تحت باب الإستسقاء .
تتمة فوائد حديث : ( أنس رضي الله عنه أن رجلاً دخل المسجد يوم الجمعة ، والنبي صلى الله عليه وسلم قائم يخطب ... ) .
ولهذا إذا وقع شيء لا يعلمه الرسول عليه الصلاة والسلام وهو مما لا يرضاه الله بينه ، بينه الله ولا لا ويش الدليل على ذلك ؟ أي نعم (( يستخفون من الناس ولا يستخفون من الله وهو معهم إذ يبيتون ما لا يرضى من القول وكان الله بما يعملون محيطًا )) .
ويستفاد من الحديث : أن المشروع للخطيب القيام لقوله : (وهو قائم ) .
ويستفاد منه : مشروعية الخطبة للجمعة والصواب أنها واجبة وأن الجمعة لا تصح بدونها لأن الله أوجب السعي إليها وما وجب السعي إليه فهو واجب .
ويستفاد من الحديث : جواز الإخبار عن الحال لا على سبيل الشكاية منين يؤخذ ؟ من قول الأعرابي الرجل هذا الرجل : ( هلكت الأموال وانقطعت السبل ) ، هو ما أراد أن يشكو الأمر إلى الرسول عليه الصلاة والسلام ولكن أراد أن يبين الحال التي تقتضي أن يطلب منه الدعاء ( هلكت الأموال وانقطعت السبل ) .
ومن فوائد الحديث : أن الأشياء إنما تتبين بضدها من أين ؟ هلاك الأموال وانقطاع السبل لفقد المطر فلا يتبين أو فلا تتبين نعمة الله على عباده بالمطر إلا إذا فقدوه وعرفوا ما يترتب على فقده .
ومن فوائد الحديث : إثبات الأسباب إثبات الأسباب كيف ذلك ؟ من قوله : ( هلكت الأموال وانقطعت السبل ) فإن سبب ذلك القحوط : قحوط المطر وإجداب الأرض .
ومن فوائد الحديث : جواز التوسل بدعاء الصالحين الأحياء جواز التوسل بدعاء الصالحين الأحياء من أين يؤخذ ؟ من قول الرجل : ( فادع الله يغيثنا ) فأقره النبي عليه الصلاة والسلام ولم ينكر عليه ولم يقل : ادع أنت لنفسك وما أقره الرسول عليه الصلاة والسلام فإنه جائز وعلى هذا فيجوز أن تطلب من رجل صالح أن يدعو لك .
فإن قال قائل : أليس في هذا تزكية لهذا المطلوب وتغرير به يدعوه إلى الإعجاب بنفسه ؟ فالجواب : أما التزكية علينا فلا حرج أن نزكي غيرنا إذا كان أهلا لذلك وما الجرح والتعديل الذي يتكلم الناس عليه في المصطلح إلا من هذا النوع وما طلب تزكية الشهود في المحاكمة إلا من هذا نعم من هذا النوع ، وما الثناء على الميت الذي وقع بحضرة النبي عليه الصلاة والسلام وأقره إلا من هذا النوع ، والمنهي أن يزكي الإنسان نفسه (( فلا تزكوا أنفسكم هو أعلم بمن اتقى )) وأما الثاني : وهو تغرير هذا الرجل حتى يصل به الأمر إلى الإعجاب بنفسه وأنه أهل لأن يُقصَد ويطلب منه الدعاء فإذا خفنا ذلك فإننا نكف عنه رحمة بهذا الرجل حتى لا يهلك .
لأن رجلا امتدح رجلًا بحضرة النبي عليه الصلاة والسلام فقال له : ( قطعت عنق - أو ظهر - صاحبك ) فإذا خيف من طلب الدعاء من هذا الرجل الصالح أن يغتر فإنه لا يطلب منه .
فإن قال قائل : هل طلب الدعاء من الرجل الصالح من باب المشروع ولا من باب الجائز ؟ فالجواب : أنه من باب الجائز من باب الجائز وإلا فالأفضل أن يباشر الإنسان الدعاء بنفسه مع ربه لكنه من باب الجائز .
ومثل هذه المسألة التي وقعت إنما اتجه الأمر أو اتجه الرجل إلى الرسول عليه الصلاة والسلام لسببين :
أولا : أن دعاء الرسول عليه الصلاة والسلام أقرب من دعاء الناس إلى الإجابة .
وثانيا : أن هذا أمر يتعلق بالمسلمين عموما ولا لا المنفعة من المطر لهذا الرجل وحده ولا لجميع الناس ؟ لجميع الناس والنبي عليه الصلاة والسلام هو الإمام فكان توجه الدعاء منه أولى من أن يكون من غيره نعم .
الطالب : هل هذا مشروع لغير النبي ؟.
الشيخ : لا هذا من الجائز إلا إذا كان الإنسان يخشى على نفسه من أن ذاك يرى العزة عليه ولهذا قال أهل العلم : ينبغي لمن سأل غيره مثل هذا الأمر ينبغي أن يقصد بذلك نفع المطلوب المسؤول لا نفع نفسه هو حتى يكون هو بنفسه محسنا على هذا الرجل نعم .
السائل : الجواب عن حديث ( قد قطعت عنق الرجل ) .
الشيخ : نعم .
الطالب : ... .
2 - تتمة فوائد حديث : ( أنس رضي الله عنه أن رجلاً دخل المسجد يوم الجمعة ، والنبي صلى الله عليه وسلم قائم يخطب ... ) . أستمع حفظ
سؤال عن ضابط حكم المدح للرجل بحضرته؟
السائل : ( احثوا في وجوه المداحين التراب ) .
الشيخ : المداح صيغة مبالغة الذي شأنه المدح يتخذ المدح مهنة له .
السائل : ... .
الشيخ : عاد هذه فيها خلاف بين أهل العلم نعم طيب لا تخرجون بنا عن الموضوع كما .
تتمة فوائد حديث : ( أنس رضي الله عنه أن رجلاً دخل المسجد يوم الجمعة ، والنبي صلى الله عليه وسلم قائم يخطب ... ) .
مشروعية رفع اليدين حال الدعاء لقوله : ( فرفع يديه ) ولكن الرسول عليه الصلاة والسلام لم يحفظ عنه أنه رفع يديه حال الخطبة إلا في دعاء الاستسقاء فقط .
ولهذا أنكر الصحابة على بشر بن مروان حين جعل يدعو في خطبته ويرفع يديه ، لكن في الاستسقاء ثبت الحديث عن الرسول عليه الصلاة والسلام أنه رفع يديه في حال الاستسقاء .
ومن فوائد الحديث : أنه لا يشرع مسح الوجه باليدين بعد الفراغ من الدعاء من أين يؤخذ ؟ أنه لم يذكره ولو كان ذلك واقعًا لذكره كما ذكر الرفع نعم ، ولهذا اختلف العلماء هل يسن للداعي أن يمسح وجهه بيديه بعد الفراغ من الدعاء أم لا ؟ فقال بعض العلماء : إنه يسن ، واستدلوا بأحاديث لكنها ضعيفة ، إلا أن بعضهم قال : إن مجموعها يقتضي أن تكون من قبيل الحسن لغيره كما مشى على ذلك الحافظ ابن حجر في * بلوغ المرام * .
أما شيخ الإسلام رحمه الله فقد قال : إنها أحاديث ضعيفة لا ينجبر بعضها على بعض وعلى هذا فمسح الوجه باليدين بعد الدعاء بدعة وأما تقبيل اليدين بعد مسحهما بعد مسح الوجه بهما فهو بدعة لا شك فيها لأنه ما ورد عن الرسول عليه الصلاة والسلام لا في حديث صحيح ولا ضعيف ولا حسن نعم يا طيب أنا من رأيي إذا كنا نستنبط الفوائد .
من فوائد الحديث : أنه لا يجب لا يجب البداءة بالحمد والثناء عليه على الله بحمد الله والثناء عليه ولا الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم من أين يؤخذ ؟ الرسول دعا بدون أي حمد وثناء قال : ( اللهم أغثنا ) فإن قال قائل : إنه دعا في أثناء خطبة مبدوءة بالحمد والثناء ؟ قلنا : إن الحمد والثناء الذي في الخطبة لم يكن من أجل الدعاء لم يكن من أجل الدعاء ، فلا يكون في ذلك دليل على وجوب البداءة بالحمد والثناء وأما قول الرسول عليه الصلاة والسلام في رجل دعا الله تعالى ولم يحمد الله ولم يثن عليه قال : ( عجل هذا ) فإنه من باب إيش ؟ ترك المستحب لا ترك الواجب .
ومن فوائد الحديث : بيان قدرة الله عز وجل كيف ؟ حيث أنشأ ذلك السحاب في هذه المدة الوجيزة وأمطر وما نزل الرسول عليه الصلاة والسلام إلا والمطر يتحادر من لحيته - يرحمك الله - وفي هذا إثبات علم الله كيف ذلك ؟ كل صفة خلق فهي دالة على العلم والقدرة كل صفة خلق فهي دالة على العلم والقدرة ، ولهذا قال الله تعالى : (( الله الذي خلق سبع سمواتٍ ومن الأرض مثلهن يتنزل الأمر بينهن )) بعدها إيش قال ؟ (( لتعلموا أن الله على كل شيء قدير وأن الله قد أحاط بكل شيء علما )) ولا يمكن خلق بدون قدرة عليه وبدون علم بتكوين ذلك الشيء .
