شرح قول المصنف رحمه الله تعالى : " ... ويكون بألفاظ معلومة , وهي النفس , و العين , وكل , و أجمع , وتوابع أجمع , وهي : أكتع , و أتبع , و أبصع , تقول : قام زيدٌ نفسه , و رأيت القوم كلهم , و مررت بالقوم أجمعهم ... " . حفظ
الشيخ : طيب ، يقول المؤلف رحمه الله تعالى: " ويكون بألفاظ معلومة " ، بألفاظ معلومة علمت بماذا؟
الطالب : بالتتبع.
الشيخ : بالتتبع والاستقراء، " وهي : النفس ، والعين ، وكل ، وأجمع ، وتوابع أجمع وهي : أكتع ، وأبتع ، وأبصع " ، النفس والعين يؤكّد بها المفرد والجمع والمثنى، تقول : جاء زيد نفسُه، جاء الرجلان أنفسُهما، جاء القوم أنفسُهم، هذا التوكيد يقوي ، لأنك إذا قلت : جاء زيد ، فالخبر يفيد أن زيدا جاء أليس كذلك؟
الطالب : بلى.
الشيخ : فإذا قلت : نفسه ، تأكّد الخبر وارتفع احتمال المجاز ، وارتفع احتمال المجاز ، يعني لما كان قولك : جاء زيد يحتمل أن المعنى : جاء غلامه أو جاء خبره أو ما أشبه ذلك ، فإذا قلت : نفسه أكّدت ظاهر اللفظ ، لأن ظاهر اللفظ في قولك : جاء زيد يعني هو الذي جاء ، لكن مع احتمال المجاز، فإذا قلت : نفسُه ارتفع احتمال المجاز ، وقوّى الجملة الخبرية التي قبله، طيب الآن أيضا تقول : جاء زيد عينُه، جاء زيد يفهم السامع أن الذي جاء زيد ، لكن فيه احتمال أن الذي جاء غلامه مثلا، فإذا قلت : عينه زال هذا الاحتمال ، وصار في قولك : عينه توكيد لمجيئه هو دون غلامه، طيب : " كل " كل يؤكّد بها الشيء الذي ذو أجزاء، يؤكد بها ما كان و أجزاء ، نعم ، كل شيء ذو أجزاء فإنه يؤكّد بكل ، وأما الواحد فلا يؤّكد بكل ، ولهذا لا يصلح أن تقول : جاء زيد كلّه ، ليش؟
الطالب : لأنه لا يتبعض.
الشيخ : لأنه لا يتبعّض، ما يمكن يأتي بعضه ، لكن يصح أن تقول : عتق العبد كلُّه ، ليش؟
الطالب : يتبّعض.
الشيخ : لأن العتق يتبعّض، طيب أكلت الرغيف كلُّه؟
الطالب : يتبعّض.
الشيخ : ليش؟
الطالب : يتبعّض.
الشيخ : يمكن تأكل نصفه أو ثلثه، فإذن يصلح أن تؤكّد فتقول : كله مع أن الرغيف واحد، طيب جاء القوم كلُّهم؟
الطالب : يصح.
الشيخ : يصح، ليش؟
الطالب : لأنهم يتبعّضون.
الشيخ : لأنهم يتبعضون ، يمكن يأتي بعضهم، فإذا قلت جاء القوم كلهم فهذا توكيد، إذن كل : لا يؤّكد بها إلا ما يتبعّض، أما ما لا يتبعّض فلا يؤكد بها وإنما يؤكّد بإيش؟ بالنفس أو بالعين ، يعني في طرق يؤكد بها غير هذا، طيب ، أجمع؟ أيضا من ألفاظ التوكيد، أجمع من ألفاظ التوكيد ولا يكون إلا في الجمع، تقول : جاء القوم أجمعون، جاء القوم أجمعون ، ولا تقول : جاء زيد أجمعون، لابد أن يكون بالجمع ، لا يؤّكد به إلا الجمع، ورأيت القوم أجمعين، ومررت بالقوم أجمعين، كذلك يقول المؤلف : " توابع أجمع وهي : أكتع وأبتع وأبصع " ، توابع أجمع : أفادنا المؤلف رحمه الله أن هذه الثلاثة الألفاظ " أكتع ، وأبتع ، وأبصع " ، لا يؤّكد بها إلا مع : أجمعين، فلا تقل : جاء القوم أكتعين ، وإنما تقول : جاء القوم أجمعين أكتعين ، لأنها لا تأتي إلا تبعا لأجمعين ، أما تأتي مفردة فلا، طيب ، تقول : جاء القوم أجمعون أكتعون أبتعون أبصعون ، إذا قلت هكذا كأنك قلت : جاء القوم أجمعون أجمعون أجمعون أجمعون ، لأن هذه توابع تفيد زيادة التوكيد، طيب ، صار الآن : النفس والعين يؤكد بهما؟
الطالب : الواحد.
