فوائد حديث : ( أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( خرج سليمان عليه السلام يستسقي ، فرأى نملة مستلقية على ظهرها رافعة قوائمها إلى السماء ... ) . حفظ
الشيخ : فيستفاد من هذا الحديث عدة فوائد :
أولا : ثبوت رسالة الرسول عليه الصلاة والسلام وجه ذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن يقرأ ولا يكتب حتى يمكن أن نقول : أنه تلقى ذلك من بني إسرائيل ومثل هذا لا يصل إليه الخبر إلا عن طريق الوحي .
ومنها : أن الدعاء لطلب السقيا كان معروفا في الشرائع السابقة لقوله : ( خرج يستسقي ) ولكن لا يلزم أن يكون على صفة الصلاة في شريعة النبي صلى الله عليه وسلم المهم أنهم يخرجون خارج البلد يستسقون ومنها : أن البهائم تعرف خالقها لأن هذه النملة كانت مستلقية رافعة قوائمها إلى السماء .
ومنها : إثبات علو الله سبحانه وتعالى بذاته من أين ؟ من قوله : ( رافعة قوائمها إلى السماء ) شوف الآن الحشرات تُقِر بأن الله في السماء وبعض بني آدم ينكرون أن الله في السماء نسأل الله العافية ، والذين أنكروا علو الله انقسموا إلى قسمين :
قسم قالوا : إن الله سبحانه وتعالى في ذاته في كل مكان ، كل مكان من الأرض بر وبحر جو أماكن معظَّمة أماكن ممتهنة أماكن نظيفة أماكن قذرة فالله عز وجل بذاته في هذه الأماكن ، نسأل الله العافية وهذا لا شك أنه قول باطل كما سبق لنا بيانه ، وحتى العقل لا يقبله لأنه يلزم منه إما التعدد أو التجزؤ ، إما أن يكون الله متعددا يكون في كل مكان أو متجزئا في كل مكان نعم وهذا لا شك أنه باطل ولا يمكن أن يتصوره العقل .
والطائفة الثانية التي ضلت في العلو قالت : إنه لا يجوز أن نقول : إن الله تعالى في العلو بل يجب أن نعتقد بأن الله تعالى ليس فوق العالم ولا تحت العالم ولا في العالم ولا يمين ولا شمال ولا متصل بالعالم ولا منفصل عن العالم ، شوف كيف ! لا متصل ولا منفصل ولا في العالم ولا العالم فيه ولا يمين العالم ولا شمال العالم ولا فرق العالم ولا تحت العالم نعم يمكن هذا ؟ ما يمكن إلا أن يكون معدوما ولهذا قال بعض العلماء : لو قيل لنا : صفوا الله بالعدم ما وجدنا أدق من هذا الوصف لأن إذا قلنا : هذه الأوصاف السلبية إذا قلتها في الله عز وجل وأن هذا هو الواجب علينا نحو ربنا فمعنى ذلك أنه يجب أن نقول : لا رب أليس كذلك ؟ هذا هو الحقيقة . وأما أهل السنة والجماعة الذين مشوا على طريقة السلف وعلى ما يقتضيه النص والعقل والفطرة فأجمعوا على أن الله تعالى بذاته فوق كل شيء بذاته فوق كل شيء ، وأنه عز وجل لا يحصره مكان فما فوق العالم عدم ما فوق العالم عدم والله سبحانه وتعالى في ذلك الفوق .
وحينئذ لا يكون في اعتقادنا هذا أي تنقص لله عز وجل وقد سبق لنا أن شبهة القائلين بأنه ليس داخل العالم ولا خارج العالم ولا متصل ولا منفصل ولا فوق ولا تحت إلى آخره أن شبهتهم أنهم يقولون إذا قلنا بأن الله تعالى بذاته في السماء لزم أن يكون منحصرا بشيء ، ولكن هذا غير صحيح ، باطل لا يلزم أن يكون منحصرا في شيء لأنه ليس فوقه شيء فكيف يكون منحصرا في شيء هو فوق كل شيء سبحانه وتعالى ولا شيء يحصره ، وهذه الشبهة التي شبهها أو التي ألقاها الشيطان في قلوبهم شبهة لا حقيقة لها .
