شرح قول المصنف رحمه الله تعالى : " ... و بدل الاشتمال , و بدل الغلط , نحو قولك : قام زيدٌ أخوك , و أكلت الرغيف ثلثه , و نفعني زيدٌ علمه , و رأيت زيدًا الفرس . أردت أن تقول : الفرس فغلطت فأبدلت زيدًا منه ... " . حفظ
الشيخ : الثالث: بدل الاشتمال ، قلنا : أن يكون للبدل نوع اتّصال بالمبدل منه، مثاله: نفعني زيدٌ علمُه، نفعني زيدٌ علمُه، علم له علاقة بزيد ، لأنه وصف له ، والذي نفعني زيد ولا علمه؟
الطالب : علمه.
الشيخ : علمه، نفعني زيدٌ مالُه؟ هاه؟
الطالب : مالُه .
الشيخ : هذا أيضًا بدل اشتمال، نفعني زيدٌ ولدُه؟ كذلك اشتمال، المهم أن يكون الثاني الذي هو البدل له صلة بالمبدل منه، أحرقتُ زيدًا كتابَه؟ هاه؟ بدل اشتمال؟
الطالب : نعم .
الشيخ : صحيح، بدل اشتمال ، لأنك إذا قلتَ : أحرقتَ زيدًا سوف ها ؟
الطالب : يقوم ...
الشيخ : لأ ، يقوم على الأقل يشوش عليك، فإذا قلت: كتابَه زال هذا، طيب ، ضربت زيدًا طَرَفَه؟
الطالب : بدل اشتمال .
الشيخ : هذا أيضا بدل اشتمال ، للعلاقة بين زيد وطرفُه ، هذا بدل اشتمال، رأيت زيدًا الفرس؟
الطالب : مثال الغلط .
الشيخ : لا لا، هذا بدل غلط، المثال صحيح
الطالب : بدل غلط .
الشيخ : أنتم تقولون : غلط معناه بدل غلط أو المثال غلط؟
الطالب : بدل غلط.
الشيخ : بدل غلط ، زين، هذا صح، رأيتُ زيدًا الفرس، لو قلتُ : رأيتُ زيدًا فرسُه ، وأضفت إليه صار اشتمال ، لكن إذا قلت : رأيتُ زيدًا ، قال الناس : كيف رأيت زيدًا ؟ زيد ميت له عشر سنين، قال : الفرسَ، الفرس، نعم! إذن هذا يسمى : بدل غلط، حطوا بالكم يا جماعة، يقول المؤلف : " أردت أن تقولَ : الفرسَ فغلطت فأبدلتَ زيدًا منه " ، كان في الأول تريد أن تقول : رأيت الفرس ، لكن سبق لسانك فقلتَ : رأيتُ زيدًا ، ثم ذكرت فقلت : الفرسَ ، ولهذا سمي بدل ؟
الطالب : غلط .
الشيخ : بدل غلط ، سُمي : بدل غلط ، لكن ابن مالك -رحمه الله- يقول : " هذا النوع من البدل إن كان عن قصد فهو إضراب ، وإن كان عن غير قصد فهو غلط " ، إيش معنى إضراب؟ يعني أنك أضربت عن الأول إلى الثاني ، لأنه ما فيه غلط، ما غلطت، قلت في الأول : رأيت زيدا ، ثم أردت أن تخفي رؤيتك زيدًا فقلت : إيش؟ الفرسَ ، ولاحظوا يا جماعة أن الحكم في البدل للثاني وإلا للأوّل؟
الطالب : للثاني.
الشيخ : ما أسرعَ ما تنسون ، قلنا : البدل المقصود البدل وليس المبدل منه، يكون الحكم لإيش؟
الطالب : للثاني .
الشيخ : للثاني ، الآن شوف الكلمة هذه، أولًا : الحكم في : قام زيد أخوك للثاني، أكلتُ الرغيفَ ثلثَه الثاني، نفعني زيدٌ علمُه الثاني، رأيتُ زيدًا الفرس الثاني، لأن زيد ما رؤي الآن، لكن إن كان صدر منك عن غلط أو نسيان فهذا : بدل غلط ، إن كان بغير قصد ، وبقصد يسمى : بدل إضراب، طيب ، صار البدل يتبع المبدل منه في الإعراب ، سواء كان اسمًا أم فعلا، إذن الأفعال يبدل بعضها من بعض ، كذا؟ نعم، قال الله تعالى : (( ومن يفعل ذلك يلق أثامًا يضاعف له العذاب )) ، يضاعف هذه بدل من يلق، يلق : مجزومة بحذف الألف ، ويضاعف : مجزومة بالسكون ، هذا البدل، نعم ، طيب ، إذن لو قلت : جاء زيدٌ قَدِمَ زيد : هذا أيضا بدل، بدل كل من كل ، لأن جاء وقدم معناهما واحد، كلها فيها قدوم، فالحاصل أن البدل يتبع المبدل منه في الإعراب ، سواء كان فعلا أو اسمًا، طيب ، من تأخر عن الدّرس يعاقبْ ، يتلفْ كتابُه؟
الطالب : بدل.
الشيخ : يتلف بدل من؟
الطالب : يعاقب.
الشيخ : يعاقب، فعل من فعل، كذا وإلاّ لا؟ طيب ، من حافظ على الدرس أكرمتُه أعطيتُه كتابًا؟
الطالب : بدل .
الشيخ : هذا أيضا بدل، أعطيته كتابًا بدل من أكرمتُه، وعلى هذا فقس، هذا هو آخر التوابع : البدل، والبدل هو تابع للمبدل منه مقصود بالحكم بلا واسطة ، هذا هو البدل، ويتبع المبدلَ منه في الإعراب سواء كان فعلًا أم اسمًا، طيب ، واضح إن شاء الله؟ أنواعه كم؟
الطالب : أربعة.
الشيخ : أربعة، بدل كلّ من كلّ، وبعض من كلّ، واشتمال، وغلط، إي نعم.