تتمة شرح حديث بريدة رضي الله عنه : ( ونهيتكم عن لحوم الأضاحي فوق ثلاثة فأمسكوا ما بدا لكم ... ). حفظ
الشيخ : ثم قال في الحديث : ( ونهيتكم عن لحوم الأضاحي فوق ثلاثة فأمسكوا ما بدا لكم ) فهذا من جملة الأحكام التي كانت في زمن ما من أول الإسلام أنه لا يجوز للمضحي أن يدخر لحم أضحيته إلا ثلاثة أيام فقط فبهذه الثلاثة أيام بياكل بيشرب إلى آخره ينتفع من هذه الأضحية بما شاء، فإذا دخل اليوم الرابع يجب صرف ما بقي عنده من الأضحية وكان هذا الحكم بأمر طرأ، فقد جاء في *صحيح مسلم* من حديث السيدة عائشة قالت : ( دفت دافة من الأعراف في المدينة ) يعني جاء جاء طائفة من الأعراب الفقراء مهاجرين إلى المدينة فهم بحاجة إلى طعام وكان الوقت وقت عيد الأضحى فقال عليه السلام : ( لا تدخروا لحوم الأضاحي فوق ثلاث ) لماذا؟ ليضطر المضحي أن يصرف هذا اللحم إلى هذه الدافة التي دفت، لكن الدافة إما رجعت وهي غنية وإما استقرت في المدينة وقد أغناها الله عز وجل من فضله بواسطة المسلمين فزالت العلة التي من أجلها نهى الرسول عليه السلام عن ادخار لحوم الأضاحي، فأشار إلى هذه الحقيقة فقال عليه الصلاة والسلام: ( ونهيتكم عن ادخار لحوم الأضاحي فوق ثلاث فأمسكوا ما بدا لكم ) يعني: ادخروا ما شئتم بس لا تنسوا على كل حال حق الفقراء في لحوم الأضاحي إذن باختصار كان محرماً إدخار لحوم الأضاحي ثم رفع التحريم وأبيح ذلك، لذلك جاء في الحديث الصحيح أن المضحي أو المضحون إذا ضحوا يوم العيد يؤمرون بثلاث أشياء فقال عليه السلام: ( فكلوا وتصدقوا وادخروا ) فلا مانع للمضحي أن يدخر لكن بشرط أن لا يضن بشيء من أضحيته على عياله في أيام العيد وعلى الفقراء خاصة من كان منهم من الجوار، هذا معنى قوله : ( ونهيتكم عن لحوم الأضاحي فوق ثلاث فأمسكوا ما بدا لكم ) ثلاثة ثلاثين شهرين إلى آخره ما بدا لكم.