بناء الزبير الكعبة على ما تمناه الرسول صلى الله عليه وسلم . حفظ
الشيخ : ولهذا لما تولى الأمر عبد الله بن الزبير رضي الله عنه ، لما تولى الخلافة في مكة ، بل على الحجاز كلها ، مكة والمدينة ، كان تابعا لها ، لهما ، بنى الكعبة على الوجه الذي تمناه الرسول عليه الصلاة والسلام ، أدخل الجدر وبناها على قواعد إبراهيم ، وجعل لها بابين ، بابا يدخل منه الناس وباب يخرج منه ، ثم لما حصلت فتنة الحجاج ورماها بالمنجنيق والعياذ بالله وهدمها ودخل مكة عنوة ، مع أن الرسول قال : ( لا تحل لأحد بعدي ) لكنه خالف والعياذ بالله ، خالف ، وقتل عبد الله بن الزبير رضي الله عنه وصلبه ، وجيء إلى أمه أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما ، وأخبرت بما فعل الناس به ، فقالت ما لذي يضر الشاة بعد سلخها رضي الله عنها ، صبر واحتساب ولان هذا أمر عظيم ، هدمها ، هدمها الحجاج بالمنجنيق ثم لما استولى هدمها كليا وأعادها على بناء قريش ، أعادها على بناء قريش ، والله أعلم بنيته ، هل قصده أن الرسول أقر هذا البناء إلى أن مات وأقره الخلفاء الراشدون ، أو أن قصده الإنتقام مما فعله عبد الله بن الزبير، الله أعلم بنيته ، لكن عبد الملك بن مروان لما بلغه هذا الحديث ، قال لو علمت به لمنعت الحجاج من هدمها وبناءها على ما كانت عليه في الجاهلية ، طالت المدة وتولى الرشيد بن هارون ، فأراد أن يهدمها ويعيدها على ما تمناه الرسول عليه الصلاة والسلام ، فاستشار الإمام مالك ، مالك رضي الله عنه ورحمه ، قال : " لا تجعل بيت الله ملعبة للملوك ، كلما جاء ملك هدمه وأعاده على ما يريد " فتركه وبقي على ما هو عليه ، ولكننا نقول ما أراده النبي صلى الله عليه وآله وسلم حصل ولله الحمد على وجه أكمل مما كنا نتوقع ، لأنه لو بني على قواعد إبرهيم مسقوفا ، وجعل له بابان ، باب يدخل منه الناس باب يخرجون منه لأهلك الناس بعضهم بعضا ، لا سيما في مثل عصورنا هذه ، وجهالة الناس ، أما الآن فإن له بابين ، بابا يدخل منه الناس وباب يخرجون منه بالهواء الطلق ، أليس كذلك لأنه بين الكعبة القائمة والجدر بابين ، بابا يدخل منه الناس وبابا يخرجون منه ، فنما أراده النبي صلى الله عليه وسلم حصل ولله الحمد ، مع زوال المفسدة ، مع زوال المفسدة، ثم إن في بقائه هكذا جدارا دون أن يكون كعبة مبينة كلها فيه أيضا امتحان وإذعان ، كيف ذلك ، لو كانت بناية واحدة لكان الناس يطوفون بها اضطرارا ، لكن الآن لو أراد أحد أن يدخل من باب الحجر ويخرج من الباب الثاني أمكنه ذلك ، لكن تعبدا لله يكملون ذلك ، الحجر ويطوفون من ورائه ولو كان عليهم أعظم مشقة ففيه محنه يعني ابتلاء ، فيه ابتلاء ، تصورنا هذا ولا لأ، فيه ابتلاء لأنه لو كانت بناية قائمة ما تمكن أحد أن يدخل ، لكن هنا يمكن أن يدخل أحد ، لكن إن قل إنسان سأكمل ما أمرني به الله ، وليطوفوا بالبيت ، وأطوف من وراء الجدر ، صار فغي هذا إمتحان للعباد في أداء العبادة ، والله سبحانه وتعالى عليم حكيم ، (( عسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم )) وقال : (( فإن كرهتموهن فعسى أن تكرهوا شيئا ويجعل الله فيه خيرا كثيرا )) وهذي من حكم الله عزوجل .