أما الذين قالوا : إن الله بذاته في كل مكان فإنهم استدلوا بآيات المعية مثل قوله تعالى : (( وهو معكم أين ما كنتم )) وقوله : (( ما يكون من نجوى ثلاثةٍ إلا هو رابعهم ولا خمسةٍ إلا هو سادسهم ولا أدنى من ذلك ولا أكثر إلا هو معهم )) ، فظنوا أن المعية تستلزم الحلول والاختلاط ، ولكنهم ضلوا في ذلك المعية لا تستلزم هذا أبدًا فإن القرآن نزل باللسان العربي باللغة العربية ، واللغة العربية لا تمنع أن يكون الشيء فوقك وبعيدًا عنك وعاليًا عنك وتقول : إنه معي .
ففي اللغة العربية يقولون : إن القمر معنا وهو في السماء والنجم الفلاني معنا وهو في السماء ويقول القائد مثلًا للجند اذهبوا إلى المعركة وأنا معكم وهو في مكانه في الغرفة غرفة القيادة مثلا وهكذا ، المعية في اللغة العربية ما تقتضي الحلول والمخالطة والمجامعة في المكان أبدا أقول لا تقتضي ، العبارة الصحيحة : لا تستلزم لا تستلزم لكنها قد تقتضي ذلك ولا لا ؟ ولهذا هي على حسب ما تضاف إليه فإذا قلت : سقاني لبنًا معه ماء فالمعية هنا تقتضي الاختلاط والمزج كما قال الشاعر ما أدري أيمدح من أضافوه أو يذمهم :
" حتى إذا جن الظلام واختلط *** جاءوا بمَذْق هل رأيت الذئب قط "
هذا يمدحهم ولا يذمهم ؟
الطالب : يذمهم .
الشيخ : يقول : ما جابوا اللبن بالنهار يخاف نشوفه ، لما جن الظلام جاؤوا بهذا المذق يعني باللبن المخلوط نعم اللي صار لونه مثل لون الذيب شوف بعد شبهه بشيء مكروه " هل رأيت الذئب قط " .
إذًا هذه تقتضي الامتزاج وإذا قلت : معي كتابي مثلا حضرت إلى الدرس ومعي كتابي فهذا مصاحبة المكان ولا لا ؟ طيب وإذا قلت : فلانة مع فلان هذه قد تكون معه في المكان وقد تكون في البيت وهو في السوق لكنها زوجته واضح ؟ فتبين أن المعية يختلف معناها ومقتضياته ومستلزماته بحسب ما تضاف إليه . فأنتم أيها الحلولية أنتم أخطأتم في قولكم إن المعية تستلزم المشاركة في المكان لأنا كلما أوردنا أمثلة أو كلما تأملنا في اللغة العربية وجدنا أمثلة كثيرة لا تستلزم ذلك .
إذًا فما هو الذي يجب على المؤمن اعتقاده بالنسبة لعلو الله عز وجل ؟ الواجب : أن يعتقد بأن الله تعالى عالٍ في ذاته كما هو عالٍ في صفاته .
ولهذا نقول : إن العلو ينقسم إلى قسمين : علو الذات وعلو الصفات وكله ثابت لله عز وجل . من فوائد الحديث من فوائد الحديث : أن الحشرات تتكلم تتكلم تقول ، تقول : اللهم إلى آخره ، ولكن كلامها كما قال الله عز وجل : (( ولكن لا تفقهون تسبيحهم )) ما هو مفهوم إلا أن الله تعالى قد يُفهِمُه من شاء من عباده . سليمان عليه الصلاة والسلام يقول : (( علمنا منطق الطير وأوتينا من كل شيءٍ )) منطق الطير قال العلماء : لأن الطير من أصعب ما يكون فهم لغته فالهدهد من باب أولى .
ولهذا فهم ما تقول سليمان له وعلى هذا نقول : إن جميع المخلوقات تتكلم وتنطق وتسبح الله عز وجل وما كان محتاجا منها إلى إمداد فإنه يسأل الله عز وجل نعم .
