وجوب اتباع هدي النبي صلى الله وسلم في إثبات الشهر حفظ
السائل : في قضية يا فضيلة الشيخ وصلت فيها أكثر من عشرة أسئلة عن قضية رؤية الهلال في أمريكا فأستطيع أن ألخصها لكم وهي هناك منظمة تدعي حماية المسلمين في هذا البلد وفيها الحقيقة كل سنة في أمريكا أو معظم السنوات يحصل فيه التباس على بعض الإخوة منهم من يأخذ بهم ومنهم من لا يأخذ بهم القضية أن بعض الإخوان الذين لا يأخذون بهم يقولون أنهم يتبعون الحساب الفلكي وعموماً نستطيع أن نلخص الموضوع : في هذا العام تم رؤية الهلال من قبل أربعة أشخاص وتم الاتصال بي من قبلهم وحصلت على مجموعة من الرسائل منهم تثبت ذلك والأشخاص الذين رأوا الهلال تكلموا معي شخصيا في هذا الموضوع ومعي أوراق تثبت ذلك يقولون إننا رأينا الهلال وهؤلاء من شرق أمريكا من ولاية لويزيانا لم تؤخذ رؤيتهم لأسباب ثلاثة
الأولى : أنه حسب المعلومات من محب الله الدكتور محب الله وهو الفلكي المتخصص لهؤلاء المنظمة أنه يقول رفضت الرؤيا بسبب أن حسن باقي لم ير الهلال في كاليفورنيا
السبب الثاني : الموقع المخالف لموقع الكمبيوتر أي أن هؤلاء الذين رأوا الهلال رأوه بيسار الشمس والكمبيوتر أو الحسابات تقول يجب أن يكون على يمين الشمس
السبب الثالث : أن قرني الهلال يكونان فيهم عن اليمين وأنت تنظر للغرب وهم نظروه بعكس هذا الإخوة هناك قالوا لي أنهم وصلوا إلى موقع الرؤيا بعد غياب الشمس مباشرة ولم يتأكدوا هل هو يسار أم يمين ولكن قالوا ذلك اجتهادا منهم الحاصل أنهم رفضت شهادتهم
فهل السؤال الحقيقة أن السؤال طويل جدا فيتكون تقريبا من نقطتين:
النقطة الأولى : هل يجوز الاعتماد على الحسابات الفلكية في الدخول في رمضان وكذلك والخروج ؟ وكذلك هل هو واجب مساءلة هؤلاء ورفضهم إذا خالفوا الحسابات الفلكية أم لا أفيدونا وجزاكم الله خيرا ؟
الشيخ : إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ )) (( يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا )) (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيماً )) أما بعد فإن خير الكلام كلام الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وآله وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثةٍ بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالةٍ في النار وبعد
فالواجب على كل مسلم أن يكون عند قول الله تبارك وتعالى : (( وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا )) (( وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا )) (( ومن يطع الرسول فقد أطاع الله )) والآيات كثيرة جدا جدا في أنه يجب على المسلمين أن يطيعوا الله ورسوله ولا يتولوا غير الله ورسوله ومن الأمور التي جاء ذكرها في كتاب الله وفي سنة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ما يتعلق بالمواقيت سواءً كانت هذه المواقيت متعلقة بالصلاة أو بالصيام أو بالحج فقد جاء قوله تبارك وتعالى : (( يسألونك عن الأهلة قل هي مواقيت للناس والحج )) فقوله تبارك وتعالى : (( قل هي مواقيت للناس )) نص عام يشمل كل الأحكام الثابتة في الشرع كالصيام والصلاة ونحو ذلك ولهذا فلا يجوز إلغاء هذه الآية الكريمة وما تضمنتها من ربط المواقيت الشرعية بالأهلة لا يجوز لأي مسلم يؤمن بالله ورسوله إيماناً صادقاً أن يعرِض عن هذا النص القرآني وما يؤيده من سنة النبي صلى الله عليه وآله وسلم القولية والفعلية فمن الثابت في أحاديث كثيرة وكثيرة جدا أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان يثبت هلال رمضان والخروج من رمضان بالشهود تارة بشاهدين وتارة بالشاهد الواحد حينما يكون مسلماً عدلاً هذا فعله صلى الله عليه وآله وسلم وأما قوله عليه الصلاة والسلام وهو الثابت في * الصحيحين * في البخاري ومسلم أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال : ( نحن أمة أمّية لا نكتب ولا نحسُب الشهر هكذا وهكذا وهكذا ) يعني ثلاثين يوماً قال : ( والشهر هكذا وهكذا وهكذا وقبض إبهامه عليه الصلاة والسلام ) يعني أنه قد يكون تسعاً وعشرين يوماً هكذا جرت سنة النبي صلى الله عليه وآله وسلم فعلا كما ذكرت وقولا فلا يجوز للمسلم أن يعرض عن هدي النبي صلى الله عليه وآله وسلم الثابت عنه يقيناً بدون شك أو ريب