ومن فوائد الحديث : إثبات سمع الله كيف ؟ أن الله تعالى استجاب دعاءه لأنه سمعه كما قال إبراهيم عليه الصلاة والسلام : (( إن ربي لسميع الدعاء )) .
ومن فوائد الحديث : أن ابن آدم لا يتحمل لا من العدم ولا من الوجود ، ها كيف ذلك ؟ إنه في هذا الأسبوع جاء يطلب المطر وفي الأسبوع الثاني جاء يطلب عدم المطر إمساك المطر فهذا دليل على أن الإنسان ليس صبورًا على كل شيء ولا يتحمل ، فيكون هذا داخلا في قوله تعالى : (( وخلق الإنسان ضعيفًا )) نعم .
ومن فوائد الحديث : أنه يجوز الدعاء برفع المطر لا على سبيل الإطلاق من أين يؤخذ ؟ من قوله : ( حوالينا ولا علينا ) ما دعا برفعه مطلقًا حتى نقول إن هذا جائز والناس محتاجون إلى المطر وإذا كان يضر ناحية فإنه ينفع ناحية أخرى ، قال الله تعالى : (( ولقد صرفناه بينهم ليذكروا فأبى أكثر الناس إلا كفورًا )) . نعم فيه شيء بعد نعم .
ما هي موجودة في السياق الذي ذكره ابن حجر لكن في * صحيح البخاري * أن الصحابة رفعوا أيديهم مع النبي صلى الله عليه وسلم فيستفاد منه أنه ترفع الأيدي في دعاء الاستسقاء للإمام الخطيب ولمستمعي الخطبة ها .
الطالب : وهم واقفون أو جالسون ؟.
الشيخ : لا جالسون نعم لم يجر العادة بإنزال المطر في هذا الوقت أو نقول إن نزول المطر في هذا الوقت في أيام الصيف ضار أكثر لأن الأرض الغالب ما تنبت ، ولكن الثمار نعم تفسد به تفسد به بالمطر يعني ثمار النخيل والعنب يمكن تفسد بالمطر .
على كل حال هذه محل توقف ولكن الظاهر لي أن عموم قوله تعالى : (( أمن يجيب المضطر إذا دعاه )) أن الناس لو كان فيهم ضرورة إلى الدعاء في أيام الصيف لقلة الماء في الآبار ، هذا يمكن يعني قد يستسقون لا من أجل الزرع ولكن يستسقون من أجل قلة الماء في الآبار
والله عز وجل أخبر بأن هذا الماء النازل من المطر من السماء أن هو الذي نشرب (( أفرأيتم الماء الذي تشربون أأنتم أنزلتموه من المزن أم نحن المنزلون )) ، وقال تعالى : (( وأنزلنا من السماء ماء فأسقيناكموه وما أنتم له بخازنين )) نعم .
الطالب : ... .
الشيخ : أي نعم هذا من من مواضع الاستسقاء خطبة الجمعة .
تدل على أن الرسول فيه فائدة أن الرسول عليه الصلاة والسلام لا يعلم الغيب ، لا يعلم الغيب والدليل : أنه ما علم أن المال هلك والسبل انقطعت حتى جاء هذا وذكره ، وقد يقال : إن الرسول عليه الصلاة والسلام علم وأنه سيسأل في وقت آخر والله أعلم لكن الظاهر لنا أن هذا الرجل بلغ نعم .
أن عمر أن عمر رضي الله عنه ( كان إذا قحطوا استسقى بالعباس بن عبد المطلب وقال : اللهم إنا كنا نستسقي إليك بنبينا فتسقينا وإنا نتوسل إلايك بعم نبينا فأسقنا فيسقون ) رواه البخاري إيش ؟
الطالب : اللهم إنا كنا نستسقي إليك بنبينا .
4 - تتمة فوائد حديث : ( أنس رضي الله عنه أن رجلاً دخل المسجد يوم الجمعة ، والنبي صلى الله عليه وسلم قائم يخطب ... ) . أستمع حفظ
وعنه أن عمر رضي الله عنه كان إذا قحطوا استسقى بالعباس بن عبدالمطلب ، قال : اللهم إنا كنا نستسقي إليك بنبينا فتسقينا ، و إنا نتوسل إليك بعم نبينا فاسقنا ، فيسقون . رواه البخاري .
لأن العباس بن عبد المطلب أقرب الناس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم لأنه عمه ، علي بن أبي طالب أفضل من العباس لكنه ابن عمه ولهذا كان يستسقي بالعباس .
يقول : ( اللهم إنا كنا نستسقي إليك بنبينا ) يعني أننا نطلب السقيا منك بواسطة النبي عليه الصلاة والسلام بواسطة أي شيء ؟ بواسطة دعائه لنا هذا ما كنا يفعلونه مع الرسول عليه الصلاة والسلام .
ثم قال : ( وإنا نتوسل إليك بعم نبينا ) يعني نتوسل إليك التوسل الذي عدم بوفاة الرسول عليه الصلاة والسلام وهو التوسل الموجود في حياة الرسول عليه الصلاة والسلام ، والتوسل الموجود في حياته بماذا ؟ بدعاء الرسول عليه الصلاة والسلام كما فعل الرجل الذي دخل والنبي صلى الله عليه وسلم يخطب .
وهذا من حسن صنيع ابن حجر رحمه الله أنه أتى بحديث ابن عمر هذا بعد حديث أنس بن مالك ليبين أن الاستسقاء بالرسول عليه الصلاة والسلام هو أن يطلب منه أن يدعو الله تعالى نعم في السقيا وعلى هذا جاء قول أبي طالب في وصف الرسول صلى الله عليه وسلم :
" وأبيض يستسقى الغمام بوجهه *** ثمال اليتامى عصمة للأرامل "
يعني معناه أن الناس يسألون النبي عليه الصلاة والسلام لحسن خلقه وسماحته يسألونه أن يدعو الله لهم بالسقيا فيسقيهم والتوسل في قوله : ( إنا نتوسل ) .
التوسل فعل مضارع مأخوذ من الوسيلة وهو التوصل إلى الشيء بالشيء فكأن السين والصاد هنا متعاورتان يعني أن كل واحد منهما يكون في مكان الآخر فالتوسل هو التوصل بالشيء إلى شيء آخر ، وهو أقسام :
الأول : التوسل إلى الوصول إلى رضوان الله تعالى وجنته وهذا يكون بالأعمال الصالحة فإن الأعمال الصالحة وسيلة إلى الوصول إلى دار كرامة الله عز وجل قال الله تعالى : (( أولئك الذين يدعون يبتغون إلى ربهم الوسيلة أيهم أقرب )) ، فهذه هي الوسيلة الحقيقية التي هي فرض على كل أحد أن يقوم بها وهي ما يوصل إلى رضوان الله والجنة .
والقسم الثاني من الوسيلة أن يُجعل الشيء وسيلة لإجابة الدعاء وهذا تحته أقسام كما سيأتي .
أن يتوسل الإنسان بما يوصله للجنة وينجيه من النار وهذا إنما يكون بالإيمان والعمل الصالح فإن الإيمان والعمل الصالح وسيلة يوصل بهما الإنسان إلى دار كرامة الله عز وجل وينجي بهما من النار ودليل ذلك قوله تعالى : (( أولئك الذين يدعون يبتغون إلى ربهم الوسيلة أيهم أقرب )) يعني أولئك الذين يدعوهم هؤلاء ويتخذونهم أربابا من دون الله هم بأنفسهم محتاجون إلى الله (( يبتغون إلى ربهم الوسيلة أيهم أقرب )) يعني يطلبون الطريق الذي يجعلهم أقرب إلى الله ولا طريق يجعل الإنسان أقرب إلى الله إلا بالإيمان والعمل الصالح .
القسم الثاني : أن يتوسل الإنسان بالشيء بين يدي دعائه ليكون سببا في إجابة الدعاء يعني التوسل في الدعاء لا في العبادة لا التوسل في الدعاء لا في العبادة لأن الأول يتعلق بالعبادة فهي وسيلة ينجو بها الإنسان من النار ويدخل بها الجنة .
أما هذا التوسل في الدعاء بأن يتخذ الإنسان وسيلة يقدمها بين يدي دعائه لتكون سببا في إجابته لتكون سببا في إجابته هذا أقسام ، أو هذا أنواع في الحقيقة لأنه قسم والقسم يبي ينوعه إلى أنواع :
النوع الأول : أن يتوسل بالعمل الصالح أن يتوسل بالعمل الصالح ، بمعنى أن يسأل الله شيئًا متوسِّلًا إليه سبحانه وتعالى بعمله الصالح وهذا في القرآن كثير ، وهو مشروع ومنه قوله تعالى : (( إن في خلق السموات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الألباب )) ، إلى أن قال : (( ربنا إننا سمعنا مناديًا ينادي للإيمان أن آمنوا بربكم فآمنا )) ويش بعده ؟ (( ربنا فاغفر لنا )) أي : بسبب إيماننا اغفر لنا ، فتوسلوا الآن بماذا ؟ بالإيمان .
التوسل بالعمل الصالح كتوسل أصحاب الغار الثلاثة ، الذين انطبق عليهم الغار توسلوا إلى الله تعالى لإجابة دعائهم بماذا ؟ بعملهم الصالح وإخلاصهم لله ، لأن كل واحد منهم ذكر عملًا وقال : ( اللهم إن كنت فعلت ذلك من أجلك فافرج عنا ما نحن فيه ) فتوسلوا إلى الله عز وجل بالأعمال الصالحة ، فالتوسل بالإيمان والعمل الصالح من دأب الصالحين ، فهو مشروع ووجه كون الإيمان والعمل الصالح وسيلة ظاهر جدًا لأن الله عز وجل يجيب دعوة المؤمن العامل فمن كان لله عبدًا كان الله له ربًا نعم ، فإذا كان هذا الإنسان عابدا لله بالإيمان به سبحانه وتعالى وبطاعته كان ذلك من أسباب إجابة دعائه واضح أنه وسيلة ولا لا ؟ واضح .
