شرح قول المصنف رحمه الله تعالى : " ... ظرف الزمان هو اسم الزمان المنصوب بتقدير " في " نحو : اليوم , والليلة , و غدوة , و بكرة , و سحرا , و غدا , و عتمة , و صباحا , و مساء , و أبدا , و أمدا , و حينا و ما أشبه ذلك ... " . حفظ
الشيخ : يقول: " ظرف الزمان هو : اسم الزمان المنصوب بتقدير في " ، شوف كيف !! المؤلف -رحمه الله- دقيق على أنه مختصر، " اسم الزمان المنصوب بتقدير في " ، ولم يقل : كلّ اسم زمان فهو ظرف، لأن ظرف هنا ظرف اصطلاحي، المراد به الظرف الإصطلاحي، وليس الظرف اللغوي، الظرف اللغوي أعمّ، الظرف الإصطلاحي : كلّ اسم زمان منصوب على تقدير في ، على تقدير في ، مثل أن تقول : قدم فلان اليوم، قدم فلان اليوم، وش التقدير اليوم؟
الطالب : في اليوم.
الشيخ : في اليوم، طيب ، كذا؟
الطالب : نعم .
الشيخ : طيب، يحاسبُ الله الخلائق يوم القيامة، أي؟
الطالب : في يوم.
الشيخ : في يوم القيامة، طيب ، (( وإن يومًا عند ربّك كألف سنة )) : هذه ليست بظرف زمان ، لأنها لم تنصب على تقدير في، بل هذه اسم إنّ، والمؤلف اشترط : أن يكون منصوبًا على تقدير إيش؟
الطالب : في.
الشيخ : على تقدير في، على تقدير في، طيّب ، صمتُ يومًا؟
الطالب : مفعول به.
الشيخ : مفعول به ولا ظرف؟
الطالب : ظرف.
الشيخ : هل المعنى صمت في يوم ، وإلا صمت اليومَ نفسه؟
الطالب : صمتُ اليومَ نفسه .
الشيخ : صمتُ اليومَ نفسَه، إذن : فهو مفعول به، وليس ظرفًا، يقول: " على تقدير في ، نحو يوم، والليلة، وغدوة، وبكرة، وسحرًا، وغدًا، وعتمةً، وصباحًا، ومساءً، وأبدًا، وأمدًا، وحينًا وما أشبه ذلك " المؤلف -رحمه الله- ذكر أمثلة كثيرة : اليوم والليلة، تقول مثلًا : متى يقدم زيد ؟ فيقول : يقدم اليوم ، أي يقدم في اليوم ، متى يسافر ؟ تقول : يسافر الليلة، أي في الليلة، طيب ، متى تزورني؟ تقول : غدوة، أي في الغدوة ، أي في الصباح، طيب ، (( النار يعرضون عليها غدوّا وعشيًا )) يعني في الغدوّ والعشيّ، وعلى هذا (( غدوّا وعشيّا )) تكون ؟
الطالب : ظرف زمان .
الشيخ : ظرف زمان منصوب على الظرفية، بكرة تقول مثلًا: يبتدأ العملُ بكرة أي : في البكرة، طيب ، سحرًا؟ متى تستيقظ من الليل؟ تقول: سحرًا، يعني في السّحر، طيب ، وغدًا، تقول للشّخص : متى تبتدأ الدراسة؟ فيقول : غدًا، يعني في غدٍ، وعَتَمةً، عتمةً يعني عشاءً، متى تعشّى ؟ فتقول : عتمة، يعني في العتمة، صباحًا تقول : متى نزل المطر ؟ فتقول : صباحًا، يعني في الصّباح، مساءً يعني في المساء، تقول : متى تُغلّق الدكاكين؟ فتقول : مساءً، أي في المساء، أبدًا ، كقوله تعالى : (( خالدين فيها أبدا )) أبدًا هذه ظرف زمان للتأبيد، أمدًا أيضًا ظرف زمان لكنّها للتوقيت يعني مؤقّت، تقول مثلًا : سأبقى عندك أمدًا، نعم ، أمدًا ، يعني في أمد، يعني لا دائمًا، وأما قوله تعالى : (( تود لو أن بينها وبينه أمدًا )) هذه ليست ظرف، هذه اسم إن مؤخر، حينًا، تقول : سأمكث عندك حينًا من الزمن، يعني في حين، وأما قوله تعالى (( هل أتى على الإنسان حين من الدّهر )) : فهذه ليست على تقدير في، ولهذا لم تنصب، فصار ظرف الزمان إذا كان على تقدير في فإنه ينصب، ينصب ويسمّى ظرفًا.