كتاب الأطعمة. حفظ
الشيخ : ومن فوائد هذا الحديث أنه يجوز الحصر الإضافي بمعنى أن يذكر الكلام محصورًا بالنسبة لشيء معيّن كقوله: ( ألا إن القوّة الرّمي ) فالرسول عليه الصّلاة والسّلام حصرها في ذلك لكن هذا حصر إضافي، بمعنى أنّ هناك قوّة سوى الرّمي، لكن باعتبار الغاية المثلى إنما يكون بالرمي، هل يستفاد من هذا الحديث طلب تعلّم الرّمي؟ نعم، لأنه إذا كان الله أمر بذلك وفسّر النبي صلى الله عليه وسلم القوّة بالرّمي فهذا يكون داخلًا في أمر الله حيث قال: (( وأعدّوا لهم ما استطعتم من قوّة )).
في الحديث الذي قبله بل الذي قبل الذي قبله، هل يمكن أن نقيس على الخُفّ الذي هو الإبل ما يشبهها من معدات الحرب اليوم؟
الطالب : نعم.
الشيخ : نعم يجوز، مثل الدّبابات وشبهها، وهل نقيس على النّصل ما يشبهه اليوم؟ نعم، وكذلك يقاس الحافر، فما الذي يشبه الحافر؟ أشبه به على ما أظنّ الطائرات، لأنها هي أسبق ما يعدى به في الوقت الحاضر.
فيه أشياء ما ذكرها المؤلف رحمه الله مثل السّباحة فهي من أي الأقسام التي تكلّمنا عليها؟ ...
الطالب : ...
الشيخ : ... لأنها من الأعمال المباحة لكنها لا تدخل في قوله صلى الله عليه وسلم: ( لا سبق إلاّ في نصل أو خفّ أو حافر ).
ثم قال المؤلف: " كتاب الأطعمة " الأطعمة جمع طعام وهي ما يؤكل ويشرب، كل ما يؤكل أو يشرب فهو طعام، فإن قال قائل: ما يؤكل واضح أنه طعام، ولكن ما يشرب هل يسمّى طعامًا؟ الجواب، يُطعم، الذي يشرب يُطعم فيكون طعامًا من هذه النّاحية لقول الله تبارك وتعالى: (( ومن شرب منه فليس منّي ومن لم يطعمه فإنه منّي )) إذن الأطعمة هنا تشمل إيش؟ الأكل والشّرب، واعلم أن الأصل في الأطعمة أكلًا أو شربًا هو الحلّ لقول الله تعالى: (( هو الذي خلق لكم ما في الأرض جميعًا )) ولقوله تبارك وتعالى: (( وأنزلنا من السّماء ماء طهورًا * لنحيي به بلدة ميتة ونسقيه مما خلقنا أنعامًا وأناسيّ كثيرًا )) وهذا الماء النازل من السّماء، ولقول النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلّم في البحر: ( هو الطّهور ماؤه الحلّ ميتته ) فالأصل هو إيش؟ الحلّ، وقد أنكر الله عزّ وجلّ على من حرّم ذلك بغير دليل فقال: (( قل من حرّم زينة الله التي أخرج لعباده والطّيّبات من الرّزق )) وعليه فإذا اختلف اثنان في حلّ شيء مأكول فمن الذي يطالب بالدّليل؟
الطالب : الذي يمنع.
الشيخ : الذي يمنع ويحرّم هو الذي يطالب بالدّليل، وكذلك يقال في المشروبات، إذا تنازع اثنان في شراب فقال أحدهما حلال وقال الثاني حرام فالذي يطالب بالدّليل هو القائل بأنه حرام، إذن فالأصل الحلّ، وهل الأصل الطهارة؟ نعم ما دمنا نقول الأصل الحلّ فالأصل الطهارة في كلّ شيء، وسنبيّن إن شاء الله مستقبلًا الأصول التي يدور عليها التّحريم، فمنها ما كان ضارًّا، ما كان ضارًّا فهو حرام لكنّ الضّارّ ينقسم إلى قسمين: ضارّ لذاته وضارّ لعارض.