الثاني النوع الثاني : أن يتوسل إلى الله تعالى بصفاته بأسمائه ، أن يتوسل إلى الله تعالى بأسمائه صفاته أن يتوسل بأسمائه صفاته ، ومنه حديث ابن مسعود رضي الله عنه الحديث المشهور عن النبي عليه الصلاة والسلام : ( أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو أنزلته في كتابك أو علمته أحدًا من خلقك أو استأثرت به في علم الغيب عندك ) ، هذه وسيلة المقصود ما هو ؟ ( أن تجعل القرآن العظيم ربيع قلبي ونور صدري وجلاء حزني وذهاب غمي وهمي ) .
إذًا توسل بماذا ؟ بأسماء الله توسل إلى الله تعالى بأسمائه الحسنى .
فالتوسل إلى الله بأسمائه سواء كان على سبيل العموم كما في قوله : ( أسألك بكل اسم هو لك ) أو على سبيل الخصوص كما لو قلت : اللهم يا غفور اغفر لي توسلت بهذا الاسم إلى ما يقتضيه من المغفرة فقلت : اللهم يا غفور اغفر لي يا رحيم ارحمني وما أشبه ذلك فصار التوسل بالأسماء الحسنى له وجهان :
الوجه الأول : على سبيل العموم فيقول : اللهم إني أسألك بأسمائك الحسنى أو ( بكل اسم هو لك ) كما في الحديث ، والثاني : يتوسل باسم خاص معين يناسب ما دعا به مثل تقول : اللهم يا غفور اغفر لي ويا رحيم ارحمني وما أشبه ذلك .
طيب ودليل هذا قوله تعالى : (( ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها )) فقد أمرنا الله عز وجل أن ندعوه بأسمائه ومعنى ذلك أن نجعلها وسيلة لنا في دعائنا .
التوسل بالصفات مثاله أو دليله : ( اللهم بعلمك الغيب وقدرتك على الخلق أحيني ما علمت الحياة خيرًا لي ، وتوفني إذا علمت الوفاة خيرًا لي ) ما هي الوسيلة ؟ صفة من صفات الله ما هي ؟ العلم والقدرة ، ( اللهم بعلمك الغيب وقدرتك على الخلق أحيني ما علمت الحياة خيرا لي ) .
وربما يستدل لذلك أيضا ويجعل مثالًا في حديث الاستخارة : ( اللهم إني أستخيرك بعلمك وأستقدرك بقدرتك ) ، يعني أستخيرك : أسالك خير الأمرين بما تعلمه فإنك تعلم ولا أعلم وأستقدرك : أسألك أن تقدر لي أو أن تقدرني عليه وجهان .
المهم التوسل بالأسماء والصفات مشروع مشروع لأن الله تعالى أمر به ولأن النبي صلى الله عليه وسلم استعمله فهو من سنته .
النوع الثالث : أن يتوسل إلى الله عز وجل بذكر حاله التي تستجلب الرحمة أن يتوسل الداعي بذكر حاله التي تستجلب الرحمة ، ومنه قوله تعالى عن موسى صلى الله عليه وسلم : (( رب إني لما أنزلت إلي من خير فقير )) ، نعم (( رب إني لما أنزلت إلي من خير فقير )) أو لا طيب . ومنه قولنا : لا حول ولا قوة إلا بالله فإن هذا تبرؤ من الحول والقوة إلا بالله ، فهو استعانة بالله عز وجل ، ومنه قولك : اللهم إني ظلمت نفسي ظلما كثيرا ، ومنه قوله تعالى : (( لئن لم يرحمنا ربنا ويغفر لنا لنكونن من الخاسرين )) . المهم هذا النوع الثالث بذكر إيش ؟ حال الداعي إيش ؟ التي تستجلب الرحمة ، لأن ذكر حال الداعي لا شك أنها تستجلب وتستعطف المسؤول ، حتى يعطف ويرحم هذا السائل .
ولهذا جاء في قصة الثلاثة الأبرص والأقرع والأعمى ماذا قال الملك لهما ؟ ( إني فقير ، وابن سبيل قد انقطعت بي الحبال في سفري ) هذه الأوصاف ويش تستوجب ؟ تستوجب أن نعطف عليه أن يعطف عليه ، ولهذا إذا قدم إليك إنسان بطاقة قال : والله أنا فقير وصاحب عائلة ولا أستطيع أن أشتغل ويش المعنى ويش المراد يعني ؟ المراد أنه يريد منك أن تعطيه .
إذًا هذه الوسيلة هذه جائزة ولا لا ؟ جائزة فيها دليل من القرآن ولا لا ؟ فيها من القرآن في قوله تعالى : (( رب إني لما أنزلت إلي من خير فقير )) ومن السنة .
الطالب : ( اللهم إني ظلمت نفسي ظلما كثيرا ) .
الشيخ : من السنة هذه من السنة أيضا لأن الرسول قال لأبي بكر لما قال : ( علمني دعاء أدعو به في صلاتي قال : قل : اللهم إني ظلمت نفسي ظلما كثيرا ) ، وإن كان الحديث هذا مشتمل على ذكر حال الداعي وحال المدعو والتوسل إلى الله تعالى بأسمائه وصفاته يعني حديث أبي بكر جامع بين الأنواع الثلاثة ، طيب إذًا التوسل إلى الله تعالى بذكر حال الداعي .
الرابع : أن يتوسل إلى الله عز وجل بدعاء أحد من عباد الله الصالحين أن يتوسل إلى الله تعالى بدعاء أحد من عباد الله الصالحين ويش مثاله ؟ كحديث الاستسقاء اللي معنا ، فإن الصحابي الذي جاء إلى الرسول عليه الصلاة والسلام قال : ( يا رسول الله ادع الله يغيثنا ) هذا التوسل بدعاء الرسول عليه الصلاة والسلام بدعاء الصالحين نعم وكذلك قول عكاشة بن محصن : ( ادع الله أن يجعلني منهم فقال : أنتم منهم ) وأمثلة هذا كثيرة التوسل بدعاء الصالحين .
ومنه أيضا فعل عمر بن الخطاب رضي الله عنه فإن عمر توسل بدعاء العباس بن عبد المطلب لقربه من الرسول صلى الله عليه وسلم وتعظيم الرسول صلى الله عليه سلم له لأن الرسول قد جعل العباس بمنزلة الوالد له عليه الصلاة والسلام لأن العباس أكبر من الرسول بسنتين نعم إذًا نقول : التوسل بدعاء الصالحين هذا جائز لأن النبي عليه الصلاة والسلام أقره ولكن هل هو مشروع أم لا ؟ نعم هو من قسم الجائز أما المشروع فليس بمشروع لأن فيه نوعا من التذلل للخلق إذا قلت : يا فلان ادع الله لي فهذا فيه شيء من الخضوع للخلق وسؤال الخلق ولا ينبغي للإنسان أن يسأل أحدا من المخلوقين لكنه والحمد لله لا بأس به لأن الإنسان قد يرى من نفسه أنه ليس أهلا يعني يدعو الله عز وجل بنفسه يرى في نفسه تقصيرا فيخجل من الله عز وجل فيطلب من غيره من عباد الله الصالحين أن يدعو الله له نقول هذا جائز ولا لا ؟ هذا جائز لأن الرسول صلى الله عليه وسلم أقره طيب هذه أربعة.
الخامس : أن يتوسل بذات الخلق بذات أحد من المخلوقين بذات أحد من المخلوقين مثل أن يقول : اللهم إني أسألك بنبيك بنبيك بذاته فما حكمه ؟ هذا لا يجوز هذا لا يجوز لماذا ؟ لأننا سبق أن قلنا : إن الوسيلة هي ما يتوصل به إلى الشيء ، وذات النبي عليه الصلاة والسلام ليست موصلة لك إلى مقصودك وعلى هذا فلا يجوز التوسل إلى الله تعالى بنبيه .
وما ورد في ذلك من حديث ضعيف : ( أسألك بنبيك نبي الرحمة ) فإنه محمول على واحد من أمور ثلاثة : إما أن المعنى أسألك بنبيك أي : بإرسالك نبيك فيكون هذا من باب التوسل بماذا ؟ بأفعال الله التي هي من صفاته ، أو أن المعنى أسألك بنبيك أي : بإيماني به وعلى هذا فيكون التوسل بماذا ؟ بالأعمال الصالحة بالإيمان بالله والرسول عليه الصلاة والسلام ، أو أن المعنى أسألك بنبيك أي : بدعائه بأن يدعو الله لي فيكون من باب التوسل بدعاء الصالحين .
وهذا على تقدير صحة الحديث نعم ، إذا صح فإن لم يصح فقد كفينا إياه .
وإنما أولناه إلى أحد هذه الوجوه الثلاثة لأجل أن يطابق المعنى الذي شُرعَت من أجله الوسيلة وهي أن تكون موصلة للمقصود .
