شرح حديث بريدة رضي الله عنه : ( نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها ... ) حفظ
الشيخ : ها هنا سؤال عن حديثين اثنين:
أولاً : عن بريدة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها، ونهيتكم عن لحوم الأضاحي فوق ثلاث فأمسكوا ما بدا لكم، ونهيتكم عن النبيذ إلا في سقاء فاشربوا في الأسقية كلها ولا تشربوا مسكر ) رواه مسلم.
السؤال : نرجو منكم شرح الحديث ؟
طبعاً شرح هذا الحديث يحتاج إلى محاضرة خاصة ولذلك فنحن نشرح هذه الفقرات من هذا الحديث بما يمكننا من الاختصار والإيجاز ، أولاً: يقول الرسول عليه السلام : ( نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها ) كان الرسول عليه السلام نهى المسلمين في أول الإسلام نساءً ورجالاً عن زيارة القبور وذلك من باب سد الذريعة لأنهم كانوا حديثي عهد بالإسلام ومن جهة أخرى كانوا قريبي عهد بالكفر والشرك والوثنية، فخشي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنه إن أذن لهم بزيارة القبور أن يفعلوا عندها من الشركيات والوثنيات ما كانوا يفعلونه قبل بعثة الرسول عليه السلام في الجاهلية.
فحسماً للشر وقطعاً لدابر الشرك قال : ( لا تزور القبور ) هذا في أول الإسلام نهى المسلمين نهياً عاماً نساءً ورجالاً عن زيارة القبور، وبعد أن مضى ما شاء الله من الزمن حتى تمكن الإيمان في قلوبهم وعرفوا ما يجوز الإتيان به إذا زاروا القبور إذا زاروا القبور من الأمور حينذاك أذن لهم عليه السلام أيضاً إذناً عاماً شاملاً للنساء والرجال على القول الصحيح فقال : ( كنت نهيتكم عن زيارة القبور ألا فزوروها ) فبعد أن نهى الرسول عليه السلام نهياً عاماً عن زيارة القبور أذن إذناً عاماً في زيارة القبور وبين في أحاديث أخرى الحكمة من زيارة القبور فقال عليه الصلاة والسلام : ( فإنها تذكركم الآخرة ).
ولا شك أن النساء بحاجة إلى أن يتذكرن الآخرة كالرجال إن لم نقل إنهن أحوج إلى ذلك من الرجال ، ولذلك فحصر الإذن بزيارة القبور للرجال دون النساء مع أنه مخالف لأحاديث وردت صريحة في جواز زيارة الإنسان للقبور فهو في الوقت نفسه ينافي الحكمة والغاية التي من أجلها أذن الرسول عليه السلام في زيارة القبور ألا وهي تذكر الآخرة ، فالنساء كما قال عليه السلام : ( شقائق الرجال ) فهن بحاجة إلى تذكر الآخرة كالرجال تماماً، ولذلك فبعد أن كان الرسول نهى عن زيارة القبور أجاز ذلك فيجوز للنساء والرجال زيارة القبور ولكن بشرط أن تكون الزيارة شرعية، فلا يجوز مثلاً للرجال أن يزوروا القبور ويتخذوا المقبرة مقهى كما يفعلون في كثير مما يسمونهم بثلاثة أيام وأربعين يوم إلى آخره، فنحن نرى الرجال يجلسون على الكراسي حول القبر وبيشتغل بقى طق الحنك والحديث مما يجوز ولا يجوز فهذا لا يجوز في الإسلام، وإنما شرعت زيارة القبور لما ذكرنا من حكمة تذكر الآخرة والسلام على الموتى الوارد .
فمن تمام زيارة القبور أن يسلم الزائر على المزور السلام الذي شرعه الرسول وفعله الرسول ألا وهو: ( السلام عليكم أهل الديار من المؤمنين والمسلمين وإنا إن شاء الله بكم لاحقون أنتم لنا فرط ونحن لكم تبع نسأل الله لنا ولكم العافية، اللهم اغفر لهم اللهم ارحمهم ).
كذلك النساء إذا زرن القبور لنفس الغاية يزرنها لتذكر الآخرة وللسلام على الميت، أما أن يزرن ذلك متبرجات بزينة ويجلسن أيضاً ويتحدثن ويصحن ويندبن فكل هذا حينذاك مما يجعل الزيارة محرمة، الزيارة المشروعة هي لقصدين اثنين ، أولاً: تذكر الآخرة، وثانياً: السلام على الميت.
السائلة : شيخ ؟
الشيخ : نعم .
السائلة : في بعض الروايات تقول ...
الشيخ : في عدة روايات.
السائلة : ...
