم ... أصل ذلك أنهم ظنوا أن تماثل الخالق مع المخلوق في الاسم يدل على تماثلهما في الحقيقة والصفة وما يختص به كل واحد ، وهذا الظن خطأ ، وقد مضى علينا الفرق بين ما يختص به الخالق ويختص به المخلوق ، بل ذكرنا أن بعض المخلوقات تتميز عن البعض الآخر ، أليس علم الإنسان الكادح في طلب العلم كعلم الإنسان المعرض عن طلب العلم ، وليس علم البالغ كعلم الطفل وما أشبه ذلك ، أي نعم.