وعن ابن أبي عمار رضي الله عنه قال: ( قلت لجابر: الضبع صيدٌ هو؟ قال: نعم، قلت: قاله رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: نعم ) رواه أحمد والأربعة وصححه البخاري وابن حبان. حفظ
الشيخ : قال المؤلفّ: " وعن ابن أبي عمّار قال: ( قلت لجابر: الضبع صيدٌ هي؟ قال: نعم، قلت: قاله رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: نعم ) رواه أحمد والأربعة وصححه البخاري وابن حبان " قال: " قلت لجابر " ابن أبي عمّار من التابعين لأنه أدرك الصّحابة، " الضّبع صيد هي؟ " هل هذه الجملة استفهاميّة أم خبريّة؟
الطالب : استفهاميّة.
الشيخ : استفهاميّة، الأول يعني: الضبع صيد هي أو لا؟ وإنما قال أصيد هي؟ لأن الضّبع معروفة أنها ليست من الحيوان الإنسي بل من الحيوان الوحشي، وكلّ حيوان وحشي صيد إذا كان حلالًا، قال: " نعم " أي: هي صيد، قلت: " قاله رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: نعم " قاله أي قال إنّها صيد، ولهذا وجب في صيدها على المحرم شاة ولو كانت غير حلال لم يجب فيها شيء لأنّ غير الحلال لا قيمة له.
فيستفاد من هذا الحديث أنّ عمل السّلف رحمهم الله هو التّساؤل عن الأحكام الشّرعية الأفعال والأعيان، وهذا أمر لا تكاد أدلّته تحصر قال ابن مسعود: ( سألت النّبيّ صلى الله عليه وسلم أي الأعمال أحبّ إلى الله؟ قال: الصّلاة على وقتها ) والأمثلة على هذا كثيرة هذا سؤال عن الأعمال، وهنا سؤال ابن أبي عمّار عن الأعيان سأل جابرًا الضّبع صيد أم لا؟ وهكذا ينبغي الناس أن يكون همّهم البحث في معرفة حدود الله تعالى وأحكامه حتى يحصل العلم ...