تعليق الشيخ على قول شيخ الإسلام ابن تيمية : " وأما حقيقة ما دل عليه ذلك من حقائق الأسماء والصفات وما له من الجنود الذين يستعملهم في أفعاله فلا يعلمهم إلا هو (( وما يعلم جنود ربك إلا هو )) وهذا من تأويل المتشابه الذي لا يعلمه إلا الله بخلاف الملك من البشر إذا قال : قد أمرنا لك بعطاء فقد علم أنه هو وأعوانه مثل كاتبه وحاجبه وخادمه ونحو ذلك أمروا به وقد يعلم ما صدر عنه ذلك الفعل من اعتقاداته وإراداته ونحو ذلك والله - سبحانه وتعالى - لا يعلم عباده الحقائق التي أخبر عنها من صفاته وصفات اليوم الآخر ولا يعلمون حقائق ما أراد بخلقه وأمره من الحكمة ولا حقائق ما صدرت عنه من المشيئة والقدرة وبهذا يتبين أن التشابه يكون في الألفاظ المتواطئة كما يكون في الألفاظ المشتركة التي ليست بمتواطئة وإن زال الاشتباه بما يميز أحد النوعين : من إضافة أو تعريف كما إذا قيل : فيها أنهار من ماء فهناك قد خص هذا الماء بالجنة فظهر الفرق بينه , وبين ماء الدنيا لكن حقيقة ما امتاز به ذلك الماء غير معلوم لنا وهو مع ما أعده الله لعباده الصالحين - مما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر - من التأويل الذي لا يعلمه إلا الله .". حفظ
الشيخ : طيب : " وَأَمَّا حَقِيقَةُ مَا دَلَّ عَلَيْهِ ذَلِكَ مِنْ حَقَائِقِ الْأَسْمَاءِ وَالصِّفَاتِ وَمَا لَهُ مِنْ الْجُنُودِ الَّذِينَ يَسْتَعْمِلُهُمْ فِي أَفْعَالِهِ فَلَا يَعْلَمُهُمْ إلَّا هُوَ (( وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إلَّا هُوَ )) وَهَذَا مِنْ تَأْوِيلِ الْمُتَشَابِهِ الَّذِي لَا يَعْلَمُهُ إلَّا اللَّهُ ، بِخِلَافِ الْمَلِكِ مِنْ الْبَشَرِ إذَا قَالَ : قَدْ أَمَرْنَا لَك بِعَطَاءِ ، فَقَدْ عَلِمَ أَنَّهُ هُوَ وَأَعْوَانُهُ مِثْلُ كَاتِبِهِ وَحَاجِبِهِ وَخَادِمِهِ وَنَحْوِ ذَلِكَ أُمِرُوا بِهِ ، وَقَدْ يعْلَمُ مَا صَدَرَ عَنْهُ ذَلِكَ الْفِعْلُ مِنْ اعْتِقَادَاتِهِ وَإِرَادَاتِهِ وَنَحْوِ ذَلِكَ ".
الملك عندما يقول : أمرنا لك بكذا وكذا ، قد يكون الذي أمرنا لك بعطاء قد يكون الآمر من ؟ وزير المالية ، أمر بكذا وعرضه على الملك ووافق ، فهل الملك هو الذي انفرد بالأمر به .؟ لا ، لكن أعوانه ، أما الله جل وعلا فإنه سبحانه وتعالى عندما يقول : أمرنا بكذا أو فعلنا كذا فهو بمفرده ، لكن لعظمه وصفاته العظيمة جاء بصيغة التعظيم أي نعم .
فالحاصل أن المؤلف رحمه الله تعالى جاب لنا مثال بالمتشابه وحمله على المحكم ، المتشابه ما هو .؟ (( إنا نحن نزلنا الذكر )) اشتبه على من ؟ النصراني فادعى أن الله ثالث ثلاثة ، قلنا له المحكم: (( وإلهكم إله واحد لا إله إلا هو الرحمن الرحيم )) فجمع : (( إنا نحن نزلنا )) لعظيم صفاته لا لتعدد ذاته .
