تتمة شرح حديث : ( ... قال: نعم يا عباد الله تداووا، فإن الله عز وجل لم يضع داء إلا وضع له شفاء ... ) حفظ
الشيخ : قال عليه السلام : ( نعم يا عباد الله تداووا، فإن الله عز وجل لم يضع داء إلا وضع له شفاء ) .
هل هذا الخبر من الرسول عليه الصلاة والسلام لأن الله ما أنزل داءً إلا وأنزل له شفاءً يشمل كل الأدواء فلا يبق هناك داء إلا يمكن شفاؤه ؟ يقول الرسول عليه السلام: إلا شيء واحد وهو الهرم الذي يقترن معه عادةً الموت، فهذا لا دواء له، أي إن الله عز وجل كما قال ابن الوردي أو غيره :
" كتب الموت على الخلق فكم *** فلّ من جمع وأفنى من دول "
فالموت مكتوب على كل حي، فلا يبقى على هذا الكون حي إلا الحي القيوم سبحانه وتعالى، ولذلك فقوله: ( إلا جعل له شفاء ) استثنى منه عليه الصلاة والسلام الهرم لأنه نذير وقرين الموت، فما من إنسان يهرم إلا ويعقبه الموت لا مناص من ذلك ، فقال عليه الصلاة والسلام : ( فإن الله عز وجل لم يضع داءًا إلا وضع له شفاءً غير داء واحد، فقالوا: ما هو يا رسول الله ؟ قال: الهرم ) فذكر الهرم ، وهو يعني عليه اللام : الموت لأن الموت كما قلنا يأتي بعد الهرم ولا بدّ لكن قد يأتي الموت على الشاب، قد يأتي الموت على الطفل الصغير لكن إذا هرم الإنسان فلا مناص لأن يتهيّأ إلى الموت القريب .
لذلك جاء التصريح بالموت في بعض الأحاديث الصحيحة كقوله عليه الصلاة والسلام: ( الحبة السوداء شفاء من كل داء إلا الموت ) فهاهنا صّرح ما قال الهرم قال: ( الموت ) لأن الهرم المقصود به هنا الواقع الهرم الذي هو نذير الموت .