السادس : التوسل إلى الله بجاه الرسول عليه الصلاة والسلام ومنزلته عند الله التوسل بجاهه ومنزلته بأن يقول : أتوسل إليك يا رب بجاه نبيك ومنزلته عندك فهذا الصحيح أنه لا يجوز ، ذلك لأن هذا ليس بوسيلة في الواقع والوسيلة هي ما يوصل إلى المقصود وهذا لا يوصل إلى المقصود لأن جاه رسول الله صلى الله عليه وسلم عند الله لا شك فيه وهو أعظم الناس جاها عنده سبحانه وتعالى ، ولكن جاهه لا ينفعني أنا لا ينفعني لأن جاهه إنما يكون نافعًا له هو بنفسه أما أنا فماذا يفيدني ؟ لا يفيدني شيئًا ، وعلى هذا فالصحيح أن التوسل بجاه الرسول عليه الصلاة والسلام محرم ولا يجوز لأنه ليس من الأمور الموصلة إلى المقصود .
ولا شك أنك إذا قدمت بين يدي دعاء ربك شيئا ليس وسيلة أنه من باب الاعتداء في الدعاء ، وقد نتجاوز قليلًا ونقول : إنه من باب الاستهزاء بالله عز وجل لأن كونك تقدم شيء تريد من الله عز وجل أن يجيب دعاءك به وهو ليس بوسيلة ويش معنى ذلك إلا الاستهزاء والتهكم نعم ولكننا قد لا نتجاوز حتى نقول هذا القول حتى نقول : إنه استهزاء .
لكنه بالنسبة للمخلوقين لو أن أحدا توسل إلي بشيء لا يفيد لعددت ذلك منه استهزاء بي نعم فدل هذه ستة أنواع من التوسل .
طيب التوسل إلى الله عز وجل بأشخاص غير صالحين السابع أعظم ماللي قبله لماذا ؟ لأنه إذا كان التوسل بالصالحين بذواتهم حراما فغير الصالحين من باب أولى ، يكون أشد ولهذا الأنبياء الكرام صلوات الله وسلامه عليهم حين طلب منهم الشفاعة اعتذروا بما فعلوا من الأمور التي تابوا منها آدم اعتذر بأكله من الشجرة ونوح اعتذر بأنه سأل ما ليس به علم وإبراهيم اعتذر بأنه كذب ثلاث كَذِبَات وموسى اعتذر بأنه قتل نفسا لم يؤمر بقتلها نعم ؟ لأن من لم يكن عابدا قانتا لله ليس أهلا للشفاعة حتى لو طلبت أن يدعو لك وهو ليس من الصالحين فهذا غلط لأنه ليس محلا لأن يكون مجاب الدعوة لكونه غير صالح والله تعالى إنما يتقبل من المتقين ، ولكن مع هذا قد يتقبل من غير المتقين لحكمة يريدها سبحانه وتعالى والحاصل أن هذه الأنواع منها جائز ومنها ومنها ما هو ممنوع ومنها ما هو ممنوع وكل هذا بمقتضى الأدلة الشرعية .
فإن قلت : ما نوع التوسل في قوله صلى الله عليه وسلم : ( اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم ) ؟ لأن هذا لا شك توسل ، كما صليت توسل بماذا ؟ بفعل الله عز وجل فهو من التوسل بصفات الله نعم ، أفعاله من صفاته لكن بس إن أفعاله صفات غير ذاتية يسمونها صفات فعلية بخلاف صفاته الذاتية الدائمة التي لم يزل ولا يزال متصفا بها .
وعلى هذا فتوسل عمر رضي الله عنه لو تمسك به متمسك وقال إن عمر يقول : ( نتوسل إليك بنبينا وإننا نتوسل إليك بعم نبينا فأسقنا فيسقون ) ولا فيه أن العباس دعا ؟ نعم قلنا : الجواب على ذلك من وجهين : الأول : أنه قد روي في غير البخاري أن العباس قام فدعا الله نعم وأن عمر قال : ( قم يا عباس فادع الله فقام فدعا ) هذا واحد الوجه الثاني : أن نقول في رواية البخاري اللي معنا ما يدل على أن عمر رضي الله عنه أراد أن العباس يدعو الله كيف ؟ لأنه قال : نتوسل إليك بنبيك وقد عُلِم أنهم لا يتوسلون بالنبي عليه الصلاة والسلام إلا بدعائه إلا بدعائه يسألونه أن يدعو الله فيكون توسل عمر بالعباس بدعاء العباس كما كانوا يتوسلون بالنبي عليه الصلاة والسلام ، فيكون الحديث الذي في البخاري فيه إشارة إلى أن التوسل بالعباس ليس بذاته ولكن بدعائه .
طيب فإن قلت : لماذا خص العباس مع أن في القوم من هو أفضل منه ؟ أجبنا على ذلك فيما سبق بأنه أقرب الناس إلى الرسول عليه الصلاة والسلام وأنه عليه الصلاة والسلام كان يعظم العباس حتى كان له بمنزلة الوالد فلهذا - يرحمك الله - استسقى ، توسل به عمر رضي الله عنه طيب .
السائل : شيخ .
الشيخ : نعم .
السائل : هل هناك ... بجاه الرسول .
الشيخ : لا .
السائل : ... .
الشيخ : نعم .
5 - وعنه أن عمر رضي الله عنه كان إذا قحطوا استسقى بالعباس بن عبدالمطلب ، قال : اللهم إنا كنا نستسقي إليك بنبينا فتسقينا ، و إنا نتوسل إليك بعم نبينا فاسقنا ، فيسقون . رواه البخاري . أستمع حفظ
سؤال عن حكم التوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم ؟
السائل : يقول : بجاه نبيك .
الشيخ : بعم نبيك لأن له لأنه نحن يجب علينا أن نعظم قرابة الرسول عليه الصلاة والسلام لقربهم منه فمحبة قرابة الرسول لا شك أنها من العبادة حتى قال الله تعالى : (( قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى )) وأحد القولين بل أحد الأقوال فيها إلا المودة منكم في قرابتنا نعم وفيها خلاف في التفسير فهذا لقربه من الرسول عليه الصلاة والسلام أمره أن يدعو ما توسل بجاهه فقط لمجرد جاهه قال له : قم فادع ولا شك أن قرابته من الرسول عليه الصلاة والسلام تجعله أولى من غيره في أن يدعو لو أنه اقتصر على مجرد قرابته من الرسول فقط لكان قد يتمسك به من يقول بالجاه لكن ما دام أنه توسل به بصفة الدعاء فإنه لا لا يجري علينا هذا نعم .
ما حكم التوسل بالفرط الذي لم يبلغ ؟
الشيخ : أي نعم والله بعض العلماء يقول : إنك تتوسل بهم بناء على أنه يكتب لهم ولا يكتب عليهم فإذا كان يكتب لهم ولا عليهم فإنهم أقرب إلى البراءة من الذنوب فلهم أعمال صالحة وليس عليهم أعمال سيئة لكن في نفسي من هذا شيء لأن هذا ما كان معهودا في عهد الرسول عليه الصلاة والسلام ولا في عهد الصحابة ، ولأن في هذا غضاضة للكبار وكون الصغار لا يكتب عليهم لا يعني أنهم أفضل من الكبار فالكبار الذين يكتب عليهم قد يتوب الإنسان من عمل قد كتب عليه ويكون بعد التوبة خيرًا منه قبلها بعد التوبة خيرًا منه قبل التوبة وكم من إنسان ما صلحت حاله إلا بعد أن أذنب ثم تاب نعم ، لأنه إذا أذنب ثم تاب تاب عن إنابة إلى الله وخشية منه وعرف قدر نفسه وعرف أنه معتد في حق ربه نعم فيوجب له ذلك من انكسار القلب وذله بين يدي الله عز وجل ما يجعله بمرتبة عالية أي نعم .
ولهذا قال الله عز وجل في آدم : (( ثم اجتباه ربه فتاب عليه وهدى )) ما ذكر ثم اجتباه إلا بعد أن عصى عصى ثم تاب نعم فدل هذا على أن الإنسان قد يذنب وإذا تاب من الذنب قد تكون حاله بعد التوبة أكمل من حاله قبلها وهذا شيء مشاهد الإنسان إذا استمر على أنه مطيع لله يبقى قلبه على ما هو عليه وربما يغويه الشيطان فيحصل عليه العجب نسأل الله السلامة ، لكن إذا تاب إذا فعل ذنبًا ثم فكر في نفسه ورأى تقصيره وعدوانه حصل له من الإنابة إلى الله عز وجل والرجوع إليه ما هو ظاهر . ولست أعني بالذنب أنه يذنب في الفاحشة مثلا لا قد يذنب الإنسان مثلا يرى أنه أذنب لو تكلم في عرض أخيه مرة من المرات وهو ذنب بلا شك نعم أو قصر في واجب أمر بمعروف أو وهي عن منكر أو لو قصر في واجب نصيحة لإخوانه أو قصر أو تعليم أو قصر في كونه خطر بقلبه ألا يحب لأخيه ما يحب لنفسه ، وقد ذكرنا فيما سبق أن كونك لا تحب لأخيك ما تحب لنفسك معناه أنك تلبست بكبيرة من كبائر الذنوب وأن عليك ، نعم .
