تعليق الشيخ على قول شيخ الإسلام ابن تيمية : " وهكذا وصف نفسه بالمكر والكيد كما وصف عبده بذلك فقال : (( ويمكرون ويمكر الله )) وقال (( إنهم يكيدون كيدا وأكيد كيدا )) وليس المكر كالمكر ولا الكيد كالكيد ." حفظ
الشيخ : هنا يجب أن نقف ونقول هل المكر صفة نقص وذم أو صفة كمال ومدح ؟!
الطالب : صفة كمال .
الشيخ : صفة كمال ومدح المكر .؟
الطالب : إذا أضيفت مثل الآية : (( ويمكرون ويمكر الله )) هذه تبين أن هؤلاء يريدون أن بمكر الله سبحانه وتعالى ... .
الشيخ : طيب السؤال الآن دعنا من كون المكر مضافا إلى الله أو لا، يعني لو سألك سائل هل المكر والكيد صفة مدح وكمال أو صفة ذم ونقص.؟ يسألك واحد ، وجه السؤال إليك .؟
الطالب : صفة نقص .
الشيخ : صفة نقص إذا كان مطلقا ، يعني معناه بحسب ما تضاف إليه ، قد تكون صفة مدح وقد تكون صفة ذم ، تمام إن قيل في مقابلة الغير ، بياناً لأنه أعظم فهو صفة مدح ، وإن قبل مطلقاً فهو صفة ذم . ولهذا لا يوصف الله به مطلقاً أبداً ، ما يجوز أن نقول إن الله ماكر هذا حرام ، أو أن الله كائد لأن هذا يقتضي النقص .
ولكن تقول ماكر بمن يمكر به أو بأعدائه ، لأن كون الله يمكر بهم مع أنهم هم يمكرون يدل على أن الله تعالى أقوى منهم ، وأعلم منهم. والإنسان في الحقيقة إذا كان له عدو وأراد عدوه أن يمكر به ثم مكر مكرا أقوى منه ، وش يعد هذا .؟ يعد هذا صفة مدح ، ولهذا جاء في الأثر : ( الحرب خدعة ) يعني معناه أن في حال الحرب ينظر إلى دهاء الإنسان وإلى شدة مكره ، طيب بارك الله فيكم ، إذا لا يوصف الله تعالى بالمكر والخداع على سبيل الإطلاق وإنما يوصف به على سبيل التقييد أي نعم طيب .