قال : " وَاَللَهُ - سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى - لَا يُعْلِمُ عِبَادَهُ الْحَقَائِقَ الَّتِي أَخْبَرَ عَنْهَا مِنْ صِفَاتِهِ وَصِفَاتِ الْيَوْمِ الْآخِرِ وَلَا يَعْلَمُونَ حَقَائِقَ مَا أَرَادَ بِخَلْقِهِ وَأَمْرِهِ مِنْ الْحِكْمَةِ وَلَا حَقَائِقَ مَا صَدَرَتْ عَنْهُ مِنْ الْمَشِيئَةِ وَالْقُدْرَةِ " صحيح .
الملك وبنو آدم قد يعلم الناس حقائق ما أمر به ، وأما الله عزّ وجل فنحن لا نعلم هذه الحقائق ، ولا نعلم حكمته العظيمة البالغة في أمره وخلقه .
" وَبِهَذَا يَتَبَيَّنُ أَنَّ التَّشَابُهَ يَكُونُ فِي الْأَلْفَاظِ الْمُتَوَاطِئَةِ كَمَا يَكُونُ فِي الْأَلْفَاظِ الْمُشْتَرَكَةِ الَّتِي لَيْسَتْ بِمُتَوَاطِئَةِ ، وَإِنْ زَالَ الِاشْتِبَاهُ بِمَا يُمَيِّزُ أَحَدَ النَّوْعَيْنِ مِنْ إضَافَةٍ أَوْ تَعْرِيفٍ ، كَمَا إذَا قِيلَ : فِيهَا أَنْهَارٌ مِنْ مَاءٍ فَهُنَاكَ قَدْ خَصَّ هَذَا الْمَاءَ بِالْجَنَّةِ فَظَهَرَ الْفَرْقُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ مَاءِ الدُّنْيَا لَكِنَّ حَقِيقَةَ مَا امْتَازَ بِهِ ذَلِكَ الْمَاءُ غَيْرُ مَعْلُومٍ لَنَا ، وَهُوَ مَعَ مَا أَعَدَّهُ اللَّهُ لِعِبَادِهِ الصَّالِحِينَ مِمَّا لَا عَيْنٌ رَأَتْ وَلَا أُذُنٌ سَمِعَتْ وَلَا خَطَرَ عَلَى قَلْبِ بَشَرٍ - مِنْ التَّأْوِيلِ الَّذِي لَا يَعْلَمُهُ إلَّا اللَّهُ ".
يقول المتواطئة والمشتركة ، ما الفرق بين المتواطئة والمشتركة .؟ المتواطئة ما اتفقت في اللفظ والمعنى ، والمشتركة ما اتفقت في اللفظ واختلفت في المعنى ، مثلوا لي بالمتواطئة ما اتفقت في اللفظ والمعنى، والمشتركة ما اتفقت في اللفظ واختلفت في المعنى . يا جماعة أعطونا متواطئة ومشتركة ، أقول لكم اللفظ إذا اتفق في اللفظ والمعنى فهو متواطئ ، وإذا اتفق في اللفظ واختلف في المعنى فهو مشترك .
الطالب : ... .
الشيخ : لا ، لأن المشترك لابد أن يختلف المعنى أصلا وحقيقة .
الطالب : ... .
الشيخ : زين استرح . في يا جماعة عندنا متواطئة وعندنا مشتركة ، وعندنا شيء بينهما ، مثلاً " إنسان " هذا من اللفظ المتواطئ ، لأن إنسان يصدق عليّ وعليك وعلى الثاني والثالث والرابع ، يصدق باللفظ والمعنى ، فهذه " إنسان " من الألفاظ المتواطئة لاتفاق لفظها ومعناها في كل ما تضاف له . عندما أقول فلان إنسان وأنا إنسان والثالث إنسان والرابع إنسان ، فهذا لفظ متواطئ لاتفاق اللفظ والمعنى يطلق علي وعلى الثاني والثالث والرابع على حد سواء ، إذا التعدد هنا بالعين .
طيب كلمة " عين " يقولون إنها تطلق على العين هذه الباصرة وتطلق على نبع الماء ، وتطلق على الشمس وتطلق على الذهب ، يقال عين ، طيب هذه العين الفوارة ، اللفظ واحد والمعنى متعدد بالنوع أو بالعين .؟ بالنوع ، هذا ماء وهذا عين ، وكلها يسمى عين، هذا يسمونه مشترك اللفظ واحد والمعنى مختلف أصلا وفصلا .