الشيخ : نحن قلنا بدنا نعلق بإيجاز ما بدنا نفتح باب أسئلة هلأ من آداب زيارة القبور أن لا يدوس في المقابر بالنعال، يعني الذي يريد أن يمر بين القبور لازم يمشي حافي هذا من الآداب التي أهملها المسلمون كافة إلا قليلاً منهم فبنت أختي هذه تسألني عن هذا السؤال، وما أستطيع الآن أن أذكر لكم الجواب إلا أن أذكر لكم الدليل ويطول الحديث ويطول، ولذلك بعد ما ننتهي من الإجابة عن هذه الأسئلة والأسئلة التي قد تكون أسئلة أخرى هناك ممكن أن توجهوا أسئلة قبل أن ينتهي الوقت.
فأقول : من زار القبور فهو على الخيرة إما أن يزور من بعيد لا يمر بين القبور فيقول السلام عليكم إلى آخره، وإذا أراد أن يصل إلى قبر الحبيب الصديق الأم الأب إلى آخره فيجب أن يخلع نعليه، ذلك لأن النبي صلى الله عليه وسلم رأى رجلاً يمشي بين القبور في نعليه فقال: ( يا صاحب السبتيتين اخلع نعليك ) السبتيتين السبتية هي النعل التي لا شعر فيها.
كانوا قديماً الآن ترقينا كثير وما عاد نلبس مثل هذه النعال كانوا يلبسوا النعال من جلد طبعاً أصلها جلد لكن الشعر لا يزال في الجلد فبتشوف الرجل يمشي في نعل والنعل فيه هذا شعر كما خلقه الله في الأصل دبغ هذا الجلد ولم يستأصل الشعر ثم نعل فاتخذ منه نعل فهذا النعل نعل فإذا استؤصل الشعر من هذا النعل قبل أو بعد اسمه سبتية، فذاك الرجل الذي كان يمشي ين القبور كان متنعلاً مثل نعالنا اليوم التي لا شعر فيها فهي النعال السبتية فناده الرسول عليه الصلاة والسلام فقال: ( يا صحاب السبتيتين اخلع نعليك ) أي: إذا كنت مضطراً تمشي بين القبور فمن احترامك للقبور أن لا تطأها بنعالك فلو كان بضرورة أو بحاجة إلى أن يمر بين القبور حتى يصل إلى القبر المقصود بعينه فلا بد أن ينزع نعليه وإلا فنقتصر بالسلام من بعيد.
أولاً : عن بريدة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها، ونهيتكم عن لحوم الأضاحي فوق ثلاث فأمسكوا ما بدا لكم، ونهيتكم عن النبيذ إلا في سقاء فاشربوا في الأسقية كلها ولا تشربوا مسكر ) رواه مسلم.
السؤال : نرجو منكم شرح الحديث ؟
طبعاً شرح هذا الحديث يحتاج إلى محاضرة خاصة ولذلك فنحن نشرح هذه الفقرات من هذا الحديث بما يمكننا من الاختصار والإيجاز ، أولاً: يقول الرسول عليه السلام : ( نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها ) كان الرسول عليه السلام نهى المسلمين في أول الإسلام نساءً ورجالاً عن زيارة القبور وذلك من باب سد الذريعة لأنهم كانوا حديثي عهد بالإسلام ومن جهة أخرى كانوا قريبي عهد بالكفر والشرك والوثنية، فخشي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنه إن أذن لهم بزيارة القبور أن يفعلوا عندها من الشركيات والوثنيات ما كانوا يفعلونه قبل بعثة الرسول عليه السلام في الجاهلية.
فحسماً للشر وقطعاً لدابر الشرك قال : ( لا تزور القبور ) هذا في أول الإسلام نهى المسلمين نهياً عاماً نساءً ورجالاً عن زيارة القبور، وبعد أن مضى ما شاء الله من الزمن حتى تمكن الإيمان في قلوبهم وعرفوا ما يجوز الإتيان به إذا زاروا القبور إذا زاروا القبور من الأمور حينذاك أذن لهم عليه السلام أيضاً إذناً عاماً شاملاً للنساء والرجال على القول الصحيح فقال : ( كنت نهيتكم عن زيارة القبور ألا فزوروها ) فبعد أن نهى الرسول عليه السلام نهياً عاماً عن زيارة القبور أذن إذناً عاماً في زيارة القبور وبين في أحاديث أخرى الحكمة من زيارة القبور فقال عليه الصلاة والسلام : ( فإنها تذكركم الآخرة ).
