فائدة : هل الإيمان مجرّد معرفة فقط أم يستلزم التصديق ؟ حفظ
الشيخ : ولكن هنا نكتة ، قل من ينبّه عليها من شّراح الحديث فضلا عن غيرهم ، فيجب أن نتنبه له لأن له صلة ببحث هام له علاقة بالتوحيد في الإسلام، ذلك هو ما يشير إليه قوله عليه السلام في الجواب عن السؤال أول ما قال : ( إيمان بالله ) أي أن الإيمان بالله هو أفضل الأعمال فهل الإيمان بالله عمل ؟ هنا النكتة، من المعلوم أن الإيمان هو عبارة عن تصديق بالجنان ثم بعد هذا التصديق يأتي العمل بالأركان ، والعمل بالأركان عمل بالجوارح لكن هل الإيمان الذي هو مقرّه القلب والجنان هو نفسه عمل أم لا ؟ هذا الذي أريد أن ألفت النظر إليه بناءً على ما استفدناه من بحوث شيخ الإسلام ابن تيميّة رحمه الله الذي يستقر في القلب : هو عمل لأن الإيمان ليس مجرّد معرفة فقط ، كما يتوهّم ذلك بعض الكتاب بل ويعبّرون عن الإيمان بالمعرفة وهذا تعبير ناقص خاطئ ، لأن الإيمان فيه معرفة أو لا بد أن يكون مع المعرفة ، ولكن المعرفة ليست هي الإيمان ، الإيمان معرفة وزائد تصديق جازم في القلب ، هذا التصديق الذي هو زائد عن المعرفة هو الإيمان المنجي عند الله تبارك وتعالى يوم القيامة .
أما مجرّد المعرفة فهي ليس فيها عمل القلب إطلاقاً والمعرفة بالحق يستوي فيه المؤمنون والكافرون -خلوا أسئلتكم فيما بعد ، لأنه صار عندنا ثلاث أسئلة سنجيب عنها-
المعرفة يشترك فيها المسلمون المؤمنون والكافرون، وإنما يتميّز المؤمن على الكافر بالإيمان بهذا الذي عرفه ، ويجب أن تذكرن جيّداً هذا المعنى الدقيق الإيمان هو شيء أكبر من المعرفة ، المعرفة قد حكاها الله عز وجل في القرآن الكريم في أكثر من موطن واحد تارة بلفظها وتعارة بمعناها فهو مثلا يصف أهل الكتاب وبخاصة اليهود منهم بقوله تعالى : (( يعرفونه كما يعرفون أبناءهم )) يعرفون محمدًا صلى الله عليه وآله وسلم أنه صادق في دعواه أنه هو المبعوث من الله تبارك وتعالى إلى جميع الخلق الإنس والجن ولكن ينكرون ذلك، اليهود يعرفون هذه الحقيقة ولكنهم يُنكرونها ، وأشار إلى مثل هذا الإنكار ربنا عز وجل بالنسبة لأقوام آخرين من المشركين الكافرين فقال عز وجل : (( وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم )) فهذا الاستيقان هو المعرفة هل تفيد صاحبها شيئاً ؟ الجواب: لا إلا أن يقترن مع المعرفة الإيمان الذي هو التصديق الجازم مع الخضوع والاستسلام لله عز وجل، هذا الإيمان إذن عمل قلبي ليس مجرّد معرفة ليس مجرّد خبر وصله الإنسان فوجد نفسه مضطراً لتصديقه ثم لم يتفاعل ولم يتذوق في قلبه وبالتالي في جوارحه مع هذا الخبر الذي صدّق به وآمن به ، وهنا النكتة حينما يجعل الرسول صلوات الله وسلامه عليه الإيمان أفضل الأعمال ، الإيمان بصريح هذا الحديث وأحاديث كثيرة جدّا في الصحيحين وغيرهما ( أفضل الأعمال : الإيمان ) فكيف والإيمان أمر قلبي ؟ إذن يجب أن نعرف أن هذا الإيمان الذي مقرّه القلب هو فعل قلبي حركة القلب يشعر بها المؤمن، ولذلك فكما تزداد أعمال الإنسان أعمال الجوارح وتنقص كذلك تماماً يزداد هذا الإيمان في القلب وينقص لأنه ليس مجرّد معرفة لا تقبل الزيادة ، وإنما هي معرفة مع الخضوع والإيمان الجازم ، هذا الإيمان المقرون مع الخضوع والخشوع هو الذي جعل الاختلاف قديما مع الأسف الشديد بين المسلمين هل يزيد وينقص أم لا ؟ ولكن لا جرَم أن جماهير علماء المسلمين صرّحوا بما تدل عليه الآيات الكثيرة من الكتاب والأحاديث النبوية ومنها هذا الحديث الذي نحن في صدد التعريج عليه الآن أن الإيمان يزيد وينقص، لأن الإيمان في القلب هو عمل القلب هذا العمل يزيد وينقص تماما كما هو الشأن في عمل القلب من الناحية المادية ، فكما أن هذا القلب يقوى ويضعف من الناحية المادية وهذا أمر مشهود عند الناس جميعا أصحاؤهم ومرضاهم ، كذلك الإيمان المستقر في هذا القلب هو أيضٌا يقبل الزيادة ويقبل النقص، فكان حرياً جداً أن يشير النبي صلى الله عليه وآله وسلم إلى هذه الحقيقة وهي أن هذا الإيمان الذي مقرّه القلب هو كالقلب نفسه من حيث هو مضغة يزيد وينقص، أشار إلى ذلك في الحديث الصحيح الذي هو قوله عليه الصلاة والسلام : ( إن الحلال بيّن وإن الحرام بيّن وبينهما أمور مشتبهات لا يعملوهن كثير من الناس ، فمن اتقى الشبهات فقد استبرء لدينه وعرضه، ألا وإن لكل ملك حمى ألا وإن حمى الله محارمه، ألا ومن حام حول الحمى يوشك أن يقع فيه، ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب )
حينها يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث الصحيح: ( في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله ) لا يعني الصلاح المادي فقط بل هو قد فاقه مباشرة لبيان الصلاح المعنوي الصلاح الروحي كما يعبرون اليوم فقال: ( إن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب ) فهذا القلب كما قلنا آنفاً كما نه ينضح تارة بقوة ، وتارة بضعف وتارة ما بين ذلك كذلك الإيمان الذي مستقره في هذه المضغة أيضًا يزيد وينقص فلا يذهبن أحد من المسلمين إلى أن يقول إلى أن الإيمان لا يزيد وينقص فإن هذا من القول في الوقت الذي يعالج ويخالف مخالفةً صريحة عشرات النصوص من الكتاب والسنّة التي تصرّح بزيادة الإيمان، مع ذلك القول أيضًا تخالف هذه النكتة التي نحن بصدد شرحها وهي أن الإيمان عمل ومعلوم أن العمل يقبل الزيادة ويقبل النقص ، يقبل القوة ويقبل الضعف، والنكتة أو والثمرة التي ينبغي أن نجنيها من هذه المعرفة هذه النكتة من جعل الرسول صلوات الله وسلامه عليه الإيمان عملا الفائدة والثمرة من هذه المعرفة هي أن نزداد إيماناً على إيماننا، وذلك بأن نستكثر من الأعمال الصالحة التي هي السبب في تقوية الإيمان والعكس بالعكس، فالأعمال الطالحة والذنوب والمعاصي هي سبب لضعف هذا الإيمان وقد يزداد ضعفا على ضعف لينتهي الأمر لأن يموت هذا الإيمان وأن يفقده صاحبه، نسأل الله عز وجل أن يلهمنا رشدنا وأن يقوي إيماننا.
أما مجرّد المعرفة فهي ليس فيها عمل القلب إطلاقاً والمعرفة بالحق يستوي فيه المؤمنون والكافرون -خلوا أسئلتكم فيما بعد ، لأنه صار عندنا ثلاث أسئلة سنجيب عنها-
المعرفة يشترك فيها المسلمون المؤمنون والكافرون، وإنما يتميّز المؤمن على الكافر بالإيمان بهذا الذي عرفه ، ويجب أن تذكرن جيّداً هذا المعنى الدقيق الإيمان هو شيء أكبر من المعرفة ، المعرفة قد حكاها الله عز وجل في القرآن الكريم في أكثر من موطن واحد تارة بلفظها وتعارة بمعناها فهو مثلا يصف أهل الكتاب وبخاصة اليهود منهم بقوله تعالى : (( يعرفونه كما يعرفون أبناءهم )) يعرفون محمدًا صلى الله عليه وآله وسلم أنه صادق في دعواه أنه هو المبعوث من الله تبارك وتعالى إلى جميع الخلق الإنس والجن ولكن ينكرون ذلك، اليهود يعرفون هذه الحقيقة ولكنهم يُنكرونها ، وأشار إلى مثل هذا الإنكار ربنا عز وجل بالنسبة لأقوام آخرين من المشركين الكافرين فقال عز وجل : (( وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم )) فهذا الاستيقان هو المعرفة هل تفيد صاحبها شيئاً ؟ الجواب: لا إلا أن يقترن مع المعرفة الإيمان الذي هو التصديق الجازم مع الخضوع والاستسلام لله عز وجل، هذا الإيمان إذن عمل قلبي ليس مجرّد معرفة ليس مجرّد خبر وصله الإنسان فوجد نفسه مضطراً لتصديقه ثم لم يتفاعل ولم يتذوق في قلبه وبالتالي في جوارحه مع هذا الخبر الذي صدّق به وآمن به ، وهنا النكتة حينما يجعل الرسول صلوات الله وسلامه عليه الإيمان أفضل الأعمال ، الإيمان بصريح هذا الحديث وأحاديث كثيرة جدّا في الصحيحين وغيرهما ( أفضل الأعمال : الإيمان ) فكيف والإيمان أمر قلبي ؟ إذن يجب أن نعرف أن هذا الإيمان الذي مقرّه القلب هو فعل قلبي حركة القلب يشعر بها المؤمن، ولذلك فكما تزداد أعمال الإنسان أعمال الجوارح وتنقص كذلك تماماً يزداد هذا الإيمان في القلب وينقص لأنه ليس مجرّد معرفة لا تقبل الزيادة ، وإنما هي معرفة مع الخضوع والإيمان الجازم ، هذا الإيمان المقرون مع الخضوع والخشوع هو الذي جعل الاختلاف قديما مع الأسف الشديد بين المسلمين هل يزيد وينقص أم لا ؟ ولكن لا جرَم أن جماهير علماء المسلمين صرّحوا بما تدل عليه الآيات الكثيرة من الكتاب والأحاديث النبوية ومنها هذا الحديث الذي نحن في صدد التعريج عليه الآن أن الإيمان يزيد وينقص، لأن الإيمان في القلب هو عمل القلب هذا العمل يزيد وينقص تماما كما هو الشأن في عمل القلب من الناحية المادية ، فكما أن هذا القلب يقوى ويضعف من الناحية المادية وهذا أمر مشهود عند الناس جميعا أصحاؤهم ومرضاهم ، كذلك الإيمان المستقر في هذا القلب هو أيضٌا يقبل الزيادة ويقبل النقص، فكان حرياً جداً أن يشير النبي صلى الله عليه وآله وسلم إلى هذه الحقيقة وهي أن هذا الإيمان الذي مقرّه القلب هو كالقلب نفسه من حيث هو مضغة يزيد وينقص، أشار إلى ذلك في الحديث الصحيح الذي هو قوله عليه الصلاة والسلام : ( إن الحلال بيّن وإن الحرام بيّن وبينهما أمور مشتبهات لا يعملوهن كثير من الناس ، فمن اتقى الشبهات فقد استبرء لدينه وعرضه، ألا وإن لكل ملك حمى ألا وإن حمى الله محارمه، ألا ومن حام حول الحمى يوشك أن يقع فيه، ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب )
حينها يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث الصحيح: ( في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله ) لا يعني الصلاح المادي فقط بل هو قد فاقه مباشرة لبيان الصلاح المعنوي الصلاح الروحي كما يعبرون اليوم فقال: ( إن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب ) فهذا القلب كما قلنا آنفاً كما نه ينضح تارة بقوة ، وتارة بضعف وتارة ما بين ذلك كذلك الإيمان الذي مستقره في هذه المضغة أيضًا يزيد وينقص فلا يذهبن أحد من المسلمين إلى أن يقول إلى أن الإيمان لا يزيد وينقص فإن هذا من القول في الوقت الذي يعالج ويخالف مخالفةً صريحة عشرات النصوص من الكتاب والسنّة التي تصرّح بزيادة الإيمان، مع ذلك القول أيضًا تخالف هذه النكتة التي نحن بصدد شرحها وهي أن الإيمان عمل ومعلوم أن العمل يقبل الزيادة ويقبل النقص ، يقبل القوة ويقبل الضعف، والنكتة أو والثمرة التي ينبغي أن نجنيها من هذه المعرفة هذه النكتة من جعل الرسول صلوات الله وسلامه عليه الإيمان عملا الفائدة والثمرة من هذه المعرفة هي أن نزداد إيماناً على إيماننا، وذلك بأن نستكثر من الأعمال الصالحة التي هي السبب في تقوية الإيمان والعكس بالعكس، فالأعمال الطالحة والذنوب والمعاصي هي سبب لضعف هذا الإيمان وقد يزداد ضعفا على ضعف لينتهي الأمر لأن يموت هذا الإيمان وأن يفقده صاحبه، نسأل الله عز وجل أن يلهمنا رشدنا وأن يقوي إيماننا.