كلمة الشيخ عيد عباسي ، وبيان ميزة الدعوة السلفية بأنها دعوة منهجية علمية لا دعوة عاطفية ولا حماسية . حفظ
الطالب : من هذه الميزات كذلك أن هذه الدعوة تتصف بالمنهجية والعلمية هي دعوة تقوم على منهج تقوم على أسس علمية فلا هي بالدعوة العاطفية ولا هي فقط إثارة الحماس الذي لا يستند إلى فكر ولا إلى علم ولا إلى منهج صحيح بل كل شيء بدليله وكل أمر ببرهانه منهاجها قول الله عز وجل (( وإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خير وأحسن تأويلا منهج علمي قويم وصحيح ومستقيم اعتبار كتاب الله الذي لا يسع مسلما التبرء منه واعتبار سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي فاضت آيات الكتاب أيضا بالأمر بذلك ثم اتباع هدي السلف الصالح الذين هم أشرف الناس أعلم الناس أتقى الناس أزكى الناس الذين نحن نحمّس أجيالنا أبناءنا بذكر مناقبهم بذكر أخبارهم بذكر قصصهم فكيف نمدحهم ونحمس أبناءنا وإخواننا بذكر أخبارهم ثم نتبرأ من فهمهم ونتبرأ من علمهم ونقول ندّعي أن الخلف مثلا كما قال بعضهم أعلم وأحكم وأن مذهبهم في ذلك هو أعلم وأحكم ويكون منهجهم هو المنهج الذي يتبع من هؤلاء هذا تناقض وهذا اختلاف إن القوم الذين هم أتقى الناس وأعلم الناس وأذكى الناس هم يجب أن يكون مذهبهم أيضا هو المنهج المتبع والراجح هذه الدعوة تقوم على هذا الأساس العلمي هذا المنهج الذي يعطينا موقفا في كل مسألة رأيا في كل شيء هذه الدعوة كل شيء لها منه موقف ولها منه رأي فلا تقف موقفا سلبيا من شيء لأن الإسلام شامل لكل جوانب الحياة لكل مسألة فيها حكم ولكل مسألة فيها موقف مستمد من الكتاب والسنة ومن هدي سلف الأم ومستفيدا من تراث المسلمين في مختلف العصور ليس هو متقيدا بفهم إنسان ولا هو مرتبطا بشخص من الأشخاص ولا بعاطفة ولا بميل ولا بمصلحة تتقلب وتتغير مع الأيام بل إنه منهج علمي مقبول وهو المنهج الصحيح والمنهج الوسط الذي يحكّم في كل شيء من الأشياء إذن هي دعوة علمية قائمة على منهج كل شيء لا يقبل بدون دليل (( قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين )) (( قل هل عندكم من علم فتخرجوه لنا إن يتبعون إلا الظن وإن الظن لا يغني من الحق شيئا )) لا يجوز أن يقول إنسان قولا إلا بدليل التقليد ليس له محل في هذه الدعوة إلا لمن عجز عن أن يكون متبعا يفهم المسألة مع دليلها أو لمن عجز أن يستطيع أن يصل إلى درجة الاستنباط بنفسه فإذن دعوة قائمة على علم وليس على جهل