ما حكم من يمدح الدهر وما تفسير قوله تعالي "في أيام نحسات ".؟ حفظ
السائل : السلام عليكم ورحمة الله .
الشيخ : عليكم السلام ورحمة الله وبركاته .
السائل : فضيلة الشيخ بارك الله فيك يقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( يقول الله تعالى : يؤذيني ابن آدم يسب الدهر ) فما حكم مدح الدهر يا شيخ ؟ وما تفسير قول الله تعالى : (( فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحاً صَرْصَراً فِي أَيَّامٍ نَحِسَاتٍ )) ؟
الشيخ : نعم قوله تعالى في الحديث القدسي : ( يؤذيني ابن آدم يسب الدهر ) : يعني يسب الزمن الوقت الليل والنهار وسب الليل والنهار سب لله عز وجل لأنه سبحانه وتعالى هو المدبر لما يكون في الليل والنهار .
ولهذا قال تعالى في الحديث نفسه : ( وأنا الدهر بيدي الأمر أقلب الليل والنهار ) أما مدح الدهر باعتبار أن الإنسان يثني على ربه بذلك لا على الأيام والليالي فلا بأس وهذا طيب .
فيقول مثلا : هذه الأيام أيام سرور وأيام أمن وأيام رخاء ولله الحمد فهي أيام مباركة وما أشبه ذلك هذا لا بأس به .
وأما أن يثني على الدهر ناسيًا خالقه عز وجل وهو الله فهذا لا يجوز لأنه لأن الثناء على السبب مع التغافل عن المسبب فيه الحقيقة غض من نقص المسبب وهو الله عز وجل .
وأما قوله تعالى : (( فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحاً صَرْصَراً فِي أَيَّامٍ نَحِسَاتٍ )) .
فالذي ذم هذه الأيام هو الله عز وجل وله أن يثني على ما شاء من خلقه وأن يعيب ما شاء من خلقه .
لكن قل لي : ما الجواب عن قوله تعالى عن لوط : (( وَقَالَ هَذَا يَوْمٌ عَصِيبٌ )) فالجواب عنه أن يقال : إن لوطا عليه الصلاة والسلام لم يرد قدحه القدح في هذا إنما أراد الخبر ، الخبر عن هذا اليوم بأنه عصيب ويفرق في الأشياء بين القصد وعدم القصد أرأيت لو جاء شخص يسألك بل لو جاء شخص يسأل مريضا فجعل المريض يخبر هذا الرجل مجرد خبر فقط وجاء آخر يسأل مريضا آخر فجعل المريض يخبره يتشكى إليه .
فالأول عمله جائز والثاني عمله مذموم إذ كيف يتشكى إلى المخلوق وقد قيل :
" وإذا شكوت إلى ابن آدم حاجة "
" وإذا شكوت إلى ابن آدم *** إنما تشكو الرحيم إلى الذي لا يرحم " نعم .
الشيخ : عليكم السلام ورحمة الله وبركاته .
السائل : فضيلة الشيخ بارك الله فيك يقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( يقول الله تعالى : يؤذيني ابن آدم يسب الدهر ) فما حكم مدح الدهر يا شيخ ؟ وما تفسير قول الله تعالى : (( فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحاً صَرْصَراً فِي أَيَّامٍ نَحِسَاتٍ )) ؟
الشيخ : نعم قوله تعالى في الحديث القدسي : ( يؤذيني ابن آدم يسب الدهر ) : يعني يسب الزمن الوقت الليل والنهار وسب الليل والنهار سب لله عز وجل لأنه سبحانه وتعالى هو المدبر لما يكون في الليل والنهار .
ولهذا قال تعالى في الحديث نفسه : ( وأنا الدهر بيدي الأمر أقلب الليل والنهار ) أما مدح الدهر باعتبار أن الإنسان يثني على ربه بذلك لا على الأيام والليالي فلا بأس وهذا طيب .
فيقول مثلا : هذه الأيام أيام سرور وأيام أمن وأيام رخاء ولله الحمد فهي أيام مباركة وما أشبه ذلك هذا لا بأس به .
وأما أن يثني على الدهر ناسيًا خالقه عز وجل وهو الله فهذا لا يجوز لأنه لأن الثناء على السبب مع التغافل عن المسبب فيه الحقيقة غض من نقص المسبب وهو الله عز وجل .
وأما قوله تعالى : (( فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحاً صَرْصَراً فِي أَيَّامٍ نَحِسَاتٍ )) .
فالذي ذم هذه الأيام هو الله عز وجل وله أن يثني على ما شاء من خلقه وأن يعيب ما شاء من خلقه .
لكن قل لي : ما الجواب عن قوله تعالى عن لوط : (( وَقَالَ هَذَا يَوْمٌ عَصِيبٌ )) فالجواب عنه أن يقال : إن لوطا عليه الصلاة والسلام لم يرد قدحه القدح في هذا إنما أراد الخبر ، الخبر عن هذا اليوم بأنه عصيب ويفرق في الأشياء بين القصد وعدم القصد أرأيت لو جاء شخص يسألك بل لو جاء شخص يسأل مريضا فجعل المريض يخبر هذا الرجل مجرد خبر فقط وجاء آخر يسأل مريضا آخر فجعل المريض يخبره يتشكى إليه .
فالأول عمله جائز والثاني عمله مذموم إذ كيف يتشكى إلى المخلوق وقد قيل :
" وإذا شكوت إلى ابن آدم حاجة "
" وإذا شكوت إلى ابن آدم *** إنما تشكو الرحيم إلى الذي لا يرحم " نعم .