تفسير قوله تعالى : (( قد بينا الآيات لقومٍ يوقنون )) وذكر أقسام آيات الله إلى شرعية وكونية وفوائدها. حفظ
قال الله تعالى: (( قد بينا الآيات لقوم يوقنون )) (( قد بينا الآيات لقوم يوقنون )) بينا بمعنى أظهرنا لأن بان بمعنى ظهر، وبين بمعنى أظهر، وقوله: (( الآيات )) جمع آية وهي العلامة المعينة لمدلولها، كل علامة تعين مدلولها تسمى آية، فالآيات المعينة لمن هي آية له تسمى آية، فآيات الله تعالى هي العلامات الدالة عليه أي المعينة له سبحانه وتعالى، وقد ذكر أهل العلم أنها تنقسم إلى قسمين: آيات شرعية وآيات كونية، فالآيات الشرعية ما جاءت به الرسل من الوحي وكانت آيات لأنه لا يوجد لها نظير في صدق الأخبار وحسن القصص وعدل الأحكام، آيات الله الشرعية ليس لها نظير منكلام البشر في هذه الأمور الثلاثة وهي: صدق الأخبار، وحسن القصص يعني جميع القصص التي في القرآن ليس..... كلها قصص نافعة وعبر عظيمة، والثالث؟ وعدل الأحكام، لا يوجد لها نظير أبدا مهما وجدت مثلا من النظم والقوانين والمثل السائرة وغير السائرة ما يمكن تجد مثل هذا القرآن، إذا فهو آية من آيات الله، كذلك الآيات الكونية وظهورها أعظم وأبين، لأنه يمكنك أن تحاج بها عقليا من ينكر الله وإلا لا مثل أيش؟
الطالب: ليل ونهار
الشيخ : أي نعم مثل السموات والأرض والشمس والقمر والليل والنهار وكل شيء
"وفي كل شيء له آية تدل على أنه واحد"
، فهي آيات، هذه الآيات يا جماعة يقول الله إنه قد بينها لكن لمن؟ (( لقوم يوقنون )) الموقن تبينت له الآيات وعرفها والشاك ما تتبين، الشاك ما تتبين ـ والعياذ بالله ـ وربما تنطمس وربما تنطمس عليه الأمور ويكون بعد الشك إلى مرحلة الإنكار، لأن الشك كما تعرفون مرحلة بين المرحلتين بين الإقرار والإنكار، فقد يكون مع الشك والعياذ بالله يصل إلى حد الإنكار، والشك لا يكفي في الإيمان، وفي هذه الآية (( قد بينا الآيات )) دليل على أن الله أقام الحجة وعلى أن الآيات ما تنفع كل أحد إنما تنفع من أيقن، أما من شك فإنه لا تنفعه الآيات، ..... (( وما تغني الآيات والنذر عن قوم لا يؤمنون ))