تتمة الكلام على حكم الاعتماد على الحسابات الفلكية في إثبات الأهلة حفظ
الشيخ : ولذلك قالوا أيضاً في مثل هذه المناسبة " عدم العلم بالشيء لا يستلزم العلم بعدمه " فنفي ذلك النافي شهادة أولئك الأربعة أنهم رأوا الهلال أيضا مخالف لهذه القاعدة الشرعية أعيدها وأكررها على مسامعكم : " المثبت مقدم على النافي " " ومن علم حجة على من لم يعلم " لذلك أنصح المسلمين حيث ما كانوا سواء كانوا في بلاد الإسلام أو في بلاد الغربة والكفر ألا يدعوا مجالا للخلاف بينهم وأن يعودوا جميعا إلى حكم الله ورسوله ألا وهو الاعتداد بالرؤية البصرية للأهلة وليس بالرؤية العلمية لأن هذه الرؤية العلمية قد تختلف مع الرؤية البصرية اختلافا جذريا فنحن نعلم من الناحية العلمية أن الشمس لا تغرب عن الأرض مطلقا فهي طالعة أبدا ما بقيت هذه الأرض قائمة إلى أن يرثها الله ومن عليها ومع ذلك فنحن نقول : طلعت الشمس ، غربت الشمس، وحينما يرى أحدنا الشمس قد طلعت على قمة الجبل العلم يقول : إن الشمس لا تزال وراء القمة وإنما رفعت الأشعة الشمس إلى بصرنا فرأيناها فهل نعتد بمثل هذا العلم الذي يخالف ما يراه الناس بأعينهم في كل بلادهم وبذلك نلغي مثل قوله عليه الصلاة والسلام : ( من أدرك ركعة من صلاة الفجر قبل أن تطلع الشمس فقد أدرك ) قبل أن تطلع الشمس فقد أدرك ، وكذلك قال : ( ومن أدرك ركعة من صلاة العصر قبل أن تغرب الشمس فقد أدرك ) هذه أحكام شرعية مبنية على الأنظار العادية وليست على الآراء العلمية
لذلك فنحن نقول ختاماً لهذا الجواب عن الأهلة وإثبات رمضان بالهلال نقول : دعوا العلم يجري مسيرته وانطلاقته إلى ما شاء الله ولا تخلطوه بالعلم الشرعي لأن هذا العلم الشرعي يتناسب مع قوله تبارك وتعالى : (( يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر )) (( وما جعل عليكم في الدين من حرج )) .