وعنه رضي الله عنه قال : أصابنا ونحن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم مطر قال : فحسر ثوبه ، حتى أصابه من المطر ، وقال : ( إنه حديث عهد بربه ) . رواه مسلم . حفظ
الشيخ : يقول : " وعنه رضي الله عنه قال : ( أصابنا ونحن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم مطر قال : فحسر ثوبه ، حتى أصابه من المطر ، وقال : إنه حديث عهد بربه ) . رواه مسلم " . قوله : ( أصابنا ونحن مع رسول الله ) الجملة هذه حالية يعني والحال أننا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم محلها النصب النصب على الحال أين صاحبها ؟ نا الفاعل .
وقوله : ( أصابنا مطر ) يعني نزل علينا فإما أن يكون من الإصابة وإما أن يكون من الصوب أي : النزول وكلاهما صحيح بالنسبة للمطر .
وقال : ( فحسر ثوبه ) ، حسر يعني رفعه حتى أصابه من المطر ثم علل عليه الصلاة والسلام وقال : ( إنه حديث عهد بربه ) يعني قريب عهد بالله عز وجل لماذا ؟ لأنه خلق الآن ، لأن الله خلقه الآن فهو حديث عهد بربه .
ولاحظ أن الرسول عليه الصلاة والسلام فعل ولم يأمر فيكون هذا الفعل دالًا على الاستحباب نعم ، وليس بواجب لأنه سبق لنا قاعدة أن الفعل المجرد من الرسول عليه الصلاة والسلام لا يدل على الوجوب ، لكن إن ظهر فيه قصد التعبد كان دالًا على الاستحباب وإن كان على سبيل العادة أو الجبلة فإنه لا يدل على الاستحباب .
وقوله : ( إنه حديث عهد بربه ) هل هذه العلة متعدية أو إنها لازمة لأن بعض العلل تكون لازمة ؟ الظاهر أنها لازمة لا متعدية بمعنى أنه لا يشرع أن كل شيء يخلقه الله من جديد نمسه بأبشارنا نعم يعني لو أن الإنسان يقول : إذا نبت الزرع أول ما ينبت هل يسن لي أحسر عن ثوبي وأمس هذا الزرع الأخضر مثلًا ؟ لا لأن هذا ما كان الرسول يفعله فتكون هذه العلة قاصرة على معلولها لا تتعدى لغيره ، ودليل ذلك التتبع بأن الرسول صلى الله عليه وسلم ما كان يفعل هذا .
وقوله : ( حديث عهد بربه ) يستفاد منه فائدة في أصول الدين وهو تجدد فعل الله عز وجل تجدد فعل الله ، وأن الله عز وجل يفعل ما يشاء والفعل هنا المتجدد بالنسبة إلى المفعول ، بالنسبة إلى المفعول يعني خلقه لهذا الشيء الجديد غير خلقه للشيء القديم أما أصل الصفة وهي الخلق فهي قديمة لازمة لله عز وجل لم يزل ولا يزال خلاقًا ، لكن لا شك أنه يخلق الولد بعد خلق أبيه أليس كذلك ويأتي الليل بعد النهار والنهار بعد الليلة السابقة ، وكل ذلك مخلوق يتجدد ، فيستفاد منه : قيام الأفعال الاختيارية بالله عز وجل ، قيام الأفعال الاختيارية بالله .
وهذا هو الذي عليه أهل السنة والجماعة وإن كان الأشاعرة وكثير من المتكلمين ينكرون هذا ويقولون : إنه لا يمكن أن تقوم لله أفعال اختيارية لماذا ؟ قالوا : لأن الفعل الحادث لا يكون إلا بحادث والله عز وجل ليس بحادث ، فهو الأول الذي ليس قبله شيء .
ولا ريب أن هذا التعليل لا أقول : إنه عليل لكني أقول : إنه ميت ، كيف ننكر ما جاء في الكتاب والسنة من ثبوت الأفعال الاختيارية الكثيرة التي أثبتها الله لنفسه والتي عبَّر عنها بقوله : (( إن ربك فعال لما يريد )) (( فعال )) صيغة مبالغة نعم ، أو فعال لما يريد من أجل حجة ضعيفة من يقول : إن الفعل الحادث لا يكون إلا بمحدث أو إلا بحادث ؟ هذه القاعدة يبطلها العقل والشرع .
بل إن القديم المتصف بالصفات الكاملة أولى أن يكون قادرًا على الفعل متى شاء هم عندهم أن الله لا يفعل فعلا اختياريًا أبدًا ولهذا يقولون : إن الله ما يتكلم بكلام يسمع وإنما كلامه هو المعنى القائم بالنفس كالعلم والقدرة والكلام المسموع هذا شيء مخلوق خلقه الله وهم مع ذلك يقولون : إنها لا تقوم بها الأفعال الاختيارية نعم ولهذا تجد الأشاعرة لا يثبون لله صفة الخلق وإن كان الماترديدية يثبتونها لكن هم لا يثبتونها يحملون كل ما جاء عنه في صفة الخلق على معنى الإرادة .
