هل الأموات يرون الأحياء عند زيارة القبور حتى تقول عائشة رضي الله عنها في الحديث : ( فلما دفن عمر رضي الله عنه فوالله ما دخلته إلا وأنا مشدودة علي ثيابي حياء من عمر ) ؟ حفظ
الشيخ : الحديث الثاني والأخير : عن عائشة قالت : ( كنت أدخل بيتي الذي فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم وإني واضع ثوبي وأقول إنما زوجي وأبي فلما دفن عمر رضي الله عنه معهم فوالله ما دخلته إلا وأنا مشدودة علي ثيابي حياء من عمر ) رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح كما قال الهيثمي.
السؤال هل الأموات يرون الأحياء عند زيارة القبور حتى تقول عائشة رضي الله عنها في الحديث : ( فلما دفن عمر رضي الله عنه فوالله ما دخلته إلا وأنا مشدودة علي ثيابي حياء من عمر ) ؟
الجواب: الأموات لا يرون الأحياء والأموات بينهم وبين الناس في الدنيا برزخ كما هو صريح القرآن إلى يوم يبعثون فلا صلة بين الأموات والأحياء ولا علم من الأموات بما يجري في الأحياء، أما هذه القصة التي تتحدث عنها السيدة عائشة فهي من الأمور التي إما أن يقال : إنه رأي للسيدة عائشة خاص بها وإما أن يكون هذا حكماً خاصاً بعمر بن الخطاب رضي الله عنه نفسه على اعتبار أنه أولاً من الخلفاء الراشدين وثانياً قتل غدراً من ذلك المجوسي اللعين، والقصة ربما من لم يسمعها إلا ي أول مرة لم يستوعبها فيجب أن نعيدها لنفهم الكلام المعلق عليها.
السيدة عائشة رضي الله عنها تقول : أنها كانت تدخل الحجرة التي كانت حجرتها في عهد الرسول عليه السلام وبيتها في هذه الحجرة دفن الرسول عليه السلام ثم دفن فيها بجانب الرسول أبوها أبو بكر الصديق فكانت هي باعتبارها في بيتها رافعة خمارها ما واضعة خمارها مبين شعرها مثلاً كانت تدخل إلى هذه الحجرة المدفون فيها أبوها وزوجها آخذة حريتها، فلما دفن عمر وهو غريب عنها، كانت ما تدخل الحجرة إلا وهي بخمارها ليش عملت هيك؟ قالت هي: " حياءً من عمر " فالسؤال جاء هذا يعني سأل عائشة يدل على أن الأموات بشوفي وإلا ليش احتجبت السيدة عائشة حينما دفن عمر؟ الجواب: هي احتجبت من باب أحد شيئين إما أنها تظن أن عمر بصورة خاصة لأنه شهيد ومن الخلفاء الراشدين بجوز يكون له هذا الانطلاق وهذه الرؤية الخاصة فهي تتغطى وتضع الخمار لكي لا يراها عمر بن الخطاب هذا الاحتمال الأول.
والاحتمال الثاني وهو الأرجح: أن هذا أمر ظني وليس هي تعتقد أن عمر بن الخطاب فعلاً يراها وإنما ما دام الرجل دفن في بيتها فهي ترى من الآداب الشكلية أن تختمر وأن لا ترفع الخمار كما كانت تفعل قبل عمر رضي الله عنها، ومما يؤيد هذا الوجه الثاني أي أن عائشة لم تضع الخمار لأنها تعلم أن عمر بن الخطاب يراها وإنما هذا من باب الأدب مما يؤيد هذا أنها لو كانت تعتقد أن عمر يراها لم تقتصر على وضع الخمار، لأن أمهات المؤمنين بعد أن فرض عليهن الحجاب لم ير الرجل الغريب وجه إحداهن إطلاقاً، لأن نساء الرسول كان من الواجب عليهم أن يسترن أيضاً وجوههن، فلو كانت السيدة عائشة تعني حياءً من عمر أي لأن هو بشوفها فهي لا يجوز لها أن تكشف أيضاً عن وجهها، فإذن هذا مجرد أدب من السيدة عائشة رضي الله عنها في ذلك المكان الذي دفن فيه عمر رضي الله عنه، وإذا عرفنا هذا التفسير فتبقى الأدلة العامة التي تدل على أن الموتى لا يسمعون وبالتالي لا يرون لأنهم بينهم وبين أهل الدنيا برزخ إلى يوم يبعثون.
السائلة : لكن ليش بنزورهم ؟
الشيخ : نعم؟ ما ذكرنا ليش بنزورهم ؟!
السائلة : لنفسنا ؟
الشيخ : لا ، مو بس لنفسنا ، لما بنقول في السلام : ( اللهم اغفر لهم اللهم ارحمهم ) هذا لصالحهم ، لذلك زيارة القبور لمنفعة الزائر والمزور ، زيارة القبور لمنفعة الزائر والمزور، الزائر يتعظ كما سبق في الحديث أذكركم الآخرة والمزور يعدعى له بالرحمة وبالمغفرة.
السائلة : ...
الشيخ : شلون ؟
السائلة : ...
الشيخ : بشوفنا بشوف الي ؟
السائلة : ... بشوف من اتبعه في الجنازة.
الشيخ : لا ما في هيك في الأحاديث إنما في حديث أنه حينما يوضع في القبر يسمع قرع نعليهم وهم مدبرون، هذا في حال وضعه في القبر وإجلاسه ليجيب عن سؤال الملكين، أي حديث فيه أن الميت يرى ويسمع فهو بلا شك حديث باطل لأن الله يقول صراحة في القرآن الكريم: (( وما أنت بمسمع من في القبور )) (( إنك لا تسمع الموتى )) (( ولا تسمع الصم الدعاء )).
السائلة : ...
الشيخ : إي نعم بس السائد في البلد بدو تصويب السائد في البلد بدو تصويب وبدو تغيير والتغير يجب أن يكون على أساس الكتاب والسنة فالرسول عليه السلام وأصحابه الكرام كانوا إذا زاروا القبور ما بيقرؤوا الفاتحة ولا بيقرؤوا (( قل هوالله أحد )) ولا بيقرؤوا سورة يس ، إلا السلام الي سمعتموه آنفاً ، وإذا مات الميت لا بيجتمعوا لا في المسجد ولا في البيت مشان يقرؤوا ختمة أو يقرؤوا أي شيء هذا كله مما جد وحدث بعد الرسول عليه السلام بسنين طويلة ونحن دائماً نقول في مطلع دروسنا ومحاضراتنا : وخير الهدى هدى محمد، هذه الجملة يجب أن تنطبع بطابع من نور في قلوبنا وفي عقولنا حتى نهتدي بهادها ونتذكر دائماً وأدباً أن خير الهدى هدى محمد.