فيه كلمات مثل " الحي " تطلق على الإنسان وتطلق على الخالق سبحانه وتعالى ، هل هي من المشترك أم من المتواطئ .؟
من نظر إلى أصل الحياة قال إنها من المتواطئ ، ومن نظر إلى الاختلاف والتباين بين حياة الإنسان وحياة الخالق ، قال أنها من المشترك ، ولهذا سماها بعض الناس مشككة ، لتشككك الإنسان فيها هل هي من المشترك أم من المتواطئ ، وهذه مرت عليكم في الثالثة ثانوي ، الفتوى الحموية ، ولكن شيخ الإسلام رجح في الفتوى أنها نوع من المتواطئ ، قال : لأن الحقيقة أننا إذا نظرنا إلى المعنى فهو متواطئ ، الحياة ، فالاختلاف بين حياة الخالق وحياة المخلوق في أصل الحياة أو في الصفة .؟ في صفة الحياة ، لكن الاختلاف بين العين الباصرة والعين النابعة في الصفة أو الحقيقة .؟ في الحقيقة .
أرجو الانتباه يا جماعة ، فصار الآن المتواطئ وش معناه ما اتفق لفظه ومعناه ، والمشترك ما اتفق لفظه واختلف معناه ، بحيث يدل هذا على حقيقة وهذا على حقيقة ، في شيء بينهما تكون الحقيقة واحدة ولكن الوصف أو الصفة مختلفة فبعض العلماء يقول متواطئ وبعضهم يقول مشترك ، ومشكك يقول ، والصحيح على ما اختاره شيخ الإسلام أنها من باب المتواطئة لأن المعنى واحد لكن يختلف في الصفة ... .
الملك عندما يقول : أمرنا لك بكذا وكذا ، قد يكون الذي أمرنا لك بعطاء قد يكون الآمر من ؟ وزير المالية ، أمر بكذا وعرضه على الملك ووافق ، فهل الملك هو الذي انفرد بالأمر به .؟ لا ، لكن أعوانه ، أما الله جل وعلا فإنه سبحانه وتعالى عندما يقول : أمرنا بكذا أو فعلنا كذا فهو بمفرده ، لكن لعظمه وصفاته العظيمة جاء بصيغة التعظيم أي نعم .
فالحاصل أن المؤلف رحمه الله تعالى جاب لنا مثال بالمتشابه وحمله على المحكم ، المتشابه ما هو .؟ (( إنا نحن نزلنا الذكر )) اشتبه على من ؟ النصراني فادعى أن الله ثالث ثلاثة ، قلنا له المحكم: (( وإلهكم إله واحد لا إله إلا هو الرحمن الرحيم )) فجمع : (( إنا نحن نزلنا )) لعظيم صفاته لا لتعدد ذاته .
قال : " وَاَللَهُ - سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى - لَا يُعْلِمُ عِبَادَهُ الْحَقَائِقَ الَّتِي أَخْبَرَ عَنْهَا مِنْ صِفَاتِهِ وَصِفَاتِ الْيَوْمِ الْآخِرِ وَلَا يَعْلَمُونَ حَقَائِقَ مَا أَرَادَ بِخَلْقِهِ وَأَمْرِهِ مِنْ الْحِكْمَةِ وَلَا حَقَائِقَ مَا صَدَرَتْ عَنْهُ مِنْ الْمَشِيئَةِ وَالْقُدْرَةِ " صحيح .
الملك وبنو آدم قد يعلم الناس حقائق ما أمر به ، وأما الله عزّ وجل فنحن لا نعلم هذه الحقائق ، ولا نعلم حكمته العظيمة البالغة في أمره وخلقه .
" وَبِهَذَا يَتَبَيَّنُ أَنَّ التَّشَابُهَ يَكُونُ فِي الْأَلْفَاظِ الْمُتَوَاطِئَةِ كَمَا يَكُونُ فِي الْأَلْفَاظِ الْمُشْتَرَكَةِ الَّتِي لَيْسَتْ بِمُتَوَاطِئَةِ ، وَإِنْ زَالَ الِاشْتِبَاهُ بِمَا يُمَيِّزُ أَحَدَ النَّوْعَيْنِ مِنْ إضَافَةٍ أَوْ تَعْرِيفٍ ، كَمَا إذَا قِيلَ : فِيهَا أَنْهَارٌ مِنْ مَاءٍ فَهُنَاكَ قَدْ خَصَّ هَذَا الْمَاءَ بِالْجَنَّةِ فَظَهَرَ الْفَرْقُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ مَاءِ الدُّنْيَا لَكِنَّ حَقِيقَةَ مَا امْتَازَ بِهِ ذَلِكَ الْمَاءُ غَيْرُ مَعْلُومٍ لَنَا ، وَهُوَ مَعَ مَا أَعَدَّهُ اللَّهُ لِعِبَادِهِ الصَّالِحِينَ مِمَّا لَا عَيْنٌ رَأَتْ وَلَا أُذُنٌ سَمِعَتْ وَلَا خَطَرَ عَلَى قَلْبِ بَشَرٍ - مِنْ التَّأْوِيلِ الَّذِي لَا يَعْلَمُهُ إلَّا اللَّهُ ".