ومن فوائد الحديث نعم .
الطالب : القائلين بأن الله في السماء .
أولا : ثبوت رسالة الرسول عليه الصلاة والسلام وجه ذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن يقرأ ولا يكتب حتى يمكن أن نقول : أنه تلقى ذلك من بني إسرائيل ومثل هذا لا يصل إليه الخبر إلا عن طريق الوحي .
ومنها : أن الدعاء لطلب السقيا كان معروفا في الشرائع السابقة لقوله : ( خرج يستسقي ) ولكن لا يلزم أن يكون على صفة الصلاة في شريعة النبي صلى الله عليه وسلم المهم أنهم يخرجون خارج البلد يستسقون ومنها : أن البهائم تعرف خالقها لأن هذه النملة كانت مستلقية رافعة قوائمها إلى السماء .
ومنها : إثبات علو الله سبحانه وتعالى بذاته من أين ؟ من قوله : ( رافعة قوائمها إلى السماء ) شوف الآن الحشرات تُقِر بأن الله في السماء وبعض بني آدم ينكرون أن الله في السماء نسأل الله العافية ، والذين أنكروا علو الله انقسموا إلى قسمين :
قسم قالوا : إن الله سبحانه وتعالى في ذاته في كل مكان ، كل مكان من الأرض بر وبحر جو أماكن معظَّمة أماكن ممتهنة أماكن نظيفة أماكن قذرة فالله عز وجل بذاته في هذه الأماكن ، نسأل الله العافية وهذا لا شك أنه قول باطل كما سبق لنا بيانه ، وحتى العقل لا يقبله لأنه يلزم منه إما التعدد أو التجزؤ ، إما أن يكون الله متعددا يكون في كل مكان أو متجزئا في كل مكان نعم وهذا لا شك أنه باطل ولا يمكن أن يتصوره العقل .
والطائفة الثانية التي ضلت في العلو قالت : إنه لا يجوز أن نقول : إن الله تعالى في العلو بل يجب أن نعتقد بأن الله تعالى ليس فوق العالم ولا تحت العالم ولا في العالم ولا يمين ولا شمال ولا متصل بالعالم ولا منفصل عن العالم ، شوف كيف ! لا متصل ولا منفصل ولا في العالم ولا العالم فيه ولا يمين العالم ولا شمال العالم ولا فرق العالم ولا تحت العالم نعم يمكن هذا ؟ ما يمكن إلا أن يكون معدوما ولهذا قال بعض العلماء : لو قيل لنا : صفوا الله بالعدم ما وجدنا أدق من هذا الوصف لأن إذا قلنا : هذه الأوصاف السلبية إذا قلتها في الله عز وجل وأن هذا هو الواجب علينا نحو ربنا فمعنى ذلك أنه يجب أن نقول : لا رب أليس كذلك ؟ هذا هو الحقيقة . وأما أهل السنة والجماعة الذين مشوا على طريقة السلف وعلى ما يقتضيه النص والعقل والفطرة فأجمعوا على أن الله تعالى بذاته فوق كل شيء بذاته فوق كل شيء ، وأنه عز وجل لا يحصره مكان فما فوق العالم عدم ما فوق العالم عدم والله سبحانه وتعالى في ذلك الفوق .
وحينئذ لا يكون في اعتقادنا هذا أي تنقص لله عز وجل وقد سبق لنا أن شبهة القائلين بأنه ليس داخل العالم ولا خارج العالم ولا متصل ولا منفصل ولا فوق ولا تحت إلى آخره أن شبهتهم أنهم يقولون إذا قلنا بأن الله تعالى بذاته في السماء لزم أن يكون منحصرا بشيء ، ولكن هذا غير صحيح ، باطل لا يلزم أن يكون منحصرا في شيء لأنه ليس فوقه شيء فكيف يكون منحصرا في شيء هو فوق كل شيء سبحانه وتعالى ولا شيء يحصره ، وهذه الشبهة التي شبهها أو التي ألقاها الشيطان في قلوبهم شبهة لا حقيقة لها .