كيف استسقى عمر رضي الله عنه بالعباس ولم يستسق بعلي رضي الله عنهما وهو أفضل منه بلا شك ؟
الشيخ : هذا والله أعلم مثلما قلت لك إنه قال في ... رضي الله عنه أنه لو أقام علي بن أبي طالب وعنده عمه كأنه يرى أن في هذا شيئا من القصور في حق هذا الرجل الكبير الذي يقدره الرسول عليه الصلاة والسلام ، وعمر رضي الله عنه هذا من تواضعه من تواضعه وإلا لكان هو أفضل من العباس لكان هو أفضل وأقرب إلى الإجابة لكن من أجل تواضعه رضي الله عنه ورأى أن هذا الرجل الذي هو أكبر قرابة الرسول عليه الصلاة والسلام من المسلمين في ذلك الوقت رأى أن هذا حق .
وعلى كل حال قد لا نحيط نحن الآن فقد لا نحيط فيما عند عمر رضي الله عنه من الملاحظات في تلك الساعة لأن حقيقة الأمر أن الوقائع لها ملابسات قد لا يدركها من لم يحضرها ولم يعرفها ، حنا ما علينا اللي يظهر لنا والله أعلم أن هذا من أجل كبر سنه وتعظيم الرسول له وهو لا شك أنه من أفاضل الصحابة رضي الله عنهم .
8 - كيف استسقى عمر رضي الله عنه بالعباس ولم يستسق بعلي رضي الله عنهما وهو أفضل منه بلا شك ؟ أستمع حفظ
ما هو رأيكم في الانتساب اليوم لآل البيت بهذه الكثرة الكاثرة ؟
الشيخ : أي ويش هو ؟
السائل : يعني مثلا يأتي شخص ويطلب من أحد القرابة .
الشيخ : أي يعني قصدك في وقتنا هذا .
الشيخ : نحن الآن نطالب من قال إنه من قرابة الرسول نطالبه بإثبات ذلك قبل كل يدعي وصلا لليلى نعم حنا نطالب قبل هات دليل من قرابة الرسول عليه الصلاة والسلام ولهذا بعض الناس مساكين فقراء جدا جدا فقراء يقول والله ما نأخذ زكاة يا جماعة قال حنا من بني هاشم ما تحل لنا مين قالك أنكم من بني هاشم ؟ تروحون تجوعون وتموتون من الجوع وتقول ما نأخذ الزكاة لأنا من بني هاشم نعم ، فالدعاوي هذه تحتاج إلى إثبات نحن بينا وبين الرسول عليه الصلاة والسلام كم سنة ؟ ألف وأربعمائة من الهجرة وألف وأربعمائة وست من هجرة الرسول عليه الصلاة والسلام .
السائل : ما هو الإثبات ؟
الشيخ : الإثبات بالتسلسل المعلوم بالتاريخ بالتسلسل المعلوم بالتاريخ والمؤرخون يعرفون هذا وإذا رجعت إلى الفتح أظنه في مناقب الأنبياء عرفت من الذي يصح أن ينتسبوا إلى الرسول عليه الصلاة والسلام ثم نقول أيضا : قرابة الرسول صلى الله عليه وسلم في عهد عمر كانوا على جانب عظيم من التقى مع مشاركتهم لغيرهم في الصحبة يمتازون بالقرابة نعم .
السائل : ... .
الشيخ : والله ما أدري هذه مشهورة لكن ما حققتها يمكن إن شاء الله الإخوان يحققونها .
السائل : ضعيف .
الشيخ : أي نعم الإخوان يقولون إنه ضعيف إن الحديث ضعيف .
السائل : ضعفه الألباني قال : لا يغرك إيراده في كتب الكبار .
الشيخ : والله على كل حال إذا كان الذي ضعفه الشيخ الألباني فيرجع فيراجع مرة ثانية يراجع مرة ثانية أنا كان مر علي في كلام شيخ الإسلام لكن ما أدري عن صحة الحديث أحسن منه وأخشى لله يمكن نقول ادعينا نعم ما في مانع .
ما هي أنواع التوسلات في دعاء ( اللهم إني ظلمت نفسي ظلما كثيرا ... ) ؟
الشيخ : ومنه حديث أبي بكر اللهم إني ظلمت نفسي ظلما كثيرا هذا الحال ولا يغفر الذنوب إلا أنت صفة من صفات الله المغفرة فاغفر لي مغفرة من عندك وارحمني إنك أنت الغفور الرحيم الصفة الأسماء الأسماء إنك أنت الغفور الرحيم يتوسل بالأسماء والصفات وذكر حال الداعي .
السائل : كذلك ( اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت خلقتني وأنا عبدك ) خلقتني .
الشيخ : أي نعم .
السائل : ( اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت ) .
الشيخ : نعم نعم .
السائل : خلقتني .
الشيخ : أي .
السائل : بأسماء الله .
الشيخ : بأسماء الله وصفاته هو ما ذكرنا .
وعنه رضي الله عنه قال : أصابنا ونحن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم مطر قال : فحسر ثوبه ، حتى أصابه من المطر ، وقال : ( إنه حديث عهد بربه ) . رواه مسلم .
وقوله : ( أصابنا مطر ) يعني نزل علينا فإما أن يكون من الإصابة وإما أن يكون من الصوب أي : النزول وكلاهما صحيح بالنسبة للمطر .
وقال : ( فحسر ثوبه ) ، حسر يعني رفعه حتى أصابه من المطر ثم علل عليه الصلاة والسلام وقال : ( إنه حديث عهد بربه ) يعني قريب عهد بالله عز وجل لماذا ؟ لأنه خلق الآن ، لأن الله خلقه الآن فهو حديث عهد بربه .
ولاحظ أن الرسول عليه الصلاة والسلام فعل ولم يأمر فيكون هذا الفعل دالًا على الاستحباب نعم ، وليس بواجب لأنه سبق لنا قاعدة أن الفعل المجرد من الرسول عليه الصلاة والسلام لا يدل على الوجوب ، لكن إن ظهر فيه قصد التعبد كان دالًا على الاستحباب وإن كان على سبيل العادة أو الجبلة فإنه لا يدل على الاستحباب .
وقوله : ( إنه حديث عهد بربه ) هل هذه العلة متعدية أو إنها لازمة لأن بعض العلل تكون لازمة ؟ الظاهر أنها لازمة لا متعدية بمعنى أنه لا يشرع أن كل شيء يخلقه الله من جديد نمسه بأبشارنا نعم يعني لو أن الإنسان يقول : إذا نبت الزرع أول ما ينبت هل يسن لي أحسر عن ثوبي وأمس هذا الزرع الأخضر مثلًا ؟ لا لأن هذا ما كان الرسول يفعله فتكون هذه العلة قاصرة على معلولها لا تتعدى لغيره ، ودليل ذلك التتبع بأن الرسول صلى الله عليه وسلم ما كان يفعل هذا .
وقوله : ( حديث عهد بربه ) يستفاد منه فائدة في أصول الدين وهو تجدد فعل الله عز وجل تجدد فعل الله ، وأن الله عز وجل يفعل ما يشاء والفعل هنا المتجدد بالنسبة إلى المفعول ، بالنسبة إلى المفعول يعني خلقه لهذا الشيء الجديد غير خلقه للشيء القديم أما أصل الصفة وهي الخلق فهي قديمة لازمة لله عز وجل لم يزل ولا يزال خلاقًا ، لكن لا شك أنه يخلق الولد بعد خلق أبيه أليس كذلك ويأتي الليل بعد النهار والنهار بعد الليلة السابقة ، وكل ذلك مخلوق يتجدد ، فيستفاد منه : قيام الأفعال الاختيارية بالله عز وجل ، قيام الأفعال الاختيارية بالله .
وهذا هو الذي عليه أهل السنة والجماعة وإن كان الأشاعرة وكثير من المتكلمين ينكرون هذا ويقولون : إنه لا يمكن أن تقوم لله أفعال اختيارية لماذا ؟ قالوا : لأن الفعل الحادث لا يكون إلا بحادث والله عز وجل ليس بحادث ، فهو الأول الذي ليس قبله شيء .
ولا ريب أن هذا التعليل لا أقول : إنه عليل لكني أقول : إنه ميت ، كيف ننكر ما جاء في الكتاب والسنة من ثبوت الأفعال الاختيارية الكثيرة التي أثبتها الله لنفسه والتي عبَّر عنها بقوله : (( إن ربك فعال لما يريد )) (( فعال )) صيغة مبالغة نعم ، أو فعال لما يريد من أجل حجة ضعيفة من يقول : إن الفعل الحادث لا يكون إلا بمحدث أو إلا بحادث ؟ هذه القاعدة يبطلها العقل والشرع .
بل إن القديم المتصف بالصفات الكاملة أولى أن يكون قادرًا على الفعل متى شاء هم عندهم أن الله لا يفعل فعلا اختياريًا أبدًا ولهذا يقولون : إن الله ما يتكلم بكلام يسمع وإنما كلامه هو المعنى القائم بالنفس كالعلم والقدرة والكلام المسموع هذا شيء مخلوق خلقه الله وهم مع ذلك يقولون : إنها لا تقوم بها الأفعال الاختيارية نعم ولهذا تجد الأشاعرة لا يثبون لله صفة الخلق وإن كان الماترديدية يثبتونها لكن هم لا يثبتونها يحملون كل ما جاء عنه في صفة الخلق على معنى الإرادة .
11 - وعنه رضي الله عنه قال : أصابنا ونحن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم مطر قال : فحسر ثوبه ، حتى أصابه من المطر ، وقال : ( إنه حديث عهد بربه ) . رواه مسلم . أستمع حفظ
فوائد حديث : ( إنه حديث عهد بربه ) .