الضّارّ لذاته مثل السّمّ، هذا حرام لأنه ضارّ، قاتل وقد قال الله تعالى: (( ولا تقتلوا أنفسكم )).
والضارّ لعارض مثل الحَلى لمن أصيب بالسّكّر وكان يضرّه فإنه يحرم عليه أن يأكله، وإن كان في الأصل حلالًا بل قال شيخ الإسلام رحمه الله: " إنه يحرم أن يأكل الإنسان شيئًا يتأذّى به وإن لم يضرّ " كيف يتأذّى به؟ يعني يملأ بطنه من الطّعام ولا سيما إن كان مالحًا حينئذ يحتاج إلى إيش؟ إلى ماء وإذا شرب ماء وقد ملأ بطنه من الطّعام فإنه على خطر أن ينفجر أو على الأقلّ يتأذّى، يتأذّى والعجيب أنّنا نأكل كثيرًا ثمّ نطلب مهضّمات، طيب وليش تأكل كثيرًا؟! كل قليلًا واسلم من أن تبذل دراهمك في المهضّمات لكن طبيعة الإنسان هكذا، ولهذا كان دعاء النّبيّ صلى الله عليه وسلم لمعاوية رضي الله عنه أن يأكل في سبعة أمعاء ليس هذا للقدح فيه بل هذا لأجل أن تطيب له الحياة، لأنّ معاوية صار ملكًا أو خليفة يؤتى إليه بكلّ شيء، فإذا وسّع الله بطنه وأكثر أكله صار هذا من جملة التنعم في الدّنيا.
طيب إذن الضّارّ سواء كان ضارًّا بنفسه أو لعارض فإنه يكون حرامًا.
النجس كل نجس حرام، حتى لو قيل أو تصوّر أحد أنه ليس بضارّ فإنه حرام، لأنه إذا كان يجب التخلي عن النجس ظاهرًا فالتخلي عنه باطنًا من باب أولى.
فإن قال قائل: ألا نقول له كل هذا النجس واغسل فمك ويديك إن تلوثت به؟ نقول له: لا، لأن الله تعالى لم يجعله نجسًا يجب التحرّز منه إلاّ لضرر فيه، لكن الضّرر قد يحصل وقد يكون الضرر بطيئًا لا تظهر أعراضه إلاّ بعد حين.
الحيوان الأصل فيه الحلّ أو التحريم؟
الطالب : الحل.
الشيخ : الأصل فيه الحلّ لأنه مما خلق الله لنا في الأرض لكن قد يحرم لسبب.
في الحديث الذي قبله بل الذي قبل الذي قبله، هل يمكن أن نقيس على الخُفّ الذي هو الإبل ما يشبهها من معدات الحرب اليوم؟
الطالب : نعم.
الشيخ : نعم يجوز، مثل الدّبابات وشبهها، وهل نقيس على النّصل ما يشبهه اليوم؟ نعم، وكذلك يقاس الحافر، فما الذي يشبه الحافر؟ أشبه به على ما أظنّ الطائرات، لأنها هي أسبق ما يعدى به في الوقت الحاضر.
فيه أشياء ما ذكرها المؤلف رحمه الله مثل السّباحة فهي من أي الأقسام التي تكلّمنا عليها؟ ...
الطالب : ...
الشيخ : ... لأنها من الأعمال المباحة لكنها لا تدخل في قوله صلى الله عليه وسلم: ( لا سبق إلاّ في نصل أو خفّ أو حافر ).