يقول المتواطئة والمشتركة ، ما الفرق بين المتواطئة والمشتركة .؟ المتواطئة ما اتفقت في اللفظ والمعنى ، والمشتركة ما اتفقت في اللفظ واختلفت في المعنى ، مثلوا لي بالمتواطئة ما اتفقت في اللفظ والمعنى، والمشتركة ما اتفقت في اللفظ واختلفت في المعنى . يا جماعة أعطونا متواطئة ومشتركة ، أقول لكم اللفظ إذا اتفق في اللفظ والمعنى فهو متواطئ ، وإذا اتفق في اللفظ واختلف في المعنى فهو مشترك .
الطالب : ... .
الشيخ : لا ، لأن المشترك لابد أن يختلف المعنى أصلا وحقيقة .
الطالب : ... .
الشيخ : زين استرح . في يا جماعة عندنا متواطئة وعندنا مشتركة ، وعندنا شيء بينهما ، مثلاً " إنسان " هذا من اللفظ المتواطئ ، لأن إنسان يصدق عليّ وعليك وعلى الثاني والثالث والرابع ، يصدق باللفظ والمعنى ، فهذه " إنسان " من الألفاظ المتواطئة لاتفاق لفظها ومعناها في كل ما تضاف له . عندما أقول فلان إنسان وأنا إنسان والثالث إنسان والرابع إنسان ، فهذا لفظ متواطئ لاتفاق اللفظ والمعنى يطلق علي وعلى الثاني والثالث والرابع على حد سواء ، إذا التعدد هنا بالعين .
طيب كلمة " عين " يقولون إنها تطلق على العين هذه الباصرة وتطلق على نبع الماء ، وتطلق على الشمس وتطلق على الذهب ، يقال عين ، طيب هذه العين الفوارة ، اللفظ واحد والمعنى متعدد بالنوع أو بالعين .؟ بالنوع ، هذا ماء وهذا عين ، وكلها يسمى عين، هذا يسمونه مشترك اللفظ واحد والمعنى مختلف أصلا وفصلا .
فيه كلمات مثل " الحي " تطلق على الإنسان وتطلق على الخالق سبحانه وتعالى ، هل هي من المشترك أم من المتواطئ .؟
من نظر إلى أصل الحياة قال إنها من المتواطئ ، ومن نظر إلى الاختلاف والتباين بين حياة الإنسان وحياة الخالق ، قال أنها من المشترك ، ولهذا سماها بعض الناس مشككة ، لتشككك الإنسان فيها هل هي من المشترك أم من المتواطئ ، وهذه مرت عليكم في الثالثة ثانوي ، الفتوى الحموية ، ولكن شيخ الإسلام رجح في الفتوى أنها نوع من المتواطئ ، قال : لأن الحقيقة أننا إذا نظرنا إلى المعنى فهو متواطئ ، الحياة ، فالاختلاف بين حياة الخالق وحياة المخلوق في أصل الحياة أو في الصفة .؟ في صفة الحياة ، لكن الاختلاف بين العين الباصرة والعين النابعة في الصفة أو الحقيقة .؟ في الحقيقة .
أرجو الانتباه يا جماعة ، فصار الآن المتواطئ وش معناه ما اتفق لفظه ومعناه ، والمشترك ما اتفق لفظه واختلف معناه ، بحيث يدل هذا على حقيقة وهذا على حقيقة ، في شيء بينهما تكون الحقيقة واحدة ولكن الوصف أو الصفة مختلفة فبعض العلماء يقول متواطئ وبعضهم يقول مشترك ، ومشكك يقول ، والصحيح على ما اختاره شيخ الإسلام أنها من باب المتواطئة لأن المعنى واحد لكن يختلف في الصفة ... .