طيب قوله : ( حسر عن ثوبه ) من فوق ولا من تحت ولا ؟ ما حُدِّد يحتمل أنه من فوق ويحتمل أنه من أسفل نعم ، ولكن أيهما أولى ؟ الظاهر من فوق أحسن يعني مثلا إذا كان عليه رداء يعني يفتح الرداء حتى يصيب أكتافه وظهره إذا كان عليه غترة مثلًا طاقية نعم يكشف الغترة والطاقية حتى يصيب رأسه .
السائل : ألا يحتمل أنه حسر الثوب من أسفل ؟
الشيخ : أي نعم لكن لكن يلزم من حملنا إياه على الأسفل أنه إذا حسر الثوب لا بد أن يقدم رجله حتى يصيبها المطر لأنه إذا لم يقدم رجله وهو واقف منفصل ما أصابها المطر إلا إذا كان فيه ريح تضربه المطر حتى يرتد فيحمل على أنه أعلاه أي نعم نعم .
السائل : ويقول : ( إنه حديث عهد بربه ) بعد الحسر ؟
الشيخ : لا ما يقول هكذا إلا إذا كان حوله من قد يشكل عليه السبب فيبينه .
وفي هذا دليل على إثبات ربوبية الله عز وجل لكل شيء للجماد والناطق لقوله : ( حديث عهد بربه ) ، والله تعالى رب كل شيء كل شيء في الكون فإن الله تعالى ربه ومالكه بل كل شيء فإنه يسبح الله ، قال الله تعالى : (( تسبح له السموات السبع والأرض ومن فيهن وإن من شيءٍ إلا يسبح بحمده )) نعم (( ألم تر أن الله يسبح له من في السموات والأرض والطير صافات كل قد علم صلاته وتسبيحه )) ، علم صلاته وتسبيحه بأي وسيلة ؟ بتعليم الله له كل شيء من الحيوانات هذه يعرف كيف يسبح الله وكيف يعبد الله (( كل قد علم صلاته وتسبيحه )) مما علمه الله ، ويحتمل أن معنى الآية كل قد علم الله صلاته وتسبيحه فالآية صالحة لهذا ولهذا وقد قال الله تعالى عن موسى عليه الصلاة والسلام : (( ربنا الذي أعطى كل شيءٍ خلقه ثم هدى )) فهدى كل مخلوق لما خلق له من الأكل والشرب ولا من عبادة الله عز وجل وتسبيحه .
أسئلة عن تسبيح مخلوفات الله له سبحانه ؟
الشيخ : كلهم .
السائل : الخنزير .
الشيخ : نعم كل شيء .
السائل : ... بالنسبة للطير .
الشيخ : نعم .
السائل : هو يقولها هذا تماماً من غير تعليم .
الشيخ : كيف ؟
السائل : الطير نفسه .
الشيخ : (( ربنا الذي أعطى كل شيء خلقه ثم )) .
السائل : هداه للفعل هذا .
الشيخ : أي هداه هداية علمية .
السائل : لكن فطرية .
الشيخ : طيب نعم .
السائل : الطيور تهتدي مثلا إلى تربية أبنائها بالفطرة .
الشيخ : نعم لكن من الذي من الذي علمها ذلك ؟
السائل : هو الله .
الشيخ : أي نعم ما هو بهي مثلا بعضها علمه بعضها هذه ما نستطيع أن نجزم به .
السائل : (( ولكن لا تفقهون تسبيحهم )) .
الشيخ : نحن لا نفقه لكن هي بعضها مع بعض تفقه تسبيح بعضها مع بعض نعم .
السائل : ...
الشيخ : كل قد علم الله صلاته وتسبيحه .
السائل : لو كان الأول .
الشيخ : أبدا ليش ؟
السائل : ... .
الشيخ : أبدا كل مبتدأ كل من هذه قد علم صلاته وتسبيحه كل مبتدأ ولا يصح النص حتى النص على المعنى الأول ما يصلح يمكن .
ما هو سبب حسر النبي صلى الله عليه وسلم لما نزل المطر ؟
وهذا كما تقتضيه الفطرة كل إنسان قريب عهد بمن تحب فإنك تحب أن تتصل به فهذا وجه كونه عليه الصلاة والسلام فعل هذا وعلل .
سؤال عن الأفعال الاختيارية بالنسبة للباري سبحانه ؟
الشيخ : لا فرق بينها لأن تسلسل الحوادث بفعل الله عز وجل .
السائل : نعم هي نفسها .
الشيخ : هي نفسها في المستقبل وفي الماضي أيضا صحيح حتى في الماضي نعم .
هل يجوز للمرأ إذا أحس بالمطر أن يخرج ويحسر عن رأسه ليصبه ؟
الشيخ : لا لا الظاهر أنه إذا أصابه فقط لأن قوله : ( حتى أصابه من المطر ) ما قال بقي مستمرا .
السائل : ولو كان في الداخل يخرج للمطر .
الشيخ : أي نعم الفقهاء يقولون يخرج إذا كان مثلا تحت السقف يخرج ويحسر .
السائل : ...
وعن عائشة رضي الله عنهما : أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا رأى المطر قال : ( اللهم صيبا نافعاً ) . أخرجاه .
ولكنه ظاهر حديث عائشة هذا لا يحسر عن ثوبه فيكون يفعله مرة ويدعه مرة .
وقوله : ( اللهم صيبًا ) صيبًا هذه على وزن الميزان الصرفي على وزن فيعل أي نعم على وزن فيعل لأنه من صاب يصوب إذا نزل نعم ، فيكون ( اللهم اجعله صيبًا ) يعني نازلا وقوله : ( نافعا ) هذا هو المقصود بالدعاء لأن كونه صيبا قد وقع ، لكن المهم أن يكون نافعا هذا هو محط الدعاء .
( اللهم صيّبًا نافعًا ) وصيبا ما محلها من الإعراب ؟ مفعول لفعل محذوف مفعول ثان لفعل محذوف تقديره اللهم اجعله صيبًا نافعًا وعلى هذا يقول ابن مالك :
" وحذف ما يعلم جائز " هذا من الذي يعلم . وقوله : ( نافعًا ) نافعًا لم تقيد بشيء فيكون نافعا للبهائم ونافعًا للناس ونافعًا للأرض بإخراج النبات منها ، ولا لا ؟ طيب .
(( لنحي به بلدة ميتًا )) شوف (( لنحي به بلدة ميتًا )) هذا ينفع إيش ؟ الأرض (( ونسقيه مما خلقنا أنعامًا )) هذا ينفع الأنعام (( وأناسي كثيرًا )) هذا ينفع الناس واضح ؟ .
وإنما قال الرسول عليه الصلاة والسلام الله ذلك أو دعا الله بذلك لأنه إن لم يكن نافعًا فإن وجوده كعدمه ولهذا ثبت في * صحيح مسلم * أن الرسول عليه الصلاة والسلام قال : ( ليست السنة ألا تمطروا ) السنة يعني الجدب ( إنما السنة أن تمطروا فلا تنبت الأرض ) ، ( أن تمطروا فلا تنبت الأرض ) هذا هو الجدب في الحقيقة ، وهذا كثيرا ما يقع تكثر الأمطار ولكن لا يرى الناس لها أثرًا حتى يعرف الناس أن الأمر كله بيد الله عز وجل ، وأن الله إذا لم يجعل البركة في الشيء ما نفع ، وأحيانا تكون الأمطار قليلة ولكن يحصل خِصب كثير .
يحكون لنا الناس يقولون : فيه سنة تسمى سنة الدِّمْنَة سنة الدمنة تعرفون الدمنة ما هي ؟ ويش هي ؟ البعرة نعم ، هذه يقولون : كانت سنة خصبة وصار فيها نبات كثير مع أن الدمنة أسفلها ما يجيها المطر ، المطر على أعلاها فقط أسفلها ما يجيه المطر لقلته لكن بإذن الله صار متواليًا ويأتي رشاش مو كثير فنفع الله به نفعًا عظيما هذه مشهور عند العامة .
الطالب : عندنا .
الشيخ : أي مشهورة عند العامة .
الطالب : فس ناس يعونها .
الشيخ : يعونها .
الطالب : قبل ... .
الشيخ : الماء الذي ينزل هذا ماء نافعا للأرض وللحيوان وللناس نعم .
17 - وعن عائشة رضي الله عنهما : أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا رأى المطر قال : ( اللهم صيبا نافعاً ) . أخرجاه . أستمع حفظ
هل كان غالب دعاء النبي صلى الله عليه وسلم إذا نزل المطر ما ذكر عنه كما في حديث عائشة هذا ؟
الشيخ : أي نعم لأنها ما ذكرته .
السائل : قد تكون عائشة روت القول ...
الشيخ : لا لا هذه قصة ثانية إذا رأى المطر إذا رأى المطر قال : ( اللهم صيبا نافعا ) ولو كان يجمع بين هذا وهذا لقالته .
السائل : أنس ما روى هذا .
الشيخ : نعم .
السائل : أنس ما روى قول عائشة .
الشيخ : أي أنس ؟
السائل : أنس بن مالك .
الشيخ : أي نعم هذا روى الفعل وهذه روت القول .
السائل : حتى القول قد لا يُقال .
الشيخ : نعم حتى القول قد لا يقال لكن قولها : ( كان إذا رأى ) تقدم لنا أن كان تفيد الاستمرار غالبًا ، فإذا كان كذلك فيكون هذا القول غالباً من الرسول عليه الصلاة والسلام أما حسر الثوب فلا .
