إذا أحدث الرجل في صلاته ثم توضأ يبني على ما فات من الصلاة أم يعيد الصلاة كاملة؟ حفظ
السائل : إذا أحدث الرجل في صلاته ثم توضأ يبني على ما فات من الصلاة أم يعيد الصلاة كاملة؟
الشيخ : للعلماء في هذه المسألة قولان والراجح منهما أنه يبني ولا يستأنف واضح؟
السائل : تعقيب إذا كان في الركعة الأخيرة في التشهد يعيد التشهد أم يعيد ركعة؟
الشيخ : هو كالذي يحدث في أثناء الطواف أو لا يحدث ولكن أقيمت الصلاة وهو يريد إما ان يجدد وضوءه أو أن يصلي مع الجماعة وكان قد طاف ثلاث طوافات ونصف فلازم الآن يصلي مع الجماعة ومجرد أن ينتهي من الصلاة وينفض الناس وينفتح طريق الطواف فيبدأ تكملة النصف الباقي وثلاثة الباقية بيكون إيش؟ طاف ثلاثة ونصف زائد ثلاثة ونصف عرفت كيف هكذا حيث أبطل الصلاة فهناك يبدأ بالاستئناف، لو فرضنا في التشهد الأخير هو بيقول وأشهد أن محمدا عبده ورسوله ما بدأ يقول اللهم صل على محمد إلا شعر بتجديد الوضوء يروح يتوضأ ويجلس للتشهد ويبدأ بقوله اللهم صل على محمد لأن ما قبله أدّاه على الوجه المشروع واضح.
السائل : فيه تكبير الإحرام؟
الشيخ : لا ما فيه تكبير.
السائل : ركن الطهارة شيخنا أسقطه هل يجوز لكن مش ركن الطهارة من الصلاة شرط.
الشيخ : هو أولا على كل حال أنا بجاوب عن سؤالين أحدهما قد يكون ليس هو سؤالك والآخر هو سؤالك أو العكس المهم ألفت نظرك أن السؤال كان بالنسبة لإنسان دخل في الصلاة طاهرا وفي الصلاة انتقض وضوءه. الآن يستشم من سؤالك أنه سؤال آخر ما أدري تعني وإلالا لكن خذها مجانا رجل دخل في الصلاة وهو ناسي أنه محدث على غير وضوء على غير طهارة بل ربما يتذكر أن حدثه حدث أكبر جنب في أثناء الصلاة تذكر فهذا أخل بالركن الذي أنت تشير إليه وهو الطهارة لقوله عليه الصلاة والسلام ( لا صلاة ) وخذوها أيضا فائدة أخرى على الماشي ( لا صلاة لمن لا وضوء له ولا وضوء لمن لم يذكر اسم الله عليه ) لا وضوء لمن لم يسم بسم الله في الوضوء وهذا ركن أيضا يخل به جماهير المتوضئين لا يهتمون بالتسمية بين يدي الوضوء فيجب الاهتمام بهذا لقوله عليه الصلاة والسلام ( لا صلاة لمن لا وضوء له ) نفيٌ للصلاة بسبب لا وضوء، ثم نفي للوضوء بسبب لا تسمية لا بسملة، فالآن نعود إلى ما كنا فيه رجل دخل في الصلاة ناسيا الطهارة سواء كانت الطهارة الكبرى أو الصغرى وهو في الصلاة تذكر هل بطلت صلاته؟ المعروف عند أكثر العلماء أنها بطلت ولكن قد جاء في الحديث الصحيح في " سنن أبي داود " و " مسند الإمام أحمد " من حديث أبي بكرة الثقفي رضي الله تعالى عنه " أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم صلى ذات يوم بالناس صلاة الفجر ثم أشار إليهم أن مكانكم ودخل بيته " وتعرفون أن بيت النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان بجانب مسجده من ذهب منكم لزيارة المسجد النبوي يتصور تماما أين كان بيت الرسول عليه السلام هو حيث قبره الآن