حدثنا عبد الله بن مسلمة عن مالك عن أبي حازم عن سهل بن سعد قال كان الناس يؤمرون أن يضع الرجل اليد اليمنى على ذراعه اليسرى في الصلاة قال أبو حازم لا أعلمه إلا ينمي ذلك إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال إسماعيل ينمى ذلك ولم يقل ينمي حفظ
القارئ : حدثنا عبد الله بن مسلمة عن مالك عن أبي حازم عن سهل بن سعد قال : كان الناس يؤمرون أن يضع الرجل اليد اليمنى على ذراعه اليسرى في الصلاة ، قال أبو حازم لا أعلمه إلا ينمي ذلك إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال إسماعيل ينمى ذلك ولم يقل ينمي.
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم هذا وضع اليد اليمنى على اليسرى في الصلاة من المعلوم أن الإنسان إذا كبر تكبيرة الإحرام فإنه يرفع يديه إلى حذو منكبيه أو شحمة أذنيه أو فروع أذنيه كل هذا جاءت به السنة والإنسان ينبغي له أن يفعل هذا مرة وهذا مرة ثم ماذا يصنع ؟ يضع يده اليمنى على ذراعه اليسرى هكذا ، والحديث يضع ولم يقل يقبض وفرق بين الوضع والقبض القبض يقول هكذا يخلي اليد تدور أصابعها على الذراع هكذا والوضع هكذا مع أنه ورد أنه يضعها على الكف ووضعها على الرسغ والظاهر أن هذا من باب اختلاف الصفات لكن ما في البخاري أصح ، وقوله : في الصلاة لم يذكر موضع هذا الوضع في الصلاة وإذا تتبعنا الصلاة عرفنا أين يكون مكان هذا الوضع ، فمثلا في الركوع أين يكون وضع اليدين ؟ على الركبتين في السجود على الأرض في الجلوس على الفخذين في القيام هو ما جاء به الحديث يعني تعين الآن أن محل وضع اليد اليمنى على الذراع اليسرى هو القيام ، ولكن العلماء اختلفوا أهو القيام قبل الركوع أو هو القيام قبل الركوع وبعد الركوع ؟ فمنهم من قال إنه القيام قبل الركوع وأما بعد الركوع فيطلق كل عضو حتى يستقر في موضعه ويعود كل عضو إلى موضعه وعلى هذا فيكون وضع اليد اليمنى على الذراع اليسرى في القيام قبل الركوع وإلى هذا ذهب الشيخ الألباني حتى بالغ وقال إن وضع اليد اليمنى على الذراع اليسرى بعد الركوع بدعة ولكنه في الحقيقة يعني بالغ في هذا الأمر فإنه لا يصل إلى حد البدعة مع وجود احتمال في الحديث وما دام الإحتمال واردا فإن من اجتهد ورأى أن هذا عام في القيام قبل الركوع وبعد الركوع لا يسمى مبتدعا لأنه يقول إن هذا هو مدلول الحديث فهو مجتهد فالصواب أنه ليس ببدعة ولكن الشيخ عبد العزيز بن باز يقول إن وضع اليد اليمنى على الذراع اليسرى إنه عام في القيام قبل الركوع وبعد الركوع أما الإمام أحمد رحمه الله فقال إنه بعد الركوع يخير إن شاء أرسل يديه وإن شاء وضع اليمنى على الذراع اليسرى وكأن الإمام أحمد رحمه الله لم يتبين له الأمر فرأى أنه واسع وأن الإنسان إن وضع يديه اليمنى على ذراعه اليسرى فحسن وإن أرسلهما فحسن ، وعلى كل حال فإننا لا ننكر على من أرسلهما بعد الركوع ولا نعنفه ونقول هذا رأي والأمر واسع والحمد لله أما من أرسلهما قبل الركوع فهذا هو الذي يقال له إنك خالفت السنة ولا إشكال أنه خالف السنة لأنه لم يرد عن النبي صلى الله عليه وسلم في حديث ضعيف ولا صحيح أنه كان يرسل يديه في القيام قبل الركوع ، نعم