18 - هل كان غالب دعاء النبي صلى الله عليه وسلم إذا نزل المطر ما ذكر عنه كما في حديث عائشة هذا ؟ أستمع حفظ
سؤال عن وقت قول دعاء نزول المطر ؟
الشيخ : أصلا ما في فعل .
السائل : حتى في الحديث الذي قبله .
الشيخ : يقول إنه أصابه مرة مرة ما في شيء يدل ما في شيء يدل على الاستمرار .
السائل : قبل أو بعد المطر يعني إذا كان المطر موجودا بالليل ؟
الشيخ : نعم الظاهر أن الدعاء هذا مشروع حتى بعد نزول المطر أنك تقوله تقوله عند نزوله وتقوله إذا لم تعلم به عند النزول بعد ذلك .
وعن سعد رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم دعا في الاستسقاء : ( اللهم جللنا سحابا ، كثيفا ، قصيفا ، دلوقا ، ضحوكا ، تمطرنا منه رذاذاً ، قطقطاً ، سجلاً ، ياذا الجلال والإكرام ) . رواه أبو عوانه في صحيحه .
هذه من الكلمات التي تعتبر من غريب اللغة اللغة فيها غريب وفيها مشهور المشهور هي الكلمات الواضحة المعنى المتداولة كثيرا والغريب على اسمه غريب لا يسمع إلا نادرا قليلا يقول : ( اللهم جللنا سحابا ) جللنا اجعله لنا مثل الجلال والجلال ما تغطى به الإبل والدواب عن البرد أو الحر ومنه حديث علي رضي الله عنه : ( أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أتصدق بلحومها وجلالها أو بجلودها وجلالها ) ، جلال وهذا يقتضي أن يكون السحاب قريبًا لأن السحاب كلما قرب كان في الغالب أكثر مطرًا كما هو مشاهد .
ثانيا يقول : ( سحابا كثيفا ) ويش معنى كثيفا ؟ يعني متراكما متراكما لأن السحاب إذا كان متراكم صار رفيع جدا مثل الجبال ويحجب الشمس ويكون أسود ولا لا ؟ لا هو الحقيقة أنه أحيانا يكون كثيفًا وأبيض ، وأحيانًا يكون أسود وليس بكثيف والذين يطيرون في الجو يشاهدون هذا ونحن نشاهده في الأرض أيضًا أحيانا سبحان الله العظيم تكون بعض القطع من السحاب سوداء وبعضها حمراء وبعضها بيضاء ملونة .
الطالب : الأبيض غالب برد .
الشيخ : نعم .
الطالب : الأبيض برد .
الشيخ : الأبيض مع سواد الأبيض مع سواد صحيح يعني الناس يتوقعون يكون فيه برد .
قال : ( قصيفا ) ( كثيفا قصيفا ) قصيفا يعني شديد الرعد قالوا : لأن شدة الرعد تدل على كثرة الماء ، هكذا قالوا والرعد غير الصواعق لأن السحاب أحيانًا يكون ثقيل جدًا في الرعد لكن ما فيه صواعق تنفصل شرارات تنفصل من الرعد تسقط على الأرض .
أيضا يقول : ( دلوقا ) الدلوق العجل السريع هكذا ؟ نعم نعم وهذا الدلوق الغالب أنه إذا كان ثقيلًا الغالب أنه إذا كان ثقيلًا وقريبًا من الأرض تتبين سرعته ، أما البعيد فلا تتبين سرعته ، وكذلك يمكن أن نقول : دلوقا أي سريع الإمطار بحيث يكون المطر .
الضحوك قال العلماء : معناه كثير البرق لأن كثير البرق ، لأن كثير البرق والرعد غالبا يكون كثير الماء .
( تمطرنا منه رذاذا قِطقِطًا سَجلًا يا ذا الجلال والإكرام ) : الرذاذ والقطقط هذا مطر يكون خفيفا من حيث الحجم ولا يكون كبير النقط ، لأن كبير النقط ربما يحصل فيه ضرر ، ولكن إذ كان كثيرا مع صغر النقط صار هذا أفيد وأقل ضررا .
وقوله : ( سَجْلًا ) ويش معنى السجل ؟ يعني الكثير الكثير الواسع .
ثم قال : ( يا ذا الجلال والإكرام ) ذا مُنَادى منصوب على النداء ، والجلال بمعنى العظمة والإكرام من التكريم مصدر أكرم يكرم .
فهو سبحانه وتعالى ذو عظمة ، وأما الإكرام فهل المعنى : أنه يكرَم أو أنه يكرِم أو المعنيان ؟ المعنيان فهو سبحانه وتعالى يكرم بمعنى يعظم بالطاعة ويكرم أي : يكرم أولياء بالثواب وأما الجلال فإنه من صفاته الذاتية اللازمة غير المتعدية .
إن قال قائل : هذا الحديث لماذا كرر الرسول عليه الصلاة والسلام فيه هذه الكلمات ؟ فالجواب أن يقال : إذا صح الحديث فإنه قد سبق لنا أن مقام الدعاء ينبغي فيه البسط والتفصيل ، وذكرنا أن لهذا شواهد منها : ( اللهم اغفر لي ذنبي كله دقه وجِله ، سره وعلانيته وأوله وآخره اللهم اغفر لي ما قدمت وما أخرت وما أسررت وما أعلنت ) وما أشبه ذلك لأن مقام الدعاء ينبغي فيه التفصيل من أجل أن يستحضر الإنسان كل مطلوبه إن كان طلبا وكل مرهوبه إن كان هربا .
ولأن مقام الدعاء مناجاة لله عز وجل وكلما طالت المناجاة مع الحبيب صار ذلك أدل على المحبة .
ثالثا : ولأن الدعاء مقام ذل وافتقار إلى الله عز وجل ، وكلما كررت الذل والافتقار لله صار ذلك أبلغ في العبادة .
فهذه وجوه ثلاثة كلها في بيان الحكمة من تكرار الدعاء وتفصيله .
وقوله : ( يا ذا الجلال والإكرام ) هذا من باب التوسل بماذا ؟ بأسمائه وصفاته بأسماء الله . وصفاته وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( خرج سليمان عليه السلام يستسقي فرأى نملة مستلقية على ظهرها رافعة قوائمها إلى السماء تقول : اللهم إنا خلق من خلقك ليس بنا غنى عن سقياك فقال : ارجعوا فقد سقيتم بدعوة غيركم ) رواه أحمد وصححه الحاكم هذا الحديث فيه آيات من آيات الله .
20 - وعن سعد رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم دعا في الاستسقاء : ( اللهم جللنا سحابا ، كثيفا ، قصيفا ، دلوقا ، ضحوكا ، تمطرنا منه رذاذاً ، قطقطاً ، سجلاً ، ياذا الجلال والإكرام ) . رواه أبو عوانه في صحيحه . أستمع حفظ
فوائد حديث : ( اللهم جللنا سحابا ، كثيفا ، قصيفا ... ) .
الشيخ : فوائد الأول أكثر ما فيه مشروعية التوسل بأسماء الله وصفاته ومشروعية البسط في الدعاء والتفصيل لهذه الفوائد الثلاثة التي ذكرناها .
هل دعاء ( يا ذا الجلال والإكرام ) من الأسماء المضافة ؟
الشيخ : نعم .
السائل : التوسل بأسماء الله .
الشيخ : قوله : ( يا ذا الجلال ) هذا من الأسماء المضافة .
وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( خرج سليمان عليه السلام يستسقي ، فرأى نملة مستلقية على ظهرها رافعة قوائمها إلى السماء تقول : اللهم إنا خلق من خلقك ، ليس بنا غنى عن سقياك ، فقال : ارجعوا فقد سقيتم بدعوة غيركم ) . رواه أحمد وصححه الحاكم .
الطالب : القصة التي ذكرت في البقرة .
الشيخ : ما هي ؟
الطالب : ((ألم تر إلى الملأ من بني إسرائيل من بعد موسى)).
الشيخ : نعم .
الطالب : هذه ذكر فيها اسم داود .
الشيخ : نعم (( وقتل داود جالوت )) إذًا فسليمان قطعًا من بعد موسى ظاهر ؟
قوله : ( يستسقي ) أي : يطلب السقيا يطلب السقيا ممن ؟ من الله ( فرأى نملة ) رؤية بصرية ( مستلقية ) صفة لنملة والنمل معروف والنملة واحدة النمل وهو معروف وهو معروف ويقال : إنه من أحكم الحشرات في قوته وأنه يجمع القوت في وقت لا يستطيع فيه أن يخرج إلى سطح الأرض في أيام الشتاء وأنه إذا جمع القوت أكل رؤوس الحب حب البر لأجل ألا ينبت لأنه إذا نبت فسد فإذا جاء المطر إذا جاء المطر ورأى أن البلل سيصل إلى الحب أو وصل إليه بالفعل أخرجه ونشره في الشمس حتى ييبس ويرده لئلا يعفن سبحان الله العظيم شيء عجيب .
الطالب : أيهما أصغر الذر أو النمل ؟ .
الشيخ : أي نعم لكن نمل صغار طيب سأل سائل فقال : ما تقولون لو وجدت النمل ناشرا حبه هل يجوز أن آخذه ويش تقولون ؟
الطالب : ملك لغيره .
الشيخ : ملك لغيره والله ما أدري ها ... لكن تأخذ قوتها وتخليها تموت من الجوع نعم والله ما أدري اللي يبي يتعدى على قوت النمل هذا ، هي نعم على كل حال مثلما أشار إليه غانم هي الحقيقة لها قوت آخر ممكن تأخذ من الشجر وأوراقه وما أشبه ذلك .
