تفسير قوله تعالى : (( ألم تعلم أن الله له ملك السماوات والأرض )) حفظ
(( ألم تعلم أن الله له ملك السموات والأرض )) (( ألم تعلم )) نقول فيها مثل ما قلنا في الأول أن الله له ملك السموات والأرض تقديم ما حقه التأخير يدل على الاختصاص والحصر، وأن الله وحده الذي له ملك السموات والأرض، والملك يشمل ملك الأعيان وملك التصرف، يشمل ملك الأعيان وملك التصرف، فأعيان السموات والأرض ملك لله، السماء ملك لله، والأرض ملك لله، كذا؟ نعم، والتصرف أيضا إنه يملك سبحانه وتعالى أن يتصرف كما يشاء لا معارض له ولا ممانع، ولا يرد على هذا إضافة الملك للإنسان كما في قوله تعالى: (( أو ما ملكت أيمانكم )) ويش في هذا؟ لأن هذه الإضافة ليست على سبيل الإطلاق، لأن ملك الإنسان للأشياء محدود وناقص ومقيد محدود من متى؟ من استيلائه عليه إلى أن يخرج عن ملكه ببيع أو هبة أو موت أو غير ذلك، كذلك هو ناقص هل يملكه ملكا مطلقا يتصرف فيه كما يشاء؟ لا، ولهذا لو قال هذا ملكي أنا .... الآن أباح لكم يجوز ولا ما يجوز؟ ما يملك هذا الشيء، ما يملك هذا الشيء، إذا فملكه ناقص كذلك أيضا ملك الإنسان مقيد، مقيد لا يتصرف إلا حيث أمر، لو قال ما عندي دراهم ملك لي أشتري بها ما أشاء، أبغى أشتري بها خمر، أبغى أشتري بها شطرنج، أيش تقولون لي ملكي أيش نقول؟ الشرع ما يمكنك من هذا، فأنت تصرفك محدود وملكك محدود، ولهذا قال بعض العلماء: إن ملك الإنسان لممتلكاته على سبيل المجاز لا الحقيقة، لكن إن أعطي التصرف الذي الكامل للإنسان فهو مالك وإن كان له بعض التصرف فهو أجير أو مستعير أو ما أشبه ذلك. وقوله: (( ملك السموات والأرض )) السموات سبع والأرض سبع أيضا كما جاءت به السنة صريحة وجاء به القرآن ظاهرا (( ألم تعلم أن الله له ملك السموات والأرض )) وهذا النسخ من تمام ملكه وإلا لا؟ نسخ الآيات بعضها ببعض من تمام ملكه هو الذي يمحوا ما يشاء ويثبت ما أحد يعترض عليه.