ثم قال المؤلف: " كتاب الأطعمة " الأطعمة جمع طعام وهي ما يؤكل ويشرب، كل ما يؤكل أو يشرب فهو طعام، فإن قال قائل: ما يؤكل واضح أنه طعام، ولكن ما يشرب هل يسمّى طعامًا؟ الجواب، يُطعم، الذي يشرب يُطعم فيكون طعامًا من هذه النّاحية لقول الله تبارك وتعالى: (( ومن شرب منه فليس منّي ومن لم يطعمه فإنه منّي )) إذن الأطعمة هنا تشمل إيش؟ الأكل والشّرب، واعلم أن الأصل في الأطعمة أكلًا أو شربًا هو الحلّ لقول الله تعالى: (( هو الذي خلق لكم ما في الأرض جميعًا )) ولقوله تبارك وتعالى: (( وأنزلنا من السّماء ماء طهورًا * لنحيي به بلدة ميتة ونسقيه مما خلقنا أنعامًا وأناسيّ كثيرًا )) وهذا الماء النازل من السّماء، ولقول النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلّم في البحر: ( هو الطّهور ماؤه الحلّ ميتته ) فالأصل هو إيش؟ الحلّ، وقد أنكر الله عزّ وجلّ على من حرّم ذلك بغير دليل فقال: (( قل من حرّم زينة الله التي أخرج لعباده والطّيّبات من الرّزق )) وعليه فإذا اختلف اثنان في حلّ شيء مأكول فمن الذي يطالب بالدّليل؟
الطالب : الذي يمنع.
الشيخ : الذي يمنع ويحرّم هو الذي يطالب بالدّليل، وكذلك يقال في المشروبات، إذا تنازع اثنان في شراب فقال أحدهما حلال وقال الثاني حرام فالذي يطالب بالدّليل هو القائل بأنه حرام، إذن فالأصل الحلّ، وهل الأصل الطهارة؟ نعم ما دمنا نقول الأصل الحلّ فالأصل الطهارة في كلّ شيء، وسنبيّن إن شاء الله مستقبلًا الأصول التي يدور عليها التّحريم، فمنها ما كان ضارًّا، ما كان ضارًّا فهو حرام لكنّ الضّارّ ينقسم إلى قسمين: ضارّ لذاته وضارّ لعارض.
الضّارّ لذاته مثل السّمّ، هذا حرام لأنه ضارّ، قاتل وقد قال الله تعالى: (( ولا تقتلوا أنفسكم )).
والضارّ لعارض مثل الحَلى لمن أصيب بالسّكّر وكان يضرّه فإنه يحرم عليه أن يأكله، وإن كان في الأصل حلالًا بل قال شيخ الإسلام رحمه الله: " إنه يحرم أن يأكل الإنسان شيئًا يتأذّى به وإن لم يضرّ " كيف يتأذّى به؟ يعني يملأ بطنه من الطّعام ولا سيما إن كان مالحًا حينئذ يحتاج إلى إيش؟ إلى ماء وإذا شرب ماء وقد ملأ بطنه من الطّعام فإنه على خطر أن ينفجر أو على الأقلّ يتأذّى، يتأذّى والعجيب أنّنا نأكل كثيرًا ثمّ نطلب مهضّمات، طيب وليش تأكل كثيرًا؟! كل قليلًا واسلم من أن تبذل دراهمك في المهضّمات لكن طبيعة الإنسان هكذا، ولهذا كان دعاء النّبيّ صلى الله عليه وسلم لمعاوية رضي الله عنه أن يأكل في سبعة أمعاء ليس هذا للقدح فيه بل هذا لأجل أن تطيب له الحياة، لأنّ معاوية صار ملكًا أو خليفة يؤتى إليه بكلّ شيء، فإذا وسّع الله بطنه وأكثر أكله صار هذا من جملة التنعم في الدّنيا.
طيب إذن الضّارّ سواء كان ضارًّا بنفسه أو لعارض فإنه يكون حرامًا.
النجس كل نجس حرام، حتى لو قيل أو تصوّر أحد أنه ليس بضارّ فإنه حرام، لأنه إذا كان يجب التخلي عن النجس ظاهرًا فالتخلي عنه باطنًا من باب أولى.
فإن قال قائل: ألا نقول له كل هذا النجس واغسل فمك ويديك إن تلوثت به؟ نقول له: لا، لأن الله تعالى لم يجعله نجسًا يجب التحرّز منه إلاّ لضرر فيه، لكن الضّرر قد يحصل وقد يكون الضرر بطيئًا لا تظهر أعراضه إلاّ بعد حين.
الحيوان الأصل فيه الحلّ أو التحريم؟
الطالب : الحل.
الشيخ : الأصل فيه الحلّ لأنه مما خلق الله لنا في الأرض لكن قد يحرم لسبب.