تفسير قوله تعالى : (( ولا خوفٌ عليهم ولا هم يحزنون )) حفظ
قال: (( ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون )) لا خوف عليهم في ما يستقبل من أمرهم، ولا هم يحزنون فيما مضى من أمرهم، لأنهم إذا حشروا يوم القيامة ووجدوا نتائج أعمالهم ـ اللهم اجعلنا من من يجد خيرا ـ إذا وجدوا هذا ما حزنوا على ما مضى، الحزن والحسرة لمن؟ لمن فرط وأضاع (( وأنذرهم يوم الحسرة إذ قضي الأمر وهم في غفلة وهم لا يؤمنون )) لكن المؤمن ما يحزن، لأنه استفاد من حياته، أما الكافر فإنه يحزن ويريهم الله أعمالهم حسرات عليهم (( قل إن الخاسرين الذين خسروا أنفسهم وأهليهم يوم القيامة )) (( ويوم يعض الظالم على يديه يقول يا ليتني اتخذت مع الرسول سبيلا يا ويلتى ليتني لم أتخذ فلانا خليلا )) فالمهم أنهم لا يحزنون يوم القيامة، لأنهم يوم القيامة يجدون نتائج أعمالهم وثمراتها خير نتائج وخير ثمرة، فإذا هم آمنون، وإلا لا؟ آمنون مما يستقبل مغتبطون بما مضى، فلا حزن لديهم ولا خوف (( ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون )) عندما نقرأ هذه الآية ما ينبغي أن نقرأها على أنها مجرد خبر بل على أن نقرأها لأنها مربية، نقرأها قراءة تربية يعني بمعنى أننا نسلم وجوهنا إلى الله ونحسن في أعمالنا أفهمتم؟ وهكذا جميع ما في القرآن ما نقرأها على أن نفهم المعنى فقط بل على أن نعمل كما كان الصحابة رضي الله عنهم إذا قرءوا عشر آيات ما يتجاوزونها حتى يتعلموها وما فيها من العلم والعمل قالوا: ( فتعلمنا القرآن والعلم والعمل جميعا ) .