طيب وفيه ( مستلقية على ظهرها ) لماذا هي مستلقية على ظهرها ؟ بين قال : ( رافعة قوائمها إلى السماء ) : لأنها تعلم أن الله في السماء فهي رافعةٌ قوائمها إلى السماء .
تقول : ( اللهم إنا خلق من خلقك ) سبحان الله خلق من خلقك اعتراف منها بربوبية الله عز وجل وأنها مخلوقة وأنها فرد من هذا الخلق العظيم ( ليس بنا غنى عن سقياك ) اعتراف بافتقارها إلى الله عز وجل وأنها تحتاج إلى السقيا لأجل أن تنبت الأرض فإذا نبتت أخذت من أشجارها وحبوبها فقال سليمان عليه السلام : ( ارجعوا فقد سقيتم بدعوة غيركم ) يقول لأصحابه الذين معه ما المراد بالغير ؟ دعوة هذه النملة والباء هنا للسببية أي : سقيتم بسبب دعوة غيركم .
23 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( خرج سليمان عليه السلام يستسقي ، فرأى نملة مستلقية على ظهرها رافعة قوائمها إلى السماء تقول : اللهم إنا خلق من خلقك ، ليس بنا غنى عن سقياك ، فقال : ارجعوا فقد سقيتم بدعوة غيركم ) . رواه أحمد وصححه الحاكم . أستمع حفظ
فوائد حديث : ( أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( خرج سليمان عليه السلام يستسقي ، فرأى نملة مستلقية على ظهرها رافعة قوائمها إلى السماء ... ) .
أولا : ثبوت رسالة الرسول عليه الصلاة والسلام وجه ذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن يقرأ ولا يكتب حتى يمكن أن نقول : أنه تلقى ذلك من بني إسرائيل ومثل هذا لا يصل إليه الخبر إلا عن طريق الوحي .
ومنها : أن الدعاء لطلب السقيا كان معروفا في الشرائع السابقة لقوله : ( خرج يستسقي ) ولكن لا يلزم أن يكون على صفة الصلاة في شريعة النبي صلى الله عليه وسلم المهم أنهم يخرجون خارج البلد يستسقون ومنها : أن البهائم تعرف خالقها لأن هذه النملة كانت مستلقية رافعة قوائمها إلى السماء .
ومنها : إثبات علو الله سبحانه وتعالى بذاته من أين ؟ من قوله : ( رافعة قوائمها إلى السماء ) شوف الآن الحشرات تُقِر بأن الله في السماء وبعض بني آدم ينكرون أن الله في السماء نسأل الله العافية ، والذين أنكروا علو الله انقسموا إلى قسمين :
قسم قالوا : إن الله سبحانه وتعالى في ذاته في كل مكان ، كل مكان من الأرض بر وبحر جو أماكن معظَّمة أماكن ممتهنة أماكن نظيفة أماكن قذرة فالله عز وجل بذاته في هذه الأماكن ، نسأل الله العافية وهذا لا شك أنه قول باطل كما سبق لنا بيانه ، وحتى العقل لا يقبله لأنه يلزم منه إما التعدد أو التجزؤ ، إما أن يكون الله متعددا يكون في كل مكان أو متجزئا في كل مكان نعم وهذا لا شك أنه باطل ولا يمكن أن يتصوره العقل .
والطائفة الثانية التي ضلت في العلو قالت : إنه لا يجوز أن نقول : إن الله تعالى في العلو بل يجب أن نعتقد بأن الله تعالى ليس فوق العالم ولا تحت العالم ولا في العالم ولا يمين ولا شمال ولا متصل بالعالم ولا منفصل عن العالم ، شوف كيف ! لا متصل ولا منفصل ولا في العالم ولا العالم فيه ولا يمين العالم ولا شمال العالم ولا فرق العالم ولا تحت العالم نعم يمكن هذا ؟ ما يمكن إلا أن يكون معدوما ولهذا قال بعض العلماء : لو قيل لنا : صفوا الله بالعدم ما وجدنا أدق من هذا الوصف لأن إذا قلنا : هذه الأوصاف السلبية إذا قلتها في الله عز وجل وأن هذا هو الواجب علينا نحو ربنا فمعنى ذلك أنه يجب أن نقول : لا رب أليس كذلك ؟ هذا هو الحقيقة . وأما أهل السنة والجماعة الذين مشوا على طريقة السلف وعلى ما يقتضيه النص والعقل والفطرة فأجمعوا على أن الله تعالى بذاته فوق كل شيء بذاته فوق كل شيء ، وأنه عز وجل لا يحصره مكان فما فوق العالم عدم ما فوق العالم عدم والله سبحانه وتعالى في ذلك الفوق .
وحينئذ لا يكون في اعتقادنا هذا أي تنقص لله عز وجل وقد سبق لنا أن شبهة القائلين بأنه ليس داخل العالم ولا خارج العالم ولا متصل ولا منفصل ولا فوق ولا تحت إلى آخره أن شبهتهم أنهم يقولون إذا قلنا بأن الله تعالى بذاته في السماء لزم أن يكون منحصرا بشيء ، ولكن هذا غير صحيح ، باطل لا يلزم أن يكون منحصرا في شيء لأنه ليس فوقه شيء فكيف يكون منحصرا في شيء هو فوق كل شيء سبحانه وتعالى ولا شيء يحصره ، وهذه الشبهة التي شبهها أو التي ألقاها الشيطان في قلوبهم شبهة لا حقيقة لها .
أما الذين قالوا : إن الله بذاته في كل مكان فإنهم استدلوا بآيات المعية مثل قوله تعالى : (( وهو معكم أين ما كنتم )) وقوله : (( ما يكون من نجوى ثلاثةٍ إلا هو رابعهم ولا خمسةٍ إلا هو سادسهم ولا أدنى من ذلك ولا أكثر إلا هو معهم )) ، فظنوا أن المعية تستلزم الحلول والاختلاط ، ولكنهم ضلوا في ذلك المعية لا تستلزم هذا أبدًا فإن القرآن نزل باللسان العربي باللغة العربية ، واللغة العربية لا تمنع أن يكون الشيء فوقك وبعيدًا عنك وعاليًا عنك وتقول : إنه معي .
ففي اللغة العربية يقولون : إن القمر معنا وهو في السماء والنجم الفلاني معنا وهو في السماء ويقول القائد مثلًا للجند اذهبوا إلى المعركة وأنا معكم وهو في مكانه في الغرفة غرفة القيادة مثلا وهكذا ، المعية في اللغة العربية ما تقتضي الحلول والمخالطة والمجامعة في المكان أبدا أقول لا تقتضي ، العبارة الصحيحة : لا تستلزم لا تستلزم لكنها قد تقتضي ذلك ولا لا ؟ ولهذا هي على حسب ما تضاف إليه فإذا قلت : سقاني لبنًا معه ماء فالمعية هنا تقتضي الاختلاط والمزج كما قال الشاعر ما أدري أيمدح من أضافوه أو يذمهم :
" حتى إذا جن الظلام واختلط *** جاءوا بمَذْق هل رأيت الذئب قط "
هذا يمدحهم ولا يذمهم ؟
الطالب : يذمهم .
الشيخ : يقول : ما جابوا اللبن بالنهار يخاف نشوفه ، لما جن الظلام جاؤوا بهذا المذق يعني باللبن المخلوط نعم اللي صار لونه مثل لون الذيب شوف بعد شبهه بشيء مكروه " هل رأيت الذئب قط " .
إذًا هذه تقتضي الامتزاج وإذا قلت : معي كتابي مثلا حضرت إلى الدرس ومعي كتابي فهذا مصاحبة المكان ولا لا ؟ طيب وإذا قلت : فلانة مع فلان هذه قد تكون معه في المكان وقد تكون في البيت وهو في السوق لكنها زوجته واضح ؟ فتبين أن المعية يختلف معناها ومقتضياته ومستلزماته بحسب ما تضاف إليه . فأنتم أيها الحلولية أنتم أخطأتم في قولكم إن المعية تستلزم المشاركة في المكان لأنا كلما أوردنا أمثلة أو كلما تأملنا في اللغة العربية وجدنا أمثلة كثيرة لا تستلزم ذلك .
إذًا فما هو الذي يجب على المؤمن اعتقاده بالنسبة لعلو الله عز وجل ؟ الواجب : أن يعتقد بأن الله تعالى عالٍ في ذاته كما هو عالٍ في صفاته .
ولهذا نقول : إن العلو ينقسم إلى قسمين : علو الذات وعلو الصفات وكله ثابت لله عز وجل . من فوائد الحديث من فوائد الحديث : أن الحشرات تتكلم تتكلم تقول ، تقول : اللهم إلى آخره ، ولكن كلامها كما قال الله عز وجل : (( ولكن لا تفقهون تسبيحهم )) ما هو مفهوم إلا أن الله تعالى قد يُفهِمُه من شاء من عباده . سليمان عليه الصلاة والسلام يقول : (( علمنا منطق الطير وأوتينا من كل شيءٍ )) منطق الطير قال العلماء : لأن الطير من أصعب ما يكون فهم لغته فالهدهد من باب أولى .
ولهذا فهم ما تقول سليمان له وعلى هذا نقول : إن جميع المخلوقات تتكلم وتنطق وتسبح الله عز وجل وما كان محتاجا منها إلى إمداد فإنه يسأل الله عز وجل نعم .
ومن فوائد الحديث نعم .
الطالب : القائلين بأن الله في السماء .