تتمة شرح باب : ما جاء في إجازة خبر الواحد الصدوق في الأذان والصلاة والصوم والفرائض والأحكام . حفظ
الشيخ : قال البخاري ويسمى الرجل طائفة مع أن قوله : ( من كل فرقة منهم طائفة ) ليتفقهوا أي الباقون في الدين وينذروا قومهم ، يعني يكفي رجل واحد أن يتفقه وينذر واستدل بقوله أن الطائفة تطلق على الرجل الواحد بقوله تعالى : ((وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما )) ، فلو اقتتل رجلان دخل في معنى الآية ، لو اقتتل رجلان وجب علينا أن نمنع بعضهما من بعض وأن نصلح بينهما ، لكن دخولهم في الآية فيه نظر وإنما يؤخذ من أدلة أخرى وجه النظر قوله : ((وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا )) وهذه جمع ، فلا بد أن تكون الطائفة اثنين فأكثر أو على الأقل ، اثنين من وجه، وواحد من وجه آخر ، ليصدق الجمع ، لكن اقتتلوا رجلين لا شك يجب علينا التدخل والمنع من الإقتتال والإصلاح بقدر المستطاع ، وقوله تعالى : (( إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا )) أول الآية : (( يا أيها الذين ءامنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا )) فاسق من الفاسق ، الفاسق الخارج عن طاعة الله ، الخارج عن طاعة الله ، وعرفه الفقهاء بأنه من فعل كبيرة لم يتب منها ، أو أصر على صغيرة ، فإذا جاءنا رجل معروف بالتهاون بالدين وعادة بمبالاة بترك الواجبات وترك المحرمات فهذا فاسق لا يقبل خبره ولكن هل يرد؟
لا، لا يرد ولا يقبل ، لا يرد ولا يقبل ، بل يتبين الأمر ، ولهذا قال فتبينوا ، أي اطلبوا بيان الواقع ، هل هو على حسب ما أخبر به هذا الفاسق أو لا ، وهذا من الإنصاف ، أن لا نرد خبر الفاسق مطلقا ولا نقبله مطلقا ، لأن قبوله مطلقا مشكل فهو متهم في خبره ورده مطلقا أيضا فهو مشكل ، لاحتمال أن يكون صادق ، قالوا وكيف بعث النبي صلى الله عليه وآله وسلم أمراءه واحدا بعد واحدا؟
نعم كان الرسول عليه الصلاة والسلام كان يبعث بدين الله الرجل الواحد ، وربما يردفه بأخر وربما لا يردفه ، فإن سها أحد منهم رد إلى السنة ، سها يعني غفل ، فإنه يرد إلى السنة وجوبا ، نعم .