شرح قول المصنف رحمه الله تعالى : " ... وإن كان الكلام ناقصا كان على حسب العوامل , نحو " ما قام إلا زيدٌ " , و " ماضربت إلا زيدًا " , و " ما مررت إلا بزيدٍ " ... " . حفظ
الشيخ : طيب ، الحال الثالثة، يقول: " وإن كان الكلام ناقصًا، كان على حسب العوامل " ، ما معنى ناقصًا؟ يعني لم يستكمل عمله، يعني أنه ما تمّ الكلام، ما تمّ الكلام، فهنا يقول : يكون على حسب العوامل، حسب العوامل السابقة، السابقة على إلاّ، فإن اقتضت العوامل الرّفع رُفع ، وإن اقتضت النّصب نُصب ، وإن اقتضت الجرّ جُرّ ، بحسب العوامل، طيب ، مثاله : ما قام إلاّ زيدٌ، ما قام ناقص، ناقص الكلام، إلاّ زيدٌ تمّ الكلام الآن، زيد هنا نقول : يكون على حسب العوامل، والعامل السابق لإلاّ يقتضي؟ إيش ؟
الطالب : الرفع.
الشيخ : رفعه، على أنه فاعل، وعلى هذا فيجب الرفع، فنقول ما قام إلاّ زيدٌ: ما : نافية، قام : فعل ماضي، إلا : أداة استثناء ملغاة، زيدٌ : فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضّمة الظاهرة في آخره، طيب ، لا يجوز أن نقول: ما قام إلاّ زيدًا ، هذا ممتنع، لأن العامل الذي قبل إلاّ يتطلّبه؟
الطالب : فاعلاً.
الشيخ : مرفوعاً فاعلًا، ولا يجوز أن نقول : ما قام إلاّ زيدٍ، ليش ؟ لأن العامل يتطلّبه على أنه فاعل ، والفاعل مرفوع، طيب ، ما رأيت إلا زيدًا، المؤلف يقول في المثال : " وما ضربت إلاّ زيدًا " ، ما ضربت إلاّ زيدًا، هنا العامل يتطلّب ما بعد إلاّ منصوبًا، ما ضربتُ إلاّ زيدًا، فنقول : ما ضربتُ: فعل وفاعل وأداة نفي، وإلاّ : أداة استثناء ملغاة ، وزيدًا : مفعول به منصوب، ما نقول : مستثنى ، لأن العامل السابق لإلاّ يتطلّبه مفعولًا به، فنقول : زيدًا : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره، طيب ، ما أكلتُ إلاّ خبزًا؟ مثلها؟
الطالب : نعم .
الشيخ : نعم مثلها، ما شربت إلاّ لبنًا؟
الطالب : مثلها .
الشيخ : مثلها، وهكذا ، ما دام العامل يتطلّبها فهي على حسب العوامل، ويقول: " ما مررت إلاّ بزيدٍ " ، ما مررت إلاّ بزيدٍ ، ما مررت : فعل وفاعل وحرف نفي، وإلا : أداة استثناء ملغاة، والباء : حرف جرّ، وزيد : اسم مجرور بالباء ، وعلامة جرّه الكسرة الظاهرة في آخره، وهنا لا يجوز أن نقول : ما مررت إلاّ بزيدًا، ما يجوز ، لأن العامل يتطلّب أن يكون ما بعد إلاّ مجرورًا، فيجب جرّه، طيب ، المؤلّف -رحمه الله- مثّل في الناقص بمثال مصحوب بالنفي ، وهو كذلك، لأنك لو لم تصحبه بالنّفي ما استقام الكلام، لو قلت : مررت إلاّ زيدًا، لو قلت : قام إلاّ زيدٌ يستقيم وإلاّ ما يستقيم؟
الطالب : ما يستقيم .
الشيخ : ما يستقيم، رأيت إلاّ زيدًا ما يستقيم، لا يستقيم إلاّ بنفي أو شبهه ، وهذه هي الحال الثالثة للمستثنى بإلاّ، وأظن أن المقام واضح ولله الحمد.