الشيخ : الواحد، هاه؟
الطالب : المثنى.
الشيخ : والمثنى، والجمع، كل : يؤكّد بها؟
الطالب : ما له أجزاء .
الشيخ : ما له أجزاء ، أو ما يتبعّض، أجمع وأبتع وأكتع وأبصع : يؤكّد بها الجمع خاصة ، فتقول : جاء القوم أجمعون ، ورأيت القوم أجمعين ، ومررت بالقوم أجمعين ، (( لأملأن جهنّم من الجنة والناس أجمعين )) ، (( فسجد الملائكة كلهم أجمعون إلا إبليس )) ، طيب ، التوكيد يوافق المؤكّد في؟
الطالب : يوافق المؤكد في رفعه ونصبه وخفضه وتعريفه وتنكيره.
الشيخ : نعم، في رفعه، وتعريفه، لا ما فيها ...، في رفعه يعني إذا كان المؤكّد مرفوعا فالمؤكِّد؟ هاه
الطالب : مرفوعًا .
الشيخ : مرفوعًا، إذا كان المؤكّد مرفوعًا . إذا كان المؤكّد منصوبًا كان المؤكِّد منصوبا، إذا كان مجرورا كان المؤكِّد مجرورا، إذا كان معرفة كان المؤكِّد معرفة، واختلف النحويون هل تؤكّد النكرة أو لا ؟ ، فقال بعضهم : لا تؤكّد ، وقال بعضهم : بل تؤكّد، وظاهر كلام المؤلف أنها لا تؤكد ، لأنه لم يقل أيش؟ وتنكيره .
الطالب : وتنكيره .
الشيخ : طيب ، هاه؟
الطالب : موجودة هنا !
الشيخ : لا ما هي موجودة عندي ، عندي مشروحة ما هي موجودة ، طيب ، نأخذ الآن تمرينا على هذا الشيء، أَكّدْ زيدًا، هاتِ مثالا على تأكيد زيد؟
الطالب : جاء زيد نفسه.
الشيخ : نفسَه أو نفسُه؟
الطالب : نفسُه.
الشيخ : نفسُه، أعربها؟
الطالب : جاء فعل ماضٍ مبني على الفتح.
الشيخ : نعم.
الطالب : زيدٌ : فاعل مرفوع بالضمّة الظاهرة على آخره.
الشيخ : نعم.
الطالب : نفسُه !
الشيخ : نفسه، جميل؟
الطالب : نفسه : توكيد !
الشيخ : نعم، توكيد
الطالب : توكيد !
الشيخ : نفس : توكيد لزيد.
الطالب : توكيد لزيد.
الشيخ : نعم .
الطالب : نفس مضاف .
الشيخ : اصبر ، وتوكيد المرفوع؟
الطالب : وتوكيد المرفوع مرفوع.
الشيخ : نعم، وعلامة رفعه؟
الطالب : الضّمة الظاهرة على آخره.
الشيخ : نعم.
الطالب : نفس : مضاف والهاء : مضاف إليه.
الشيخ : نعم، مبني على الضم في محل جرّ، طيب ، هذه أصول، توابع أجمع ثلاث : أكتع وأبتع وأبصع ، فتكون الألفاظ كلها كم؟
الطلاب : سبعة
الشيخ : سبعة، أربعة وثلاثة سبعة، هذه الألفاظ تتبع المؤكَّد في الرفع والنصب والخفض والتعريف ، والأمر فيها واضح، ولذلك الآن نأخذ الإعراب الدوري وأظن واقفين على الصف الثالث؟
الطالب : الثاني
الشيخ : الثاني؟
الطالب : الثاني .
الشيخ : ها ؟ طيب زين، النفس والعين واضحة، نفسه: يعني هو نفسه، عينه : يعني هو عينه، كل : معناها العموم، أجمعين : أيضا معناها العموم، أكتع وأبتع وأبصع : بمعنى أجمعين. طيب ، من .