أما الذين قالوا : إن الله بذاته في كل مكان فإنهم استدلوا بآيات المعية مثل قوله تعالى : (( وهو معكم أين ما كنتم )) وقوله : (( ما يكون من نجوى ثلاثةٍ إلا هو رابعهم ولا خمسةٍ إلا هو سادسهم ولا أدنى من ذلك ولا أكثر إلا هو معهم )) ، فظنوا أن المعية تستلزم الحلول والاختلاط ، ولكنهم ضلوا في ذلك المعية لا تستلزم هذا أبدًا فإن القرآن نزل باللسان العربي باللغة العربية ، واللغة العربية لا تمنع أن يكون الشيء فوقك وبعيدًا عنك وعاليًا عنك وتقول : إنه معي .
ففي اللغة العربية يقولون : إن القمر معنا وهو في السماء والنجم الفلاني معنا وهو في السماء ويقول القائد مثلًا للجند اذهبوا إلى المعركة وأنا معكم وهو في مكانه في الغرفة غرفة القيادة مثلا وهكذا ، المعية في اللغة العربية ما تقتضي الحلول والمخالطة والمجامعة في المكان أبدا أقول لا تقتضي ، العبارة الصحيحة : لا تستلزم لا تستلزم لكنها قد تقتضي ذلك ولا لا ؟ ولهذا هي على حسب ما تضاف إليه فإذا قلت : سقاني لبنًا معه ماء فالمعية هنا تقتضي الاختلاط والمزج كما قال الشاعر ما أدري أيمدح من أضافوه أو يذمهم :
" حتى إذا جن الظلام واختلط *** جاءوا بمَذْق هل رأيت الذئب قط "
هذا يمدحهم ولا يذمهم ؟
الطالب : يذمهم .
الشيخ : يقول : ما جابوا اللبن بالنهار يخاف نشوفه ، لما جن الظلام جاؤوا بهذا المذق يعني باللبن المخلوط نعم اللي صار لونه مثل لون الذيب شوف بعد شبهه بشيء مكروه " هل رأيت الذئب قط " .
إذًا هذه تقتضي الامتزاج وإذا قلت : معي كتابي مثلا حضرت إلى الدرس ومعي كتابي فهذا مصاحبة المكان ولا لا ؟ طيب وإذا قلت : فلانة مع فلان هذه قد تكون معه في المكان وقد تكون في البيت وهو في السوق لكنها زوجته واضح ؟ فتبين أن المعية يختلف معناها ومقتضياته ومستلزماته بحسب ما تضاف إليه . فأنتم أيها الحلولية أنتم أخطأتم في قولكم إن المعية تستلزم المشاركة في المكان لأنا كلما أوردنا أمثلة أو كلما تأملنا في اللغة العربية وجدنا أمثلة كثيرة لا تستلزم ذلك .
إذًا فما هو الذي يجب على المؤمن اعتقاده بالنسبة لعلو الله عز وجل ؟ الواجب : أن يعتقد بأن الله تعالى عالٍ في ذاته كما هو عالٍ في صفاته .
ولهذا نقول : إن العلو ينقسم إلى قسمين : علو الذات وعلو الصفات وكله ثابت لله عز وجل . من فوائد الحديث من فوائد الحديث : أن الحشرات تتكلم تتكلم تقول ، تقول : اللهم إلى آخره ، ولكن كلامها كما قال الله عز وجل : (( ولكن لا تفقهون تسبيحهم )) ما هو مفهوم إلا أن الله تعالى قد يُفهِمُه من شاء من عباده . سليمان عليه الصلاة والسلام يقول : (( علمنا منطق الطير وأوتينا من كل شيءٍ )) منطق الطير قال العلماء : لأن الطير من أصعب ما يكون فهم لغته فالهدهد من باب أولى .
ولهذا فهم ما تقول سليمان له وعلى هذا نقول : إن جميع المخلوقات تتكلم وتنطق وتسبح الله عز وجل وما كان محتاجا منها إلى إمداد فإنه يسأل الله عز وجل نعم .
ومن فوائد الحديث نعم .
الطالب : القائلين بأن الله في السماء .