تفسير قوله تعالى : (( إن الله على كل شيء قدير )) وبيان أسباب ضعف هذه الأمة وكيفية قيامها إلى العز والتمكين. حفظ
وقوله: (( إن الله على كل شيء قدير )) يعني أن من تمام قدرته سبحانه وتعالى أنه سينصركم عليهم حتى مع العفو والصفح، فإن الله سبحانه وتعالى قادر على أن يغير الأمور، وتكون الدولة لكم وقد كان الأمر كذلك ولله الحمد فإن الدولة كانت للمسلمين على كل أعدائهم، على اليهود وعلى من؟ على النصارى وعلى المشركين وعلى المجوس نعم؟ كلهم ولله الحمد المخالفين للإسلام كانت الدولة الإسلام، لكن بعد أن تقهقرت الأمة الإسلامية وتغيرت أحوالها وانتكست حصل البلاء ودالت الدولة للأعداء، وإذا كان الرسول صلى الله عليه وسلم في غزوة أحد حصل مخالفة واحدة، مخالفة واحدة بعد أن رأوا النصر، بعد أن رأوا ما يحبون والنتيجة ما هي؟ الهزيمة (( حتى فشلتم وتنازعتم في الأمر وعصيتم )) متى؟ (( من بعد ما أراكم ما تحبون )) يعني حصل خلاف ما تحبون وهي معصية واحدة وبعد وجود النصر أو بشائر النصر حصلت الهزيمة، كيف هذا في أمة معاصيها كثيرة جدا والآن نحاول أن ننتصر وبدون أسباب النصر لا يمكن أن ننصر ما يمكن إلا إذا رجعنا إلى الدين حقيقة، وفي الحقيقة أننا نحمد الله سبحانه وتعالى أنه يوجد الآن في الشباب يقظة أقول يقظة خير من أن أقول صحوة، لأن الصحوة من السكر واليقظة من النوم، اليقظة من النوم، وإن كان من الهوى والمعاصي نوعن من السكر نعم؟ فالمهم إننا أنه يوجد الآن في الشباب يقظة وانتعاش لكن تحتاج إلى مثابرة ومصابرة النبي صلى الله عليه وسلم بقي في مكة كم من سنة؟ ثلاثة عشر سنة وهو يؤيد بالآيات وبالأصحاب المخلصين وآخر العمل أنه خرج من مكة، خرج من مكة خائفا عليه الصلاة والسلام نعم؟ حتى أعزه الله، كونك أيها الشاب تريد الانتصار على هذه الأمة وهذا الضلال العارم وهذه الفتن الهالكة تبغى تنتصر عليهم بين عشية وضحاها هذا شيء مستحيل، الدرب طويل، لأنك أنت تبني مثلا لبنة لكن فيه معاول تهدم قصرا كاملا، فلا بد من التأني والصبر والمصابرة وعدم الملل وأنت ما دمت في طريق صحيح فإن أجرك على الله سواء أدركت ولا ما أدركت (( ومن يخرج من بيته مهاجرا إلى الله ورسوله ثم يدركه الموت فقد وقع أجره على الله )) فأنا أريد منكم الحزم والصبر والمصابرة، وأن لا تظنوا إن الأمر سهل وأننا بين عشية وضحها سنقلب هذه الشعوب المنجرفة المنحرفة هذا شيء غير ممكن، لكن بالصبر والمصابرة و( لأن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من حمر النعم ) وكذلك أيضا نعامل الناس باللين والرفق وكل بحسبه (( ادع إلى سبيل ربك بالحكمة )) هذا أحسن وأنا أقول لكم مثلا إننا رأينا تأثير جماعة التبليغ وإن كان عندهم انحراف في بعض الأمور لكننا رأينا لهم تأثيرا كبيرا في المسلمين وفي غير المسلمين، لأنهم كانوا يدعون الناس باللطف واللين نعم؟ باللطف واللين الكامل، ورأينا مثلا من بعض الناس أو من كثير من الناس نفورا ممن يريدون من الناس أن يأخذوهم بالعصا والقوة، من الآن يلا اركبوا السنة من الآن انتظر أولا عالج الجرح حتى يندمل ثم اسع في إزالة أثره، التجميل بعد إزالة العيب، فعلى كل حال شف تأديب الله للرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه (( فاعفوا واصفحوا حتى يأتي الله بأمره )) الأمر هنا الأمر أيش؟ يجوز أن يكون الشرعي أو القدري بالنسبة لنا الأمر الشرعي انتهى نعفوا ونصفح حتى يأتي الله بأمره الأمر القدر الأمر القدري ولا الأمر الشرعي معروف الآن منتهى، وقوله: (( إن الله على كل شيء قدير )) قلت لكم إن فائدتها أن لا ييأس المسلمون من تغير الأحوال فإن الله تعالى على كل شيء قدير وتتغير الأحوال وأنت لا تدري.