أي إلى جهة الشرق من المسجد وعن يسار الإمام فالرسول صلى الله عليه وآله وسلم قام يصلي بالصحابة ذات صباح وإذا به يقول لهم إشارة بيده وليس تلفظا بلسانه أن مكانكم ثم ذهب وعاد ورأسه يقطر ماء فصلى بهم أي أتم بهم الصلاة وقال ( إنما أنا بشر مثلكم وإني كنت جنبا فنسيت ) هذا الحديث من فوائده الحيلولة بين الغلاة من المسلمين في تعظيم الرسول صلى الله عليه وآله وسلم لأنه يصف نفسه بأنه بشر كما قال تعالى في القرآن الكريم (( قل إنما أنا بشر مثلكم )) قاعدة هو بشر كالبشر لكن فصّل هذه القاعدة في بعض الأحاديث تأسيسا لها وتأكيدا لها وترسيخا لها في أذهان المؤمنين به عليه الصلاة والسلام حتى يظلوا متيقظين دائما وأبدا أن الرسول بشر وتجري عليه كل أحكام البشر إلا في ما اصطفاه الله عز وجل وميّزه به على سائر البشر فإذا كان الرسول عليه السلام يقول في هذا الحديث ( إنما أنا بشر مثلكم وإني كنت جنبا فنسيت ) فمعنى ذلك أنه يفصل لهم شيئا من تفصيل آية (( قل إنما أنا بشر مثلكم )) لماذا؟ لكي لا يقول قائل وقد قال مع الأسف " محمد بشر وليس كالبشر بل هو ياقوتة والناس كالحجر " هذا خلاف ما أراد الله ثم ما أراده رسوله ما أراد الله بقوله (( قل إنما أنا بشر مثلكم )) وما أراده رسوله في قوله في الحديث السابق ( إنما أنا بشر مثلكم وإني كنت جنبا فنسيت ) وخلاف أحاديث كثيرة وكثيرة جدا ولا بأس من ذكر بعضها تأكيدا وتفصيلا لهذه القاعدة وتعليما من هذا النوع ما جاء في " الصحيحين " من حديث عبد الله بن مسعود رضي الله تعالى عنه أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم صلى ذات يوم بأصحابه الظهر خمسا بدل أن يصلي أربعا كما نفعل تباعا له ذات يوم صلى خمسا فالصحابة صلوا معه خمسا ولما سلم قالوا له يا رسول الله وهذا من أدبهم ما قالوا له أخطأن أو سهوت أو نسيت لماذا؟ لأنهم كانوا يعلمون أن الأحكام الشرعية تنزل تترى بعضها رواء بعض قالوا له يا رسول الله أزيد في الصلاة ؟ قال ( لا ) قالوا له صليت خمسا ما حكى ولا كلمة بعدها ( سجد سجدتي السهو ) وقال ( إنما أنا بشر مثلكم أنسى كما تنسون فإذا نسيت فذكروني ) هذا يؤكد أنه بشر مثلنا كما ننسى نحن ينسى هو عليه الصلاة والسلام ولكن في ماذا اصطفاه الله على سائر البشر أنه يستحيل عليه أن يؤمر بتبليغ آية أو حكم شرعي ثم ينساه هذا مستحيل لماذا؟ لأن الله عز وجل عصمه من كل شيء يحول بينه وبين أداء تبليغ رسالته كما قال عز وجل (( يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس )) فإذا رسول الله بشر ينسى كما ننسى وقد صرح الله عز وجل بشيء من هذا المعنى في مثل قوله عز وجل (( سنقرئك فلا تنسى إلا ما شاء الله )) الأمر كله بيد الله تبارك وتعالى (( سنقرئك فلا تنسى إلا ما شاء الله )) لكن يجب أن تعلموا أن هذا النسيان الذي أثبته الله عز وجل لنبيه في هذا الاستثناء هو في دائرة محدودة فأذكر ذلك بوضوح إن شاء الله.