تابع لما حكم إرسال الأضاحي للمجاهدين.؟ حفظ
الشيخ : دليل ذلك أن الأضحية لها أحكام خاصة منها : أن تكون في وقت معين ومنها : أن تكون من جنس معين ومنها : أن تكون على وصف معين ومنها : أن تخلو من العيوب ولو كان المقصود مجرد اللحم لجازت في كل وقت ومن كل جنس وعلى أي وصف ومعيبة أو غير معيبة فمثلا الأضحية لا تكون إلا في أيام الذبح يوم العيد عيد الأضحى وثلاثة أيام بعده الأضحية ولا بد في يوم العيد أن تكون بعد الصلاة لا بد أن تكون من جنس معين وهي بهيمة الأنعام الإبل والبقر والغنم فلو ذبحت فرسا وتصدقت به على أنه أضحية لو ذبحت فرسا على أنه أضحية لم يجزئ لا بد أن تكون من سن معين وهي أن تكون جذعة من الضأن أو ثنيا مما سواه ولو كان المقصود اللحم لجازت بالفرس ولجازت بما دون السن ولا بد أن تكون سليمة من العيوب التي بينها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : ( أربع لا تجوز الأضاحي : العوراء البين عورها والمريضة البين مرضها والعرجاء البين ضلعها والعجفاء أي الهزيلة التي لا تنقي وليس فيها نقي ) يعني ليس فيها مخ ولو كان المقصود بها اللحم لجازت مع هذا العيب لأن العوراء لا يؤثر عورها على لحمها فإذا علمت ذلك تبين لك أن الأضحية عبادة مشروعة بذاتها لا أنها مجرد تصدق باللحم وقد فرق النبي عليه الصلاة والسلام بين شاة اللحم وشاة الأضحية فقال : ( من ذبح قبل الصلاة فشاته شاة لحم ولا نسك له ) وهذا واضح أنه ليس المقصود مجرد اللحم وإذا كان كذلك فإننا نرى أن لا يبعث بالأضاحي إلى أفغانستان ولا إلى غيرها من البلاد الإسلامية الفقيرة لأن ذلك مخالف لهدي النبي صلى الله عليه وسلم فإن هدي الرسول عليه الصلاة والسلام أن يذبح الإنسان الأضحية بيده فإن لم يحسن وكل من يضحي وشهد الأضحية ومن هدي النبي عليه الصلاة والسلام الذي أمر الله به أن يأكل منها كما قال تعالى : (( فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ )) كلوا منها والأصل في الأمر الوجوب ولهذا ذهب بعض العلماء إلى وجوب أكل المضحي من أضحيته وكيف يتأتى الوجوب وهي في الشرق أو في الغرب ؟ ومن هدي النبي عليه الصلاة والسلام في الأضحية أن يسمي عليها فيقول : ( باسم الله والله أكبر هذا منك ولك عني وعن أهل بيتي ) وكيف يمكن هذا وهي في الشرق أو في الغرب ؟ ولا شك أننا لو قلنا بما أفتى به هذا المفتي لعطلنا البلاد الإسلامية من هذه الشعيرة لأن كل الناس يحبون الأفضل فإذا قيل لهم الأفضل أن تبعثوا بأضحياتكم إلى المكان الفلاني والمكان الفلاني تعطلت البلاد الإسلامية من هذه الشعيرة الإسلامية ثم إن الأضاحي من أحكامها أنه إذا دخل العشر إذا دخل العشر فإن الإنسان ينهى أن يأخذ شيئا من شعره أو بشرته أو ظفره حتى يضحي وإذا أرسلتها يمينا أو شمالا فلا تدري متى يضحون فهذه الفتوى لا شك أنها خطأ ومن أراد أن ينفع إخوانه المسلمين فليفعل لكن بغير الشعيرة الإسلامية الشعائر تبقى شعائر ونفع المسلمين يحصل من باب آخر .