وقوله : ( أصابنا مطر ) يعني نزل علينا فإما أن يكون من الإصابة وإما أن يكون من الصوب أي : النزول وكلاهما صحيح بالنسبة للمطر .
وقال : ( فحسر ثوبه ) ، حسر يعني رفعه حتى أصابه من المطر ثم علل عليه الصلاة والسلام وقال : ( إنه حديث عهد بربه ) يعني قريب عهد بالله عز وجل لماذا ؟ لأنه خلق الآن ، لأن الله خلقه الآن فهو حديث عهد بربه .
ولاحظ أن الرسول عليه الصلاة والسلام فعل ولم يأمر فيكون هذا الفعل دالًا على الاستحباب نعم ، وليس بواجب لأنه سبق لنا قاعدة أن الفعل المجرد من الرسول عليه الصلاة والسلام لا يدل على الوجوب ، لكن إن ظهر فيه قصد التعبد كان دالًا على الاستحباب وإن كان على سبيل العادة أو الجبلة فإنه لا يدل على الاستحباب .
وقوله : ( إنه حديث عهد بربه ) هل هذه العلة متعدية أو إنها لازمة لأن بعض العلل تكون لازمة ؟ الظاهر أنها لازمة لا متعدية بمعنى أنه لا يشرع أن كل شيء يخلقه الله من جديد نمسه بأبشارنا نعم يعني لو أن الإنسان يقول : إذا نبت الزرع أول ما ينبت هل يسن لي أحسر عن ثوبي وأمس هذا الزرع الأخضر مثلًا ؟ لا لأن هذا ما كان الرسول يفعله فتكون هذه العلة قاصرة على معلولها لا تتعدى لغيره ، ودليل ذلك التتبع بأن الرسول صلى الله عليه وسلم ما كان يفعل هذا .
وقوله : ( حديث عهد بربه ) يستفاد منه فائدة في أصول الدين وهو تجدد فعل الله عز وجل تجدد فعل الله ، وأن الله عز وجل يفعل ما يشاء والفعل هنا المتجدد بالنسبة إلى المفعول ، بالنسبة إلى المفعول يعني خلقه لهذا الشيء الجديد غير خلقه للشيء القديم أما أصل الصفة وهي الخلق فهي قديمة لازمة لله عز وجل لم يزل ولا يزال خلاقًا ، لكن لا شك أنه يخلق الولد بعد خلق أبيه أليس كذلك ويأتي الليل بعد النهار والنهار بعد الليلة السابقة ، وكل ذلك مخلوق يتجدد ، فيستفاد منه : قيام الأفعال الاختيارية بالله عز وجل ، قيام الأفعال الاختيارية بالله .
وهذا هو الذي عليه أهل السنة والجماعة وإن كان الأشاعرة وكثير من المتكلمين ينكرون هذا ويقولون : إنه لا يمكن أن تقوم لله أفعال اختيارية لماذا ؟ قالوا : لأن الفعل الحادث لا يكون إلا بحادث والله عز وجل ليس بحادث ، فهو الأول الذي ليس قبله شيء .
ولا ريب أن هذا التعليل لا أقول : إنه عليل لكني أقول : إنه ميت ، كيف ننكر ما جاء في الكتاب والسنة من ثبوت الأفعال الاختيارية الكثيرة التي أثبتها الله لنفسه والتي عبَّر عنها بقوله : (( إن ربك فعال لما يريد )) (( فعال )) صيغة مبالغة نعم ، أو فعال لما يريد من أجل حجة ضعيفة من يقول : إن الفعل الحادث لا يكون إلا بمحدث أو إلا بحادث ؟ هذه القاعدة يبطلها العقل والشرع .
بل إن القديم المتصف بالصفات الكاملة أولى أن يكون قادرًا على الفعل متى شاء هم عندهم أن الله لا يفعل فعلا اختياريًا أبدًا ولهذا يقولون : إن الله ما يتكلم بكلام يسمع وإنما كلامه هو المعنى القائم بالنفس كالعلم والقدرة والكلام المسموع هذا شيء مخلوق خلقه الله وهم مع ذلك يقولون : إنها لا تقوم بها الأفعال الاختيارية نعم ولهذا تجد الأشاعرة لا يثبون لله صفة الخلق وإن كان الماترديدية يثبتونها لكن هم لا يثبتونها يحملون كل ما جاء عنه في صفة الخلق على معنى الإرادة .