ما المسافة أو الضابط الذي يوجب على المصلي صلاة الجماعة في المسجد ؟ حفظ
السائل : عفوًا شيخنا بالنسبة للمسافة التي توجب صلاة الجماعة ، المسافة عن المسجد ؟
الشيخ : المسافة هذه أولا : ليست مقدرة بأذرعة ولا بالكيلو مترات وإنما : ( من سمع النداء فلم يجب ولا عذر له ، فلا صلاة له ) ، هذا السماع ينبغي أن يكون بدون الأجهزة التي تبلغ الصوت إلى مسافات بعيدة جدا ، فالمقصود السماع بالأذن الطبيعي ، ثم يكون أيضًا الوضع كما كان في عهد الرسول عليه السلام ، ليس هناك الآلات السيارات والحافلات ونحو ذلك من الضوضاء والغوغاء ، كل هذه الأمور تجعل القضية راضخة للانسياب والتقدير ، فليس هناك شيء يعني جامد يمكن أن يقال : إذا كنت بعيدًا مثلا كيلو متر فيجب أن تجيب ، وإلا أكثر فلا تجيب أو أقل أو أكثر ، المهم من سمع النداء اليوم ولم يكن عليه حرج في الذهاب والإجابة أولا ، ثم هو يدرك الصلاة قبل أن تفوته ثانيًا ، فهذا هو الذي يجب عليه أن يستجيب للمؤذن ، أما مسافة هكذا محدة يفهمها كل إنسان فليس كذلك .
السائل : عفوًا شيخنا مثلا إذا كان هو على جبل يعني على قمة أو جبل والمسجد على جبل ، المسافة تكون قريبة لكن مسافة المشي تكون بعيدة !!
الشيخ : الله يهديك هل فهمت جوابي ؟
السائل : يعني وجب عليه إذا سمع النداء !
الشيخ : أنا ما ربطت المسألة في مجرد السماع ، ربطت بأمور منها : أنه يدرك الصلاة ، فأنت لما تصور أنه هو في رأس جبل ، وهناك رأس جبل ثاني والصوت طبعا مسافة قريبة جدا ، لكن بين ما ينزل يصل لسفح الجبل الأول ثم يجتاز الوادي ثم يصعد إلى الجبل الثاني ، هذا يعني صورة قد تقع لكن لا يصدق عليها الكلام السابق الذي ذركته آنفا ، لأنني قلت : باستطاعته ، هنا سأقول لك كلمة نهائية : يا ترى مع سماعه الأذان لا حرج عليه أن ينزل من قمة الجبل ويصعد إلى قمة الجبل ؟ ستقول أنت في حرج .