ولا شك أن النساء بحاجة إلى أن يتذكرن الآخرة كالرجال إن لم نقل إنهن أحوج إلى ذلك من الرجال ، ولذلك فحصر الإذن بزيارة القبور للرجال دون النساء مع أنه مخالف لأحاديث وردت صريحة في جواز زيارة الإنسان للقبور فهو في الوقت نفسه ينافي الحكمة والغاية التي من أجلها أذن الرسول عليه السلام في زيارة القبور ألا وهي تذكر الآخرة ، فالنساء كما قال عليه السلام : ( شقائق الرجال ) فهن بحاجة إلى تذكر الآخرة كالرجال تماماً، ولذلك فبعد أن كان الرسول نهى عن زيارة القبور أجاز ذلك فيجوز للنساء والرجال زيارة القبور ولكن بشرط أن تكون الزيارة شرعية، فلا يجوز مثلاً للرجال أن يزوروا القبور ويتخذوا المقبرة مقهى كما يفعلون في كثير مما يسمونهم بثلاثة أيام وأربعين يوم إلى آخره، فنحن نرى الرجال يجلسون على الكراسي حول القبر وبيشتغل بقى طق الحنك والحديث مما يجوز ولا يجوز فهذا لا يجوز في الإسلام، وإنما شرعت زيارة القبور لما ذكرنا من حكمة تذكر الآخرة والسلام على الموتى الوارد .
فمن تمام زيارة القبور أن يسلم الزائر على المزور السلام الذي شرعه الرسول وفعله الرسول ألا وهو: ( السلام عليكم أهل الديار من المؤمنين والمسلمين وإنا إن شاء الله بكم لاحقون أنتم لنا فرط ونحن لكم تبع نسأل الله لنا ولكم العافية، اللهم اغفر لهم اللهم ارحمهم ).
كذلك النساء إذا زرن القبور لنفس الغاية يزرنها لتذكر الآخرة وللسلام على الميت، أما أن يزرن ذلك متبرجات بزينة ويجلسن أيضاً ويتحدثن ويصحن ويندبن فكل هذا حينذاك مما يجعل الزيارة محرمة، الزيارة المشروعة هي لقصدين اثنين ، أولاً: تذكر الآخرة، وثانياً: السلام على الميت.
السائلة : شيخ ؟
الشيخ : نعم .
السائلة : في بعض الروايات تقول ...
الشيخ : في عدة روايات.
السائلة : ...
الشيخ : نحن قلنا بدنا نعلق بإيجاز ما بدنا نفتح باب أسئلة هلأ من آداب زيارة القبور أن لا يدوس في المقابر بالنعال، يعني الذي يريد أن يمر بين القبور لازم يمشي حافي هذا من الآداب التي أهملها المسلمون كافة إلا قليلاً منهم فبنت أختي هذه تسألني عن هذا السؤال، وما أستطيع الآن أن أذكر لكم الجواب إلا أن أذكر لكم الدليل ويطول الحديث ويطول، ولذلك بعد ما ننتهي من الإجابة عن هذه الأسئلة والأسئلة التي قد تكون أسئلة أخرى هناك ممكن أن توجهوا أسئلة قبل أن ينتهي الوقت.
فأقول : من زار القبور فهو على الخيرة إما أن يزور من بعيد لا يمر بين القبور فيقول السلام عليكم إلى آخره، وإذا أراد أن يصل إلى قبر الحبيب الصديق الأم الأب إلى آخره فيجب أن يخلع نعليه، ذلك لأن النبي صلى الله عليه وسلم رأى رجلاً يمشي بين القبور في نعليه فقال: ( يا صاحب السبتيتين اخلع نعليك ) السبتيتين السبتية هي النعل التي لا شعر فيها.
كانوا قديماً الآن ترقينا كثير وما عاد نلبس مثل هذه النعال كانوا يلبسوا النعال من جلد طبعاً أصلها جلد لكن الشعر لا يزال في الجلد فبتشوف الرجل يمشي في نعل والنعل فيه هذا شعر كما خلقه الله في الأصل دبغ هذا الجلد ولم يستأصل الشعر ثم نعل فاتخذ منه نعل فهذا النعل نعل فإذا استؤصل الشعر من هذا النعل قبل أو بعد اسمه سبتية، فذاك الرجل الذي كان يمشي ين القبور كان متنعلاً مثل نعالنا اليوم التي لا شعر فيها فهي النعال السبتية فناده الرسول عليه الصلاة والسلام فقال: ( يا صحاب السبتيتين اخلع نعليك ) أي: إذا كنت مضطراً تمشي بين القبور فمن احترامك للقبور أن لا تطأها بنعالك فلو كان بضرورة أو بحاجة إلى أن يمر بين القبور حتى يصل إلى القبر المقصود بعينه فلا بد أن ينزع نعليه وإلا فنقتصر بالسلام من بعيد.