فوائد حفظ
الشيخ : وهذا يدل على أن الأمر في ذلك واسع وفيه أيضا في هذا الحديث أنه صلى الله عليه وسلم يقول سمع الله لمن حمده ربنا ولك الحمد ولكن المأموم يقول ربنا ولك الحمد فقط وفيه أيضا أنه لا يفعل هذا في السجود ، وهذا هو المعتمد وأما ما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يرفع يديه كلما خفض وكلما رفع فهذا انقلاب على الراوي كأنه أراد أن يقول كان يكبر كلما خفض وكلما رفع فقال يرفع يديه ، ويؤيد هذا أن حديث ابن عمر في الصحيحين وغيرهما ، وذاك في السنن فحديث ابن عمر أصح وقد جزم بأنه لا يرفع يديه وليس هذا مع حديث السنن من باب المثبت والنافي حتى نقول إنه يقدم المثبت ، لأن هذا النافي مثبت في الواقع إذ أن ابن عمر يرقب صلاته عليه الصلاة والسلام ويعلمها فيقول إنه رفع في ثلاث مواضع أو أربعة ولا يفعل ذلك في السجود فهذا وإن كان نفيا فهو بمعنى الإثبات وعلى هذا فيكون هو المعتمد وظاهر قوله : لا يفعل ذلك في السجود أنه لا فرق بين السجود الأصلي في الصلاة وبين السجود الطارئ كسجود التلاوة فإذا سجد في الصلاة للتلاوة لم يرفع يديه لعموم قوله : وكان لا يفعل ذلك في السجود ، وأما ما ذهب إليه الفقهاء رحمهم الله في قولهم أنه إذا سجد للتلاوة في الصلاة فإنه يرفع يديه لأنه انحطاط من قيام فهو كالركوع فيقال إن القياس في باب العبادات ممنوع وعلى هذا فلا يرفع يديه إذا سجد للتلاوة في الصلاة بل